قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن حركة "حماس"، تنتهز الفرص التي تتاح لها، لتعزز حضورها وموقعها في المنطقة وخارجها، في وقت تتراجع فيه السلطة الفلسطينية وتضعف أكثر.
وأشارت الصحيفة إلى الزيارة المرتقبة لوفد قيادي من المكتب السياسي لحركة "حماس"، برئاسة إسماعيل هنية وخالد مشعل وقيادات أخرى، إلى السعودية، والتي اعتبرها مسؤول كبير في الحركة بأنها نافذة لفرص تحسين العلاقات مع المملكة، على الرغم من وصفه بأن الزيارة بالأساس "دينية".
ووفقًا لذات المصدر، فإن السعودية وافقت على السماح لقيادة حماس بأداء مناسك العمرة، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنها تكتسب أهمية سياسية رغم أنها زيارة ذات طبيعة دينية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الزيارة لم تتم بدون موافقة القصر الملكي في الرياض وأجهزة المخابرات في المملكة.
وبحسب الصحيفة، فإن حماس وجهات فلسطينية أخرى ترى في الزيارة المرتقبة استمرارًا للتطورات الأخيرة على الساحة العربية وتجديد العلاقات بين السعودية وإيران ودفء علاقات الرياض مع سوريا.
وتقول الصحيفة: على الرغم من محاولة حماس تصوير زيارة الوفد على أنها زيارة دينية بدون جانب سياسي، إلا أنها تعتبر على الساحتين الفلسطينية والعربية خطوة أخرى في تعزيز مكانة الحركة.
وأشارت إلى أن حماس من خلال إطلاق الصواريخ من غزة وجنوب لبنان باتجاه إسرائيل، إلى جانب التطورات الإقليمية وخاصة التقارب السعودي مع إيران وسوريا، وفر عليها الكثير لتحقيق مكاسب غير متوقعة، على الرغم من التوقعات بأنها لن تستأنف نشاطها سريعًا في السعودية أو سوريا، ولا زالت تركز على البقاء في قطر التي تعتبر قاعدة مركزية لقيادة حماس بالخارج، إلى جانب العلاقات الواسعة لها في تركيا ولبنان واندونيسيا وباكستان.
وترى الصحيفة، أن قيادة حماس في غزة قلقة من أي تحرك قد يضر بالعلاقات مع مصر، ودورها المهم خاصة فيما يتعلق بالعلاقة غير المباشرة مع إسرائيل، والحدود والمعابر مع سيناء.
وقال مصدر قيادي من حماس للصحيفة العبرية، إن "الانفتاح مع السعوديين مهم للغاية والتنظيم يشعر بالارتياح لرياح التغيير في الشرق الأوسط، لكن الحذر هنا مطلوب .. حماس تحاول تجنب تضارب مصالحها مع مصالح الدول الأخرى، وهناك ارتياب مصري من العلاقة مع إيران وتركيا، في حين أن السعودية لها مصالح مختلفة تمامًا عن مصالح طهران وأنقرة، ولكل دولة خريطة مصالح خاصة، وفي خضم كل هذا تريد حماس أن تكون منفتحة وشريكًا للجميع".
وأشارت إلى زيارة الرئيس محمود عباس، المقررة اليوم إلى السعودية بدعوة من العاهل سلمان بن عبدالعزيز، لتناول وجبة إفطار طعام رمضاني.
ونقلت عن مصادر في السلطة الفلسطينية أنه لن يعقد أي لقاء بين الرئيس عباس، وإسماعيل هنية.
واعترف مسؤولون في السلطة الفلسطينية - كما تقول الصحيفة - بأن قيادتها ليست لاعبًا مهمًا في التطورات بالمنطقة، وأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يبديان أي اهتمام كبير بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، خاصة في ظل توجه الحكومة الإسرائيلية الحالية، باستثناء تدخلهما وأطراف أخرى لمحاولة منع التصعيد والتعامل مع قضايا مدنية.
المصدر : الوطنية