نظم المركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية في مقرة بغزة، اليوم الثلاثاء، مناظرة سياسية وفكرية بعنوان (حل الدولة الواحدة أو الدولتين وجدلية التنقل بني الحلول بمشاركة نخبة من الأكاديميين المثقفين والسياسيين والمتابعين.

واشتملت المناظرة على ثلاث مقاربات فكرية كانت الأولى منها حول الدولة الواحدة وقدمها عوض عبد الفتاح من حيفا وهو رئيس سابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ومنسق حملة الدولة الواحدة، ومقاربة فكرية أخرى حول حل الدولتين قدمها الكاتب والباحث السياسي تيسير محسين، وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ومقاربة ثالثة حول جدلية التنقل بين الحلول قدمها الأستاذ ماجد كيالي الكاتب والباحث السياسي.

وعبر رئيس المركز وجيه أبو ظريفة بالحضور والمتحدثين، مؤكدًا أن هذا اللقاء يأتي في سياق دور المركز الثقافي والفكري والمعرفي في تناول القضايا الكبرى والشائكة بهدف إثارة الحوار والنقاش حول القضايا الساخنة في المتجمع الفلسطيني.

بدوره، طرح مدير الجلسة منصور أبو كريم مجموعة من التساؤلات، منها هل خيار الدولة الواحدة أصبح خيار قابل لتحقق؟ أم هو مجرد قفزة في الهواء، وما هي شكل الدولة الواحدة، وهل هي دولة لكل مواطنيها أم دولة عنصرية، وهل نحن في مرحلة حل الصراع أم مازلنا في مرحلة إدارة للصراع؟، وهل يمكن التخلي عن الهوية الوطنية والاندماج في الهوية الإسرائيلية؟ وهل مازال حل الدولتين قابل لتطبيق في ظل إصرار على تثبيت حقائق جديدة على الأرض؟.

وأكد عوض عبد الفتاح منسق مشروع الدولة الواحدة على أن الدولة الواحدة ليست مجرد اقتراح للحل بل هي مشروع تحرري ديمقراطي لتصويب حالة انحراف البوصلة، وهو يهدف إلى تحرير فلسطين من الاستعمار الكولونيالي الإسرائيلي يقوم على مبادئ ديمقراطية إنسانية حديثة ولا تعني الاندماج في الهوية الإسرائيلية باي شكل من الأشكال.

وشدد على أن الدولة الواحدة أصبحت حتمية في ظل إصرار إسرائيل على تثبيت حقائق جديدة على الأرض عقب وصول عملية السلام لطريق مسدود.

وأوضح أن خيار الدولة الواحدة هو عودة إلى جذور الصراع وهو يهدف إلى حل المسألة اليهودية في فلسطين وإقامة دولة ديمقراطية لكل مواطنيها.

من جانبه، قال محسين، إن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى مسار كفاحي جديد يرتكز على فهم طبيعة الصراع مع الاحتلال بحيث يمكن من خلاله وضع إسرائيل في مأزق بين ديمقراطيتها وعنصريتها.

وأكد محيسن، أن خيار حل الدولتين رغم أنه أصبح بعيد المنال إلا أنه لابد ان نظل متمسكين به على المستوى السياسي كونه يحمي الحقوق الوطنية الفلسطينية ويوفر دعم دولي

وبين أن تحقيق الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 بات يعترضه عدة عقبات وإشكاليات تتجلي في السياق ذاتي الفلسطيني، حيث أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع تقليدي لم يفرز بنية دولة ولم ينشئ مجتمعا سياسيا، والسياق الإسرائيلي، حيث عملت إسرائيل على أفشال حل الدولتين، بالإضافة للسياق الدولي وإقليمي: حيث عجز المجتمع الدولي عن القيام بضغط فعال لقيام دولة فلسطينية، من خلال التواطؤ مع سياساتها وممارساتها (رغم إقرار صيغة الدولتين وتضمينها كل قرارات الشرعية الدولية، ورغم الكثير من المواقف والمزايدات).

ولفت إلى أن فشل خيار حل الدولتين لأن الفشل لا يعني الذهاب لدولة واحدة وإنما إلى نكبة جديدة (دولة أبارتهايد مصحوبة بعنف هائل، تهجير محتمل، حل إقليمي، حكم ذاتي مقلص وشبه دائم وكله في إطار الفصل والضم).

إلى ذلك، قال ماجد كيالي، إن حل الدولة الواحدة خيار مثالي لكنه صعب تحقيقه في ظل عنصرية إسرائيل وقانون القومية الذي يؤكد على يهودية إسرائيل، وأكد أن خيار حل الدولتين تحول لوهم سياسي، وأن أي حل يمكن تطبيقه يتوقف على موازين القوى الدولية والإقليمية وهي ليست في صالح الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي.

وأكد كيالي، أن العمل يجب أن ينصب في الوقت على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإعادة بناء النظام السياسي على أسس ديمقراطية على قاعدة وحدة (الأرض والشعب والقضية).

من جانبهم، أكد المشاركون على أهمية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، والتوافق على رؤية وطنية جامعة للكل الفلسطيني، وإعادة الاعتبار لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وتبني مشروع تحرري بناء جديد يعمل على الاستفادة من مقومات القوة الفلسطينية في الداخل والخارج.

ImageImageImageImageImage

المصدر : الوطنية