دعا وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية الحقوق التعليمية لطلبة القدس وفلسطين، في ظل ما تتعرض له من سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف هذا القطاع؛ عبر خطة يجري تنفيذها بشكل متسارع في الآونة الأخيرة، بحق مكونات العملية التعليمية من مدارس وطلبة ومعلمين، ومحاولات السلطة القائمة بالاحتلال فرض منهاج محرّف على الطلبة المقدسيين.
جاء ذلك خلال لقاء عورتاني والوفد الفلسطيني المشارك في قمة "تحويل التعليم" المنعقدة في نيويورك، عدة مسؤولين دوليين، منهم: نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ووزيرة الخارجية الفنلندية جوانا سوموفوري، ورئيسة المسؤولين الفنيين في "الشراكة العالمية من أجل التعليم" جو بورن، كل على حدة.
وتطرق عورتاني خلال اللقاءات إلى ما تتعرض له المدارس الفلسطينية في القدس، من حرب ممنهجة من سلطات الاحتلال، وما يتعرض له المنهاج الفلسطيني في هذه المدارس من محاولات تحريف وتزوير مع ما يرافق ذلك من محاولات لأسرلة المؤسسات التعليمية، والضغط على المدارس والتهديد بسحب ترخيصها؛ لإجبارها على الالتزام بالمعايير والشروط الإسرائيلية.
وقال عورتاني: "في الوقت الذي يجتمع فيه العالم اليوم في قمة تحويل التعليم في نيويورك، لقيادة وتنسيق الجهود العالمية لتطوير التعليم ومساعدة الطلبة على الشفاء من تداعيات جائحة كورونا والتحديات التي تواجه التعليم، يعيش الأطفال الفلسطينيون في القدس واقعا احتلاليا أجبر أولياء أمورهم على إعلان الإضراب وعدم التوجه للمدارس احتجاجا على ممارسات الاحتلال ضد مكونات هويتهم الوطنية والتاريخية والتعليمية، إذ يرفض الأهالي كل أشكال الابتزاز المالي الذي تمارسه ما تسمى "وزارة المعارف الإسرائيلية" وبلدية الاحتلال في القدس، على إدارات المدارس وسياسة التهديد العلني والمبطن، للتأكيد بأن الحق في التعليم ودراسة المنهاج الوطني حق ثابت لشعب تحت الاحتلال ليختار منهاجه الذي يدرسه أبناؤه، بما ينسجم مع الرواية والتاريخ والهوية الوطنية الفلسطينية باعتباره شأنا سياديا بامتياز، وهم الآن في بيوتهم محرومون من حقهم بالتعليم بفعل سياسات هذا الاحتلال".
وتناول ما تتعرض له مكونات العملية التعليمية في المناطق المسماة "ج"، من تدمير البنية التحتية للمدارس وتقييد حرية الوصول إلى الأماكن التعليمية سواء للطلبة وللمعلمين، وما تتعرض له المدارس من هدم وحصار بما يشمل المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) وما يحدث بشكل مستمر من اعتداءات وانتهاكات.
وتساءل عورتاني عن كيفية الحديث عن تحويل التعليم ورقمنته وتقنيات التعليم في الوقت الذي تسيطر فيه السلطة القائمة بالاحتلال على كل الموارد والحدود الفلسطينية، وتمنع حتى هذه اللحظة الحق الفلسطيني في تطوير بنية الاتصالات من خلال منع الحصول على الترددات المناسبة لإطلاق خدمة الإنترنت، وتمنع تطبيق الخطة العالمية للوصول إلى خدمة الإنترنت والحاسوب لكل طالب في برامج المنظمات الدولية.
وأكد أنه رغم كل المعوقات الاحتلالية إلا أن فلسطين مستمرة في تطوير نظامها التعليمي بما يتلاءم والمعايير الدولية واحتياجات المجتمع الفلسطيني بتعليم آمن وصحي للجميع.
وجدد عورتاني دعوته للمجتمع الدولي للتحرك لوضع حد للسياسات الإسرائيلية بحق القطاع التعليمي، والمساهمة في تمكين مؤسسات دولة فلسطين لتمارس دورها وبرامجها وسياساتها باعتبار أن التعليم قرار سيادي فلسطيني.
وحضر اللقاءات كل من: أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم دوّاس دوّاس، والمندوب الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" السفير منير أنسطاس، والسفير في بعثة دولة فلسطين في الأمم المتحدة ماجد بامية، ورئيس الحملة العالمية للتعليم مدير مركز إبداع المعلم رفعت الصباح.
المصدر : الوطنية