كشف جنرال أمريكي كبير أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يعملون وراء الكواليس لمساعدة نظرائهم في السعودية على وضع رؤية طويلة الأجل للأمن القومي للمملكة.
وأفاد موقع "Al-Monitor" بأن المملكة العربية السعودية تستعد لإطلاق استراتيجية دفاع وطني واستراتيجية عسكرية وطنية العام المقبل، لأول مرة في تاريخها، نقلا عن الجنرال مايكل إريك كوريلا، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقال كوريلا للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف يوم الخميس: "السعوديون مهتمون جدا بالخطط الاستراتيجية معنا، حتى مع استمرار توتر العلاقات بين الحكومتين".
وأوضح: "يسافر مخططونا الاستراتيجيون إلى المملكة بانتظام للعمل مع القادة العسكريين السعوديين لبناء أفكارهم من أجل رؤية استراتيجية طويلة المدى".
وقال الجنرال إن وثائق الاستراتيجية، التي لم يتم تأكيدها علنا من قبل المسؤولين السعوديين، ستعمل على تقنين "رؤية المملكة الاستراتيجية للأمن القومي والأمن الإقليمي". ووصف القرار بأنه "خطوة حاسمة" في خطط التحديث العسكري لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وذكر موقع "Al-Monitor" سابقا أن إعلان "أوبك +" تخفيض إنتاج النفط أثار توبيخا نادرا من البيت الأبيض للسعودية، لكنه لم يعطل الاجتماعات المنتظمة والتدريب الثنائي بين جيشي البلدين.
وفي مايو، أعرب كولين كال، ثالث أعلى مسؤول في البنتاغون، عن دعمه الكامل لأهداف التحديث الدفاعي لولي العهد السعودي، على الرغم من أنه ليس من الواضح تماما ما الذي تمكنت واشنطن من تقديمه حتى الآن.
وأوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، ردا على انتقادات واسعة النطاق بشأن سلوك جيوشها في حرب اليمن.
وسعى ولي العهد، رئيس الوزراء السعودي، محمد بن سلمان، على ما يبدو إلى إحراج بايدن علنا، أولا بقرار تخفيض إنتاج النفط، ومرة أخرى هذا الشهر من خلال الترحيب بالزعيم الصيني شي جين بينغ، أكبر خصم استراتيجي للولايات المتحدة، بحسب "Al-Monitor".
وفي الوقت نفسه، كان المسؤولون العسكريون في القيادة المركزية الأمريكية يقودون بهدوء حملة دبلوماسية لبناء تحالف دفاعي إقليمي غير رسمي، تحالف يمكن أن يساعد دولا مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على الدفاع بشكل أفضل ضد الهجمات الصاروخية التي تشنها إيران، مع تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.
وتمضي قيادة كوريلا قدما في خططها لبناء مجموعتين تجريبيتين إضافيتين، فرقة العمل الجوية 99 وفريق المهام التابع للجيش 39، لإثبات الإمكانات التي توفرها لكبار الضباط في الشرق الأوسط، والإمكانات التي توفرها التكنولوجيا غير المأهولة المتاحة تجاريا والمرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وناقش قائد القيادة المركزية الأمريكية تلك الخطوات والخطط الخاصة باختبار أسلحة مضادة للطائرات بدون طيار مع قائد القوات المسلحة الملكية السعودية، فياض بن حامد الرويلي، الشهر الماضي.
المصدر :