اجتمعت في العاصمة السورية دمشق خمسة فصائل فلسطينية، في لقاء تشاوري حول الواقع الفلسطيني وتطورات القضية الوطنية.
وأشاد المجتمعون بالنهوض الجماهيري العارم الذي تشهده مناطقنا المحتلة في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة، في مجابهتها اليومية لقوات الاحتلال وعصابات المستوطنين، بالأشكال النضالية المختلفة، بما يؤكد أن معركة «سيف القدس» لم تكن إلا فصلاً من فصول النضال في المسار النضالي لشعبنا، تتلوه فصول أخرى، لن تكون عما سبقها أقل عزماً وتأثيراً في المسار النضالي لشعبنا.
وأكدت الفصائل على ضرورة الإسراع إلى تنفيذ قرار الأمناء العامين في رام الله – بيروت في 3/9/2020، بإنجاز الاستراتيجية الوطنية الكفاحية، بديلاً لاتفاقات أوسلو وبرتوكول باريس الاقتصادي، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية بكل أشكالها، نحو انتفاضة شاملة وعلى طريق التحول نحو العصيان الوطني، إلى أن يحمل الاحتلال ومستوطنوه عصاهم ويرحلوا عن أرضنا أذلاء.
وتوجه المجتمعون بتحية الإكبار إلى أبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال، ويدينون الإجراءات القمعية التي يتعرضون لها على يد مصلحة السجون في دولة الاحتلال، ويؤكدون مرة أخرى أن أسرانا الأبطال، الذين صنعوا المعجزات النضالية، كمعجزة «نفق الحرية» التي هزّت أركان دولة الاحتلال، لن يكونوا وحدهم في ميدان المجابهة، وأن جماهير شعبنا في كل مكان، ستكون حريصة على الوقوف إلى جانبهم في صمودهم بكل أشكال التعبير الجماهيري والنضالي.
وأدانوا محاولات مصلحة السجون زرع الفتنة في صفوف أبطالنا الأسرى، مؤكدين في الوقت نفسه، أن وعي أسرانا وخبراتهم وحكمتهم النضالية، ووحدة صفوفهم، كفيلة بأن تفوت على مصلحة السجون مناوراتها البائسة.
كما أكد المجتمعون على ضرورة وقف الرهانات الهابطة على حلول وهمية، كالعودة إلى الرباعية الدولية، خاصة بعد أن كشفت الإدارة الأميركية وحكومة دولة الاحتلال أوراقها كاملة، إن بشأن العملية السياسية التي أثبتت فشلها عبر حوالي ثلاثة عقود من الزمن المهدور من حياة شعبنا وقضيته الوطنية، أو بشأن الاستيطان الذي ما زال مستمراً بشكل جنوني.
وشدد المجتمعون، أن رفع السقف السياسي لا يكون بالخطابات ولا بالبيانات المعلقة على الهواء، بل بالاستناد إلى القوة والفعل في الميدان.
وأكدوا على ضرورة مغادرة وإلغاء اتفاق أوسلو، وبروتوكول باريس الاقتصادي، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، وإعادة بناء العلاقة معها باعتبارها دولة احتلال وعدوان واستعمار استيطاني وتمييز عنصري وتطهير عرقي، ويشددون كذلك على ضرورة التمسك بالحوار الوطني الشامل، على أعلى المستويات، للوصول إلى توافق على إنهاء الانقسام، وإعادة بناء نظامنا السياسي على أسس ائتلافية وتوحيدية، بما يعزز الموقع التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية، ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني، وبما يعيد لقضيتنا وجهها الحقيقي، باعتبارها قضية تحرر وطني لشعب يناضل من أجل حقوقه الوطنية المشروعة، في الخلاص من الاحتلال والاستيطان، وتقرير مصيره على أرض وطنه، وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
واستنكرت الفصائل الخمسة ذهاب وكالة الغوث (أونروا) إلى الرضوخ للبروتوكول الموقع بينها وبين الإدارة الأميركية.
كما استنكروا، ابتزاز بعض المانحين كالبرلمان الأوروبي، والضغط على الوكالة، لإعادة النظر ببرامجها التعليمية لتجهيل أبناءنا الطلبة وطنياً، وإنكارهم لقضيتهم وحقوقهم الوطنية المشروعة، وتشويه وعيهم، وتأهيلهم للقبول بالانفصال عن واقعهم الفلسطيني كلاجئين، ضحايا للمشروع الإسرائيلي، الذي أدى إلى تشتيت أهاليهم، وتمزيق مجتمعهم، وإخراجهم بقوة النار والحديد من وطنهم نحو المجهول.
وأشاروا إلى أنهم سيتصدون لأية تنازلات قد تقدم عليها وكالة الغوث، ولأية محاولات لإفراغها من مضمونها وشلها وتعطيل برامجها عبر فرض الحصار المالي عليها.
ودعا المجتمعون دائرة شؤون اللاجئين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية والسياسية والأخلاقية نحو اللاجئين من أبناء شعبنا، في معركتهم من أجل حقهم في العودة، وحقوقهم في العيش الكريم.
وأبدى المجتمعون ارتياحهم للتطور الإيجابي الذي شهده مخيم اليرموك في الأسابيع الماضية، بما في ذلك الشروع في إزالة ما تبقى من الركام، تمهيداً لإطلاق ورشة الترميم، وإعادة السكان إلى منازلهم، على طريق إعادة الحياة إلى المخيم، واستعادة موقعه في الخارطة الفلسطينية.
وتقدم المجتمعون بالامتنان الأخوي للجهات المختصة في القطر العربي السوري الشقيق، التي وبتوجيه من القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، قدمت التسهيلات الضرورية لفتح أبواب العودة إلى المخيم.
يشار إلى أن الفصائل الخميسة هي (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حركة الجهاد الإسلامي، طلائع حرب التحرير الشعبية - قوات الصاعقة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
المصدر : الوطنية