الوطنية – أحمد قلجة
تنتهج سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسات مجحفة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها عبر تطبيق سياسة القتل المتعمد عبر الإهمال الطبي لهم كان آخرهم الأسير ناصر الحميد.
واستشهد الأسير ناصر أبو حميد الذي كان مصابًا بمرض السرطان بعدما رفض الاحتلال تقديم العلاج المناسب له ليفارق الحياة.
ووصل عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 222 شهيدًا، (67) منهم استشهدوا نتيجة الاهمال الطبي، و(73) أسيرا كان التعذيب سببا في استشهادهم، فيما (75) اسيرا قتلوا عمدا بعد اعتقالهم، و(7) أسرى استشهدوا جراء إصابتهم بأعيرة نارية وهم داخل المعتقل، كما أن هناك عشرات الأسرى اللذين استشهدوا بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة جراء أمراض ورثوها من الاعتقال وظروفه المأساوية: كالأسير الشهيد مراد ابو ساكوت وهايل ابو زيد وأشرف أبو ذريع وغيرهم الكثير.
ودق ناقوس الخطر أبواب الأسرى المرضى في سجون الاحتلال جراء سياسة الإهمال الطبي.
وخلال السنوات الماضية، أطلقت العديد من الدعوات للصليب الأحمر للتدخل لإجبار الاحتلال على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأسرى.
ويعاني ثلاثون أسيراً من أمراض مختلفة يخشون من أن يكونوا ضحايا جدد للإهمال الطبي.
خوف شديد
فهنا في مدينة غزة تتنظر عائلة الأسير يوسف مقداد بفارغ الصبر الإفراج عنه، فبدلا من أن تشطب الأيام المتبقية له في الأسر مع مشارفة مدة اعتقاله على الانتهاء، تعيش الأسرة في قلق كبير بعد إصابته بجلطة قلبية قبل أسابيع ليدخل في صراع مع الإهمال الطبي.
وعلاوة عن مماطلة الاحتلال في تقديم العلاج اللازم للأسير يوسف مقداد، تمنع عائلته من زيارته منذ أشهر.
وقالت أم هيثم زوجة الأسير يوسف، إنهم يشعرون في خوف شديد لحظة وصولهم خبر إصابة زوجها بجلطة قلبية.
وأضافت أم هيثم، خلال حديثها لـ "الوطنية"، أن "إصابته شكلت لنا صاعقة بسب تعرضه لوعكة صحية شديدة توقف على أثرها القلب".
وتابعت: "في هذه اللحظة كل المخاوف راودتنا.. يعني كيف احنا ننتظر عشرين سنة ولم يبق له سوى سنة واحد في معتقلات الاحتلال ومن ثم الإفراج عنه بسلامة ونفرح فيه ويشوف أولاده وأحفاده وخاص سابهم أطفال".
سياسة متعمدة
بدوره، قال عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية محمد جرادة، إن إسرائيلتمارس سياسة الإهمال الطبي ليس من الآن ولكن منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 196.
وأكد جرادة، في حديثه لـ "الوطنية"، أن هذه السياسة معتمدة من قبل الحكومات المتعاقبة الإسرائيلية لكي تستطيع إركاع شعبنا الفلسطيني وإذلاله.
وشدد على أن هذه السياسة العنصرية معاديه إلى حقوق الإنسان ومعاديه إلى الضمير العالمي.
من جانبه، طالب الباحث في شؤون الأسرى الفلسطينيين أسامة مرتجى، كل الجهات المعنية في هذا الملف وخصوصا الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية لإرسال لجنة استحقاق طبية لسجون الإسرائيلية للاطلاع على أوضاع المرضى الأسرة.
ودعا مرتجى، في حديثه لـ "الوطنية"، كافة الجهات للضغط على الاحتلال للسماح للأسرى المرضى بالعلاج في مشافي الفلسطينية ولا يعالجون في مستشفيات الإسرائيلية التي هيا بمثابة تعذيب للأسرى.
وبلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو (4450) أسير، منهم (32) أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (160) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (530) معتقلًا.
المصدر : الوطنية - أحمد قلجة