استدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وفق ما أفاد مصدر قضائي، للاستماع إلى إفادته بشأن التوترات التي شهدتها منطقة الطيونة في بيروت الأسبوع الماضي وأدت الى مقتل سبعة أشخاص.
وشهدت منطقة الطيونة التي يقع قربها مكتب المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار في قصر العدل، تظاهرة احتجاجية الخميس الماضي دعا اليها حزب الله وحليفته حركة أمل، اعتراضاً على مسار التحقيق في الانفجار، وبعد اتهام بيطار بـ”تسييس” التحقيق و”الاستنسابية” في الادعاء على مسؤولين دون سواهم.
وأفادت تقارير أمنية وشهود أن متظاهرين استغلوا التحرك لدخول شوارع في المنطقة وتحطيم واجهات محال تجارية وسيارات. وكان بين المشاركين عدد كبير من الرجال والشبان الذين ارتدوا قمصانا سوداء عليها شارات لحزب الله وحركة أمل.
وحصل إطلاق نار كثيف خلال التظاهرة لم يحدد التحقيق بعد أطرافه، لكن صوراً وتقارير إعلامية نُشرت أظهرت مشاركة عناصر من حزب الله وأمل الشيعيين في إطلاق النار، وانطلاق رصاص من أبنية في منطقة عين الرمانة القريبة المحسوبة في جزء كبير منها على حزب القوات اللبنانية المسيحي.
وأودت الاشتباكات بحياة سبعة أشخاص محسوبين على حزب الله وأمل، بينهم سيدة كانت داخل منزلها.
واتهم حزب الله “قناصة” تابعين لحزب القوات بإطلاق الرصاص، الأمر الذي نفته القوات، مؤكدة أن الاشتباكات اندلعت إثر مرور متظاهرين في أحد شوارع عين الرمانة وقيامهم بتكسير سيارات والاعتداء على ممتلكات خاصة.
وفي تعليق له على أحداث الطيونة، اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله القوات ورئيسها بمحاولة جرّ البلد الى “حرب أهلية”.
وأوضح المصدر القضائي لوكالة فرانس برس أن عقيقي “كلّف فرع التحقيق في مخابرات الجيش باستدعاء جعجع وأخذ إفادته، بناء على المعلومات التي أدلى بها عناصر من القوات، جرى توقيفهم” على خلفية التوترات في الطيونة.
وتتولى مخابرات الجيش التحقيق. وتم بحسب المصدر القضائي، توقيف 26 شخصاً، غالبيتهم من مناصري القوات اللبنانية من سكان منطقة عين الرمانة.
وفي تعليق على استدعائه، قال جعجع انه لم يتبلغ بذلك بعد، مبديا استعداده للمثول امام عقيقي “بشرط أن يستمع للسيد حسن نصرالله قبلي”.
ووصف جعجع، في مقابلة مع قناة “ام تي في” المحلية عقيقي، بـــــــــ “مفوض حزب الله”، مضيفا تعليقا على أحداث الطيونة “اذا افترضنا.. ان ثمة طرفين، رغم انه ثمة طرف واحد وكل الوقائع عبر التلفزيونات تؤكد ذلك، فيجب ان يبدأ بالطرف الذي كان وجوده واضحا”، في إشارة إلى عناصر الحزبين الشيعيين.
ويعدّ حزب القوات من أبرز الأحزاب المسيحية المناوئة لحزب الله. وغالباً ما ينتقد مواقف حزب الله وسلاحه وانخراطه في نزاعات اقليمية، خصوصاً في سوريا المجاورة حيث يقاتل بشكل علني منذ العام 2013 دعماً لقوات الرئيس بشار الأسد.
المصدر : وكالات