تشهد محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي جدلاً يتكرر في كل عام من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، هل كانت الليلة الماضية هي ليلة القدر فعلاً أم لا؟، كما ويتم نشر صور استطلاع شروق الشمس في مختلف الدول في صبيحة كل يوم.

فليلة القدر قد تُرى لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان – كما أمر النبي ﷺ أصحابه بذلك– طلبًا للأجر والثواب، فإذا صادف قيامه إيمانًا واحتسابًا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها. قال ﷺ: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.رواه البخاري ومسلم، وفي رواية أخرى خارج الصحيحين:من قامها ابتغاءها ثم وُفِّقَت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وقد ثبت عن النبي ﷺ ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين، ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقراءة والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير، أدرك ليلة القدر بلا شك، وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانًا.

علامات ليلة القدر 

خروج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر ثبت في "صحيح مسلم" أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبر أنَّ مِن علاماتها: أن الشمس تطلع صبيحتَها لا شُعاع لها.

تكون السماء فيها صافية ساكنة،ليلة معدتلة غير بارد ولا حارّ، ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة 3/ 331، ورواه الطيالسيُّ في "مسنده" 1/ 201، وسنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلةٌ طَلْقة، لا حارَّة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراءَ ضعيفة). صحيح الجامع

ليلة مضيئة تمتاز بشدة الإضاءة والنور، ثبت عند الطَّبراني 22/ 59 بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (ليلة القدر ليلة بَلْجة - مضيئة - لا حارَّة ولا باردة، لا يُرمَى فيها بِنَجم).

المصدر : الوطنية