قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" طاهر النونو، اليوم الجمعة، إن تأثيرات ودلالات معركة "سيف القدس" مختلفة عن كل ما سبق من مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي والتي تميزت بالأداء السياسي والتفاوضي والميداني والعسكري.

وأضاف النونو، خلال حديثه لقناة "الأقصى"، أن لمعركة القدس انعكاسات واضحة على المشهد الإقليمي، وعلاقة المقاومة مع محيطها الإقليمي والدولي، لافتًا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أجرى سلسلة اتصال قبل وأثناء وبعد المعركة، كان لها ثمار سياسية مهمة.

وتابع: "كان للأشقاء في مصر وقطر وكذلك الأمم المتحدة جهود حثيثة في وقف إطلاق النار، وكان واضحًا استجداء الاحتلال للمفاوضات ووقف إطلاق النار"، مؤكدًا أن القدس جزء من الأرض الفلسطينية، وعلى الاحتلال أن يرفع يده عن القدس، وتعد القدس صاعق تفجير في أي لحظة.

وأوضح أن "حماس" أثبتت أنها عندما تهدد فإنها تعي ما تقول، ولا تلقي بالكلمات جزافًا ولا هباءً، وتستطيع أن تثبت قولها بالفعل في الميدان، مشددًا على أن المقاومة أصبحت تؤلم هذا الاحتلال، وتضرب عمق الاحتلال، وتفرض منع التجوال على سكان الأرض المحتلة.

وأردف: "ثبت للقاصي والداني أن المشاريع السياسية التي كانت على مدار على العشرين سنة الماضية كانت عنصر تفرقة، وعنصر الإجماع هي القدس والمقاومة الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن المشروع الوطني الفلسطيني الحقيقي هو مشروع مقاومة، ونحن نريد تحرير أرضنا الفلسطينية المحتلة.

وأكمل: "عندما ثارت المقاومة وأوجعت ضرباتها الكيان الإسرائيلي، هرول الجميع لوضع حلول للقضية الفلسطينية، لأن المقاومة أرغمتهم على ذلك"، منوهًا إلى أن صاحب القول الفصل في الملف الفلسطيني هو المقاومة الفلسطينية، ولم يعد هناك مشاريع أخرى، ولا حديث عن مشروعيْن فلسطينييْن بعد الآن.

واستطرد: "كل محاولات أعداء الأمة بفرض الفرقة والصراع فيها لم تنجح، والمقاومة الفلسطينية وحدت الفعل العربي بين السنة والشيعة وغيرهما"، لافتًا إلى أن من ظن أنه يستطيع أن يقود الأمة العربية للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، هو من بات معزولًا الآن، ويغرد خارج السرب.

وعبر عن ترحيبه لكل من يريد التواصل معها على المستوى الدولي دون قيد أو شرط، وبالتأكيد عدا الاحتلال الإسرائيلي، مستدركًا: "آن الأوان لتصحيح الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكب بمقاطعة حركة حماس، وعدم التعامل مع نتائج الانتخابات التي جرت في عام 2006م".

وزاد: "ظن البعض وعلى رأسهم الاحتلال أنه بحصار حركة حماس يمكن أن ينفض الشعب الفلسطيني عن خيار المقاومة"، منبهًا إلى أن العالم رأى في عام 2021م أن المقاومة وحماس لم تعد تمثل مجموعة الناخبين فقط، بل هي خيار وطني فلسطيني جامع لكل الشعب الفلسطيني.

وأمضى بالقول: "العالم وجد من يقول لا للكيان الإسرائيلي ويستطيع أن يهزمه، ورأى العالم قادة الكيان وهم يستجدون التهدئة في المعركة الأخيرة"، جازمًا أن "حماس" مع أي خطوة لترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الوحدة والشراكة، وقدمت الكثير من المواقف على مدار الأعوام الماضية.

واستمر بحديثه: "يجب ترتيب البيت الفلسطيني، ولا يجب أن يبقى هذا الحال من الخلاف، ووحدة الشعب الفلسطيني مطلوبًا"، مؤكدًا أنه لا يوجد ما نختلف عليه فلسطينيًا الآن، ولم يعد هناك مشروع سياسي مختلف عليه، ولا يمكن الاستمرار بمسار استرضاء الاحتلال والتسويات السياسية.

وأضاف: "مخطئ من يظن أنه يمكن إحياء الماضي والعودة إلى مسار أوسلو، كما أن مشروع التنسيق الأمني هو كارثة سياسية"، متابعًا: "لنتفق على مشروع المقاومة، ولنبدأ من القمة "منظمة التحرير الفلسطينية"، ليكون هناك قيادة فلسطينية جامعة على مشروع سياسي وطني فلسطيني قائم على المقاومة ومواجهة الاحتلال والتحرير".

وأشار إلى أنه علينا إدارة معركة كبرى من الاحتلال لاستعادة أرضنا، وفي كل المسارات، وهكذا يمكن أن نعيد الاعتبار للقضية الوطنية الفلسطينية، مشددًا على أن حركته مشروع وَحدة، ويدها ممدودة لكل الشعب الفلسطيني، لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك السلطة الفلسطينية.

وأردف: "حماس لم تقطع خطوط التواصل مع الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا مع حركة فتح، لأنها تريد الشراكة السياسية في العمل الوطني خلال هذه المرحلة"، مشيرًا إلى أنه لقد انتصرنا على الاحتلال انتصارًا وطنيًا ككل فلسطيني، ويجب أن يرفع كل فلسطيني رأسه بهذا الانتصار.

وعبر عن ترحيبه لزيارة اللواء عباس كامل ممثل الرئيس المصري التي تشكل امتدادًا للدور المصري الكبير في العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة.

وأكد أن مصر وجهت دعوة رسمية لرئيس المكتب السياسي ووفد رفيع من الحركة ليزور القاهرة لاستكمال بحث باقي القضايا المستجدة، وستكون قريبة وقريبة جدًا، مشددًا على أن قضية الأسرى تعالج بتبادل الأسرى، ولا ربط بينها وبين الملفات الأخرى كإعادة الإعمار ورفع الحصار.

وقال إن إعادة إعمار قطاع غزة هو حق للشعب الفلسطيني، وعلى العالم أن يعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من حقه، منوهًا إلى أن قضية الإعمار ليست قضية مغنم هنا أو هناك، وما نريده أن تبنى المؤسسات والبنية التحتية في قطاع غزة بعد ما لحقها من تدمير.

وتابع: "نفضل أن تأتي الدول بنفسها لتمارس عملية البناء، وحماس لا تريد النقود، بل تريد الإنشاءات على الأرض"، منوهًا إلى أن ما دمره الاحتلال يتحمل المجتمع الدولي مسئولية إعادة بنائه من جديد.

وأعرب عن أمله أن يتم إعادة الإعمار بسرعة، وألا تكون قضية خلافية، مشيرًا إلى أن حماس أكدت على لسان رئيس مكتبها السياسي أن ما هدم سيعاد بناؤه، وهذا عهد قطعته حماس أمام شعبها.

واختتم: "ما لم يأخذ الاحتلال بسيف الحصار، وما لم يأخذه بسيف المعركة، لن يأخذه الاحتلال بسيف الإعمار، وما حققه الشعب الفلسطيني بسيف القدس، سيكون أكبر مما يظنه الاحتلال".

المصدر : الوطنية