قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلمة له حول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، مساء الجمعة، إن "مسار الانتخابات والوحدة الوطـنية بدأ منذ شهور، وانطلقنا به وفق رؤية وفلسفة، والانتخابات العامة كانت جزءًا من هذه الرؤية الوطنـية".
وأضاف هنية في كلمة متلفزة: "كنا وما زلنا نرى ضرورة إنهاء الانقسام، وطي صفحته وبناء شراكة في المؤسسات الفلسطينية (منظمة التحرير، والمجلس التشريعي، والحكومة، والرئاسة) والاتفاق على رؤية وطـنية لمواجهة الأخطار المحدقة بقضيتنا."
وأوضح، أن حماس وافقت على قانون التمثيل النسبي رغم أن هذا يتعارض مع اتفاق القاهرة 2011، وتنازلنا عن شرط التزامن في الانتخابات.
وتابع: "أردنا دائمًا أن نذلل الصعاب لكي نصل إلى هذه المحطة (الانتخابات التشريعية) ضمن خارطة الطريق التي اتفقنا عليها في اسطنبول والقاهرة، بحيث تنتهي العملية الانتخابية في غضون 6 أشهر".
وقال هنية" وصلنا إلى هذه المرحلة برعاية من الدول الصديقة التي رعت هذه الجولات وساهمت في حل بعض الإشكالات، مضيفًا، "كنا وما زلنا مع إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في تواريخها المحددة."
وقال هنية:" كنا نأمل أن تمضي العملية الانتخابية حتى منتهاها، ولكن للأسف الشديد أنها لم تكتمل لأسباب غير مقنعة إطلاقًا."
وأوضح أنه"خلال حوار القاهرة، كنا نعلم وندرك أن الاحتلال قد يمنع الانتخابات في القدس، ومع ذلك كل الفصائل والمشاركين في الحوار أكدوا أننا سنمضي في هذه المعركة، وأن القدس معركة وطنية واشتباك سياسي، وأننا سنجري الانتخابات في القدس مهما كانت التحديات والعقبات."
وأضاف "نحن في حماس نؤكد بأنه يجب أن تجرى الانتخابات في القدس، وبالنسبة لنا لا دولة ولا معنى لفلسطين بدون القدس، فهي مرتبطة بأبعاد كثيرة سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا وثقافيًا.".
وأكد على أن حماس ترى بأن الانتخابات يجب أن تجرى في القدس، ولا دولة ولا معنى لفلسطين بدون القدس، فهي مرتبطة بأبعاد كثيرة سياسيًا واجتماعيًا ودينيًا وثقافيًا.
وشدد على عدم الاختلاف مع حركة فتح ولا مع أي جهة على ضرورة إجراء الانتخابات في القدس، ولكن الخلاف مع الأخ أبو مازن هو أن نرهن قرارنا وإرادة شعبنا إلى الاحتلال الاسرائيلي، أو أن نرضخ لإرادة المحتل، أو أن نستجيب لرغبة هذا الطرف أو ذاك.
وأوضح أنه ما زال لدينا متسع من الوقت، لكي نجري الانتخابات في القدس، ولدينا شعب في القدس قادر على أن ينتزع هذا الحق.
وذكر هنية أنه أخبر أبو مازن في آخر اتصال جرى بينهما، أن الجميع موحد في معركة القدس، والجميع متمسك وملتزم بضرورة إجراء الانتخابات في القدس.
واعتبر هنية أنه "لأسباب غير مقنعة اتخذ قرار التأجيل، وما دام القرار مرهونًا بالاحتلال وبروتوكولات أوسلو؛ معنى ذلك أن التأجيل يعني الإلغاء، ومصادرة حق شعبنا الفلسطيني في اختيار قياداته."
واعتبر هنية، أن " قرار التأجيل المؤسف، وضعنا الساحة الفلسطينية في منطقة تشبه الفراغ، وهناك قضايا كبيرة كان يجب معالجتها من خلال المؤسسات التي ستشكل بعد الانتخابات."
وقال هنية: هناك قضايا كبيرة، كإنهاء الانقسام الجغرافي والسياسي، وإنهاء الانقسام في الرؤية السياسية للتوصل إلى رؤية جامعة.
وأضاف هنية: "استطعنا أن نحقق لأهلنا في الضفة وغزة إنجازات من بينها الحريات السياسية، ونريد أن نحافظ على هذه الإنجازات، ولا نريد مجددًا أن ننقض عليها، لأنه هذه قضايا أصيلة من حقوق أي مواطن فلسطيني، وخاصة لأهلنا في الضفة."
وقال هنية:" قرار التأجيل فيه من التعقيدات ما يمكن أن يعيد الوضع الفلسطيني إلى مربع المناكفات، نحن في حماس لا نريد أن نحول هذا الوضع إلى صراع فلسطيني داخلي، بل نريد أن نستمر في لغة الحوار والتواصل والتوافق مع الكل الفلسطيني."
وأشار هنية بأن "هناك خارطة فلسطينية سياسية جديدة، نتجت عن تشكيل القوائم لخوض الانتخابات، بالتأكيد هذه الخارطة يجب أن تؤخذ بالاعتبار في رسم معالم وملامح المستقبل."
ودعا هنية إلى لقاء وطني جامع تشارك فيه القوائم والفصائل "لكي نتدارس بيننا كيف يمكن أن نمضي في المرحلة القادمة، وأن نتجاوز هذه المرحلة."
وقال هنية:" ما زلنا نعتقد أنه بإمكاننا إجراء الانتخابات في موعدها 22-5 في القدس أولًا."
ولفت هنية إلى التهديدات الاسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان، مضيفا "نقول للاحتلال كفى لعبًا بالنار، ولا يمكن أن نقبل بهذه العربدة، ولا يمكن أن نترك أهلنا وشعبنا وحدهم في هذه المعركة."
وختم هنية:" أقول لأبناء شعبنا في غزة والضفة والأراضي المحتلة عام 48 والمنافي والشتات، يجب أن تكونوا على مستوى المسؤولية، ويجب أن نقف إلى جانب القدس وننتصر في معركتها."
المصدر : الوطنية