تداولت عدد من الصفحات المغربية التي تعني بأخبار المشاهير بخبر وفاة الفنان الكوميدي عبد الفتاح جوادي، مساء أمس السبت إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، بأحد المستشفيات ببلجيكا .

وعبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تأثرهم بخبر الوفاة المفاجئ، مقدمين تعازيهم لأهل الفنان الراحل والرحمة والغفران للفقيد.

 

بدوره، نفى شقيق الفنان عبد الفتاح جوادي صحة الخبر وأكد أنه مجرد إشاعة وأن الموضوع عار من الصحة ،رغم تداوله بشكل واسع .

كما ونفى الإعلامي مراد العشابي ماتم تداوله بخصوص وفاة الفنان الكوميدي عبد الفتاح جوادي، قائلاً في تدوينة له مرفقة بصورة الفنان "الله اهديكوم السيد راه حي يرزق.." في إشارة منه إلى ضرورة التبين قبل نشر الخبر بمواقع التواصل الاجتماعي.

يشار إلى أن عبد الفتاح جوادي ولد في منطقة "الواليدية" التابعة لإقليم الجديدة سنة 1980، وسط أسرة بسيطة تقتات من الأرض والبحر، عاش كأقرانه مساعدا لوالديه واقتسم معهم منذ طفولته عناء البيت كما كان كثير التردد على شاطئ "الواليدية" رفقة أصدقاء طفولته، وهو ما عرضه ذات صيف للسعة عقرب كادت أن تجهز على حياته.

عرف فتاح منذ طفولته بحسه الفكاهي داخل المدرسة، وكان مدرسوه يجدون متعة في متابعة الفتى الأسمر وهو يقلد بعض الشخصيات، ويحاكي مكونات الأسرة المغربية، لكن الوضع المزري لأسرة جوادي حالت دون استمراره في الدراسة بعد عجز الوالد عن تدبير مصاريف الأدوات والمقررات المدرسية، فاضطر الفتى إلى الانقطاع عن الفصل لمدة موسمين دراسيين، قضاهما في مساعدة الوالدين على الأعباء اليومية، لكن أحد المعلمين بالمدرسة الابتدائية تدخل لدى الأب والشقيق الأكبر والتمس منهما إعادة فتاح إلى القسم، بعد أن تعهد المدرس بتحمل مصاريف التمدرس، مما مكن الفتى من استئناف نشاطه المدرسي.

انتقل فتاح إلى الدار البيضاء، وكله أمل للاشتغال مبكرا من أجل إنقاذ أسرته ومساعدتها على تحسين وضعها الاجتماعي، والتحق بمصنع صغير للأحذية وظل يتقاضى راتبا شهريا لا يزيد عن 300 درهم، ظل يخصص الجزء الكبر منه لإعالة والديه، قبل أن يخضع لتكوين في مجال "الصيدلة" انتشله من رائحة اللصاق والجلد، وحوله إلى مستخدم في أحد مختبرات الأدوية ضواحي الدار البيضاء وتحديدا بمنطقة تيط مليل، لكن حسه الفكاهي جعل أحد رؤسائه في العمل يقترح عليه المشاركة في برنامج كوميديا الذي فاز بإحدى نسخه، مما مكنه من تغيير مجرى حياته المهنية والقطع مع رائحة "الكولا" والأدوية، والانتقال إلى عالم الكوميديا ورفع رقم معاملاته من 300 درهم شهريا إلى 50 ألف درهم للعمل الواحد.

ظل هاجس المستقبل يؤرق جوادي، ويدفعه نحو المغامرة، خاصة وأن السفر إلى خارج المغرب ظل يسكنه ويعتبره اليد التي تخلصه من الاختناق المادي الذي عاشه، لذا خاض دون تردد تجربة فاشلة في "الحريك" إلى الديار الإسبانية، كما فشل في بلوغ الديار الإيطالية عبر السفر إلى ليبيا، كما التقى بسماسرة مختصين في تيسير عبور الشباب إلى الضفة الأخرى من القارة دون أن يجد السيولة المالية الكافية لتحقيق رغبته في شراء عقد عمل، لأنه كان يرفض المخاطرة بركوب قوارب الموت. لكن القدر شاء أن يسافر إلى أوربا لتقديم عرض فني ضدا على هواجس الأمس.

ينقطع صبيب الضحك لدى فتاح بمجرد ركوب الطائرة، لأنه يعاني من "فوبيا" المرتفعات، ويخشى ركوب الطائرات حيث يشعر بخوف شديد عند اقترابه من مدرج صعود الطائرة، مع ما تصاحب ذلك من إرهاصات جانبية كزيادة نبضات القلب وإفرازات العرق، إلى جانب الشعور بعدم القدرة على تحمّل هذا الموقف واستعجال الوصول إلى الوجهة المقصودة، لكن هذا الوضع لا يستمر سوى مدة زمنية قصيرة. ومن المفارقات العجيبة أن أول رحلة قام بها فتاح جوا صوب بلجيكا، عرفت حدثا غريبا، ففي رحلة الذهاب صوب بروكسيل كانت الطائرة على وشك النزول في مطار دولة مجاورة، بسبب وجود شخص يعاني من وعكة صحية، وفي رحلة الإياب نحو الدار البيضاء كادت الطائرة أن تنزل قبل وصولها لوجود سيدة في وضع صحي حرج.

المصدر : الوطنية