يحرص المسلم على استغلال كل دقيقة في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وخصوصاً الليالي الفردية التي يصادف فيها حلول ليلة القدر بالدعاء والقيام.

فهناك أمور يُستحب القيام بها في ليلة القدر وليالي العشر الأواخر من رمضان، فمن لحقها ولم يُقيمها قد حرم نفسه من خير كثير وعظيم، فلا بد لأي عبد لديه الحرص والسعي في طاعة الله أن يُحيي ليلة القدر إيمانًا منه وطمعًا بأجرها العظيم من الله تعالى، ومن أدرك هذه الليلة فإن لها أعمال تعرف بـ اعمال ليلة القدر يُستحب فعلها، أبرزها:

أعمال ليلة القدر:

1- الاعتكاف 

شهر رمضان بأنّه الشهر الذي أنزل فيه القُرآن؛ فيُستحب الاعتكاف على قراءته، وقد ورد عن الإمام الشافعي أنّه كان يختم القرآنى ستّين مرة في رمضان، وأمّا الإمام مالك فقد كان يُغلق كُتبه ويترك مجالس العلم ويتفرغ لِقراءة القُرآن، ولحضور مجالس القرآن في رمضان.

2- قيام الليل 

حث الله -تعالى- على قيام الليل واعتبره شرفاً للمؤمن؛ لما فيه من اقتراب العبد لله -تعالى-، وتترتّب عليه الأُجور العظيمة، ويستعان به على مواجهة مُشكلات الحياة، ويتأكّد قيام الليل في الأوقات المُباركة كشهر رمضان، وليلة القدر، وقد رغّب النبي عليه الصلاة والسلام- في قيام رمضان كما رغب في صيامه، قال -عليه السلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وقد صلّى الرسول -عليه السلام- صلاة قيام رمضان مع الصحابة الكرام عدةِ أيام ثُم تركها؛ خشية أن تُفرض عليهم أو خشية أن يعتقدوا أنها لا تصح إلا في المسجد، وبقي الناس يصلونها فرادى حتى عهد عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي جمعهم على إمامين وهما أُبي بن كعب وتميم الداري، ويُسن للمُسلمين الاجتماع على قيام الليل في المسجد وخاصة في رمضان بعد صلاة العِشاء.

3- كثرة الذكر والدعاء 

تتضاعف الأُجور في شهر رمضان، ويستجيب الله -تعالى- فيه الدُعاء، فيستحبّ للمُسلم اغتنام الشهر بكثرة الدعاء وكثرة ذكر الله -تعالى-، ورجاء رحمة الله -تعالى- ومغفرته، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بالإكثار من الدُعاء بشكل عام، وسؤال الله -تعالى- الجنّة، والنجاة من النار بشكلٍ خاص، وأن يستصحب ذلك في جميع أيام السنة؛ كالذكر بعد الصلاة، وعند النوم، وفي الصباح والمساء، وأفضل الأذكار هي الباقيات الصالحات الواردة في قواله -تعالى-: (والباقيات الصالحات)،وهُنّ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وتُعدّ ليلة القدر من الأوقات التي يستجيبُ الله -تعالى- فيها الدُعاء، وقد سألت عائشة -رضي الله عنها- النبي -عليه الصلاة والسلام- ماذا تقول في ليلة القدر، فقال: (قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)،ويكون الدُعاءُ مُستجاباً حال الصيام، وعند الإفطار منه؛ فيُسنّ الإكثار من الدُعاء.

4- الصدقة 

تُستحب الصدقة في كلّ أيام شهر رمضان، ولكنّها تكون آكد وأفضل في العشر الأواخر منه، وهي مُفضلةٌ على ما قبلها من الأيام، وعندما علم بعض الناس أن ليلة القدر قد تكون في ليلة السابع والعشرين أصبحوا يُكثرون من الصدقة؛ اتّباعاً لقوله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وذلك لأنّ العمل الصالح فيها أفضل من العمل الصالح في ألف شهر مما سواها، فيُسنّ استغلال هذا الأجر الكبير بالإكثار من الصدقة، والإحسان إلى الآخرين.

الاستعداد لليلة القدر منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة،  لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"، : "كانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي" حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.

الحرص على افطار صائمًا في ليلة القدر إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائمًا، لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من فطر صائمًا كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء".

عند غروب الشمس ادع أيضًا أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.

المصدر : الوطنية