الوطنية – أحمد قلجة
في الصباح الباكر وبحماية مشددة من شرطة وضباط الاحتلال الإسرائيلي، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك متسلسلًا وكأنه يعلن من موقعه الجديد الحرب على الفلسطينيين ومقدساتهم.
ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح الباكر عناصرها ووحداتها الخاصة بشكل مكثف في المسجد الأقصى، لتأمين الحماية الكاملة للمتطرف بن غفير.
واقتحم بن غفير اقتحم الأقصى الساعة السابعة صباحًا من باب المغاربة، وتجول في باحاته بشكل استفزازي، ومن ثم خرج منه برفقة عناصر من شرطة الاحتلال.
ولم يستغرق اقتحام بن غفير سوى 13 دقيقة منذ دخوله المسجد وخروجه منه، لافتًا إلى أن عشرات المستوطنين اقتحموا أيضًا باحات الأقصى، ونظموا جولات استفزازية فيه.
وظهر بن غفير وهو محاطًا بالعشرات من رجال الأمن والشرطة، في الوقت الذي خلى المسجد من المرابطين بسبب عملية التضليل التي قامت بها الآلة الإعلامية الإسرائيلية، بعد بث أنباء بتراجع بن غفير عن الاقتحام خلال الأسبوع الجاري.
ويأتي اقتحام بن غفير رغم الإعلان عن تراجعه من اقتحام المسجد الأقصى هذا الأسبوع بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتهديدات الفصائل الفلسطينية.
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارًا في الماضي، ولكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائبًا في الكنيست الإسرائيلي، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيرًا.
إمعان في استهداف الأقصى
وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حماده، إن اقتحام المدعو بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك يأتي إمعان من هذا المدعو في استهداف المسجد الأقصى المبارك يوم أن كان مع قطعان المستوطنين وعصابات الصهاينة وبعد أن أصبح في سدة الحكم.
وحمل حمادة، خلال حديثه لـ "الوطنية"، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الكاملة عما حدث.
وأضاف: "المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطيني عربي إسلامي، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يغير هذه الحقيقة".
وأكمل: "شعبنا الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من دنس الاحتلال، ولن تتوقف هذه المعركة إلا بانتصار شعبنا النهائي وطرد المحتل عن كامل أرضنا".
انتهاك خطير
بدوره، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، إن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى يعد انتهاك خطير وسيؤدي إلى تفجر الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
وأضاف سلمي، خلال حديثه لـ "الوطنية"، أن الاقتحام يعد استهتار واضح في مشاعر المسلمين والعرب ولذلك الاحتلال هو من يتحمل مسؤولية الكاملة عن ذلك.
وتابع: "ونحن في المقاومة الفلسطينية نؤكد بأن نقيم ونتابع لحظه بلحظه هذه الاقتحامات والاحتلال سيدفع الثمن في ذلك من هذه الجرائم".
تضليل لاستهداف المقاومة
إلى ذلك، قال محلل سياسي مفيد أبو شماله، في طبيعة الحال التضليل ليس مستهدف منه الرأي العام الإسرائيلي وإنما كان المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أبو شمالة، خلال حديثه لـ "الوطنية"، أن هذه الحكومة تتوجه برسائل واضحة للشعب الفلسطيني هي حكومة فاشية ولديها طموحات في تغير كل معالم المسجد الأقصى ووصولاً إلى ما يسمى لديهم بإنشاء الهيكل وهم يطمحون أن تمر الفاضية مرور الكرام.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية إلى ضرورة الحشد والرباط الواسع في المسجد الأقصى، لإفشال كل مخططات الاحتلال ومستوطنيه.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
المصدر : الوطنية – أحمد قلجة