أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى أن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام راغب السعدي (62 عامًا) تعرض لاعتداء همجي من جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء اعتقاله بتاريخ 01/08/2022.

وأوضحت المؤسسة أن جنود الاحتلال اعتدوا على الشيخ السعدي بالضرب على رأسه بأعقاب بنادقهم، وقاموا بسحبه على الأرض لمسافة 50 مترًا، وأطلقوا عليه كلب بوليسي نهش يديه.

وأفاد الشيخ السعدي في رسالة وصلت "مهجة القدس"، بأنه تفاجئ يوم اعتقاله بوجود جنود مختبئين من القوات الخاصة عندما كان خارجًا من منزله إلى الساحة الخلفية أثناء توجهه إلى منزل والده، حيث أوقفوه وتلقى من الجنود ضربة شديدة على رأسه من الخلف، ونزل منه الكثير من الدماء.

وأضاف أنه تلقى ضربة أخرى على رأسه من الأمام فشعر بدوار كبير ووقع على الأرض، ثم أطلقوا عليه كلب بوليسيّ وأخذ ينهش في يداه الاثنتين، مما أدى إلى جروح عميقة في يديه، وحاول نهش وجهه.

وأشار إلى أنه لم يستطع الوقوف بسبب الدوران الذي ألمَ برأسه، ثم سحبوه لمسافة 50 مترًا على حديد البناء، فتمزقت ملابسه وجسده ثم أدخلوه إلى منزله جرًا على الأرض، وأحضروا ابنته لتشخيصه والتعرف عليه، وقاموا بضربها هي وزوجته ضربًا مبرحًا، ثم جره على الأرض لأمام المنزل وألقوا به إلى أرضية المركبة العسكرية التي تم نقله بها واستمروا بضربه داخل المركبة وهو لا يزال ينزف.

وتابع أنه تم نقله إلى ما يسمى معسكر (دوتان)، وهناك حضر ضابط المخابرات وتعرف عليه، وبعد ذلك تم تحويله إلى مشفى "العفولة" في الداخل المحتل، وكان رأسه ملفوفًا بالشاش الطبي بسبب شدة النزيف، ورغم ذلك نزعوا الشاش والتقطوا له صورًا.

ولفت إلى أنه مكث في المستشفى حوالي أربع ساعات، ومن ثم تم نقله إلى معسكر "سالم"، ووضعه في الزنزانة لمدة ثلاث ساعات، وعند الساعة السابعة صباحًا قاموا بشبحه هو وصهره الأسير أشرف الجدع، وهما مكبلين اليدين والقدمين ومعصوبي العينين لمدة تسع ساعات رغم مرضه وآلامه الشديدة.

وأوضح أنه تم تحويله بعدها إلى سجن "عوفر"، في رحلة معاناة استمرت لمدة ستة ساعات عبر "البوسطة".

وأشار إلى أنه مازال يعاني من دوخة شديدة وصداع شديد ملازمان له حتى الآن مع إحساسه بالدوار المتلازم، بسبب الضربات التي تلقاها على رأسه من جنود الاحتلال.

ووجه الشيخ السعدي في رسالته، التحية لأهلنا الصامدين في غزة، قائلًا: "نسأل الله أن يضمد جراحهم ويكون لهم عونًا ومعينًا، وأسأل الله الرحمة للراحلين، لقد أثبتوا بحق أنهم طليعة هذه الأمة كبيرهم وصغيرهم ونسائهم وأطفالهم".

وأضاف "التحية لأبناء شعبنا المرابط في قطاع غزة والضفة والداخل والشتات، وإن شاء الله سيكون النصر حليفنا قريبًا وسنلتقي وإياكم في ساحات المسجد الأقصى المبارك وقد كسر قيده وفك أسره لكي يكمل هذه المسيرة المظفرة، الرحمة للشهداء والحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى".

من جهتها، طالبت مؤسسة مهجة القدس المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية للعمل على فضح ممارسات الاحتلال وكشف جرائمه بحق الأسرى للرأي العام في المجتمعات المختلفة.

ودعتهم للعمل على تقديم وملاحقة مسؤولي الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، وكل ما من شأنه أن يفضح جرائم المحتل ويعمل على لجم وإيقاف الاعتداءات الوحشية بحق المعتقلين.

والأسير السعدي من مخيم جنين، وهو أحد قادة حركة الجهاد في الضفة المحتلة، وله عدة اعتقالات سابقة في سجون الاحتلال على خلفية عضويته ونشاطاته في صفوف الحركة، إذ أمضى ما يزيد عن عشرة أعوام.

المصدر : الوطنية