أحلام ما قبل الفجر تتحقق بإذن الله تعالى، أما بخصوص أحلام ما بعد الفجر تتحقق إذا توافرت فيها شروط الرؤيا، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بشر زوجة صاحبي بالجنة بسبب رؤيا رآها في وقت القيلولة.
فكثير من الناس يظن أن الرؤى التي تري بعد صلاة الفجر أو بعد طلوع الشمس أو شروق الشمس ليست رؤي حقيقة أو لا تحقق في اليقظه أو أنها من الشيطان .
وبعض الناس أيضاً يظن أن الرؤي التي تري بعد صلاة العصر أو الظهر ليست رؤي حقيقة أو الرؤي التي تري في النهار عموماً .
وبعض الناس يظن أن الرؤية التي تكون قبل الفجر أو يراها الإنسان قبل صلاة الفجر تختلف عن الرؤي التي تكون بعد صلاة الفجر.
وللأسف الشديد هذا الكلام غير صحيح فرؤي الليل مثل رؤي النهار تماماً وهذا ليس كلامنا بل كلام علماؤنا الاجلاء كما سنذكر كلامهم بعد ذلك .
ولأن الرؤيا لا تتحدد بالوقت الذي رآه الإنسان فيه ، وإنما تتحدد الرؤيا بالوصف أو ما رآه الإنسان في الرؤية ، وليس هناك فرق بين رؤيا الليل والنهار .
والإمام البخاري رحمه الله بوب بابا في صحيحه بعنوان باب الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ وذكر بعض الرؤي التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في النهار ومنها .
ما روى عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ -رضي الله عنها – ، وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ- أي زوجه له – ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ ، وَجَعَلَتْ تَفْلِى رَأْسَهُ ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهْوَ يَضْحَكُ ،
قَالَتْ – أم حرام بنت ملحان – فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى عُرِضُوا عَلَىَّ ، غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ ، مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ ) – أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ ) ، قَالَتْ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهْوَ يَضْحَكُ ، فَقُلْتُ : مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى عُرِضُوا عَلَي ، غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) . كَمَا قَالَ فِي الأُولَى ، قَالَتْ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : ( أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ ) .
فدلت هذه الرؤية علي أن رؤيا النهار مثل رؤيا الليل وليس هناك فرق بين أبدا بل قال القيرواني : ولا فرق في حكم العبارة بين رؤيا الليل والنهار ، وكذا رؤيا النساء والرجال ” .
وسبب ظن الناس أن رؤيا النهار لا تحقق مع أن هذا الكلام غير صحيح كما قلنا لأن الليل هو مظنة الرؤيا ؛ لأنه وقت النوم ، وغالب رؤى الناس تكون بالليل .
المصدر : وكالات