الوطنية – أحمد قلجة
بعد أسابيع قليلة من تشكيلها، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في دولة الاحتلال ضد الحكومة الجديدة التي يترأسها بنيامين نتنياهو.
وتعد الحكومة الجديدة من أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفًا إذ تضم وزير ما يسمى بالأمن القومي ايتمار بن غفير الذي يؤيد قتل وتهجير الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو في وقت نجاحه في تشكيل حكومة جديدة مع حلفائه في معسكر اليمين، وذلك قبل دقائق من انتهاء التفويض الممنوح له.
وكتب نتنياهو على تويتر إنه تمكن من تشكيل حكومة، كما أكد متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تلقي إعلان نتنياهو عبر اتصال هاتفي.
ولأول مرة شغل نتنياهو (73 عاما) منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 1996 إلى 1999، ثم لمدة 12 عاما متواصلة بين 2009 و2021، وهو أطول رئيس للوزراء بقاء بالمنصب في إسرائيل.
وبعدما انتصر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية التي أجريت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت أمام نتنياهو مهلة تنتهي الساعة 11:59 مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي لإبلاغ هرتسوغ بأنه نجح في تشكيل الحكومة.
وسبق أن حصل نتنياهو من هرتسوغ على مهلة 28 يوما لتشكيل الحكومة، ثم تم تمديدها 10 أيام.
لكن اللافت في الأمر، رفض الإسرائيليين لحكومة نتنياهو الجديدة، حيث تظاهر الآلاف منهم في وسط "تل أبيب" مطالبين تلك الحكومة بالرحيل التي يعتبرونها خطراً على وجود كيانهم متهمينها بتدمير النظام القضائي.
وتأتي مخاوف المجتمع الإسرائيلي من حكومة نتنياهو بضمها شخصيات دينية متطرفة وكذلك وزراء لهم سجل حافل بالفساد أبرزهم بنيامين نتنياهو، والذين يحاولون تسيير القضاء لصالحهم بما يضمن افلاتهم مستقبلاً من الحساب.
وكان لعودة نتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية رفقة اليمين المتطرف الذي منحه العديد من الحقائب الوزارية الحساسة الخطوة التي أثارت رفضا لدى الكثير من الإسرائيليين.
ووصفت وسائل إعلام دولية وعربية وعبرية حكومة نتنياهو التي أدّت اليمين الدستورية في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنها “الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل”.
تعمق الانقسام الداخلي في دولة الاحتلال
وقال باحث في الشأن الإسرائيلي عامر خليل، إن المظاهرات التي جرت في مدينة تل أبيب وجرى تنظيمها من قبل من أكثر من جماعة تدلل على تعمق الانقسام الداخلي في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد خليل، خلال حديثه لـ "الوطنية، أن تلك المظاهرات جاءت بعد تولي بنيامين نتنياهو للرئاسة الوزراء واقدامه على عدد من الخطوات المتعلقة بالعلاقة بين الدين والدولة ومحاولة فرض المفاهيم الدينية توراتيه التي تؤمن بها الأحزاب الحديدية المشاركة في حكومته على المجتمع الإسرائيلي ككل.
حكومة فاشية
بدوره، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي رجائي الكركي، إن اقرار قانون التغلب بين أروقة الكينيست هذا يعني تماما القضاء على منظومة القضاء داخل إسرائيل وهذا ينذر ب مسألة خطيرة جدا أن المنظومة القضائية تكون تحت سلطة الحكومة الفاشية كما يصفها بعض الكتاب الإسرائيليين.
وأضاف الكركي، خلال حديثه لـ "الوطنية"، أنه لربما المتظاهرين في قلب تل أبيب رفعوا شعار أن هذا رئيس الوزراء مجرم ويذهب بينا إلى الجحيم وإلى انهيار ما يسمى بالمنظومة الديمقراطية والقضاء على المنظومة القضائية داخل الكيان الاسرائيلي.
ويتهم فلسطينيون إسرائيل بالعمل بوتيرة مكثفة على تهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، فيما يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمّها إليها في 1981.
المصدر : الوطنية - أحمد قلجو