انتقل إلى رحمة الله تعالى، الشاعر والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي عن 76 عاما في العاصمة الأردنية عمّان، بعد تدهور وضعه الصحي، تاركاً إرثاً أدبياً ضخماً .

واكتفى نجله الوحيد الشاعر تميم البرغوثي بكتابة اسم والده مجردا على صفحته بفيسبوك، ليتأكد خبر وفاته لدى الآلاف من متابعي سيرة والده وعائلته الأدبية.
 

 

مريد البرغوثي

تم النشر بواسطة ‏‎Tamim Al-Barghouti‎‏ في الأحد، ١٤ فبراير ٢٠٢١

 

 

ونعى وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف الأديب الراحل، وقال "برحيل البرغوثي تخسر الثقافة الفلسطينية والعربية علمًا من أعلامها ورمزًا من رموز الإبداع والكفاح الثقافي الوطني الفلسطيني".

وقال أبو سيف -في بيان صحفي- إن الراحل من المبدعين الذين كرسوا كتاباتهم وإبداعاتهم دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وعن حكاية ونضال الشعب الفلسطيني، وعن القدس عاصمة الوجود الفلسطيني، وإن أعماله الشعرية والنثرية تخلّد حكاية الكفاح والنضال الوطني والفكر الإنساني.

ونعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر البرغوثي، وقال إنها "خسارة كبيرة، ومؤلمة للمشهد الثقافي العربي عامة، وللثقافة الوطنية خاصة"، وأضاف أنه "من القامات المؤثرة التي سيصعب تعويضها".

وقال الاتحاد إن الراحل "عُرف بدفاعه عن الدور المستقل للمثقف، واحتفظ دائما بمسافة بينه وبين المؤسسة الرسمية ثقافيا وسياسيا، وهو أحد منتقدي اتفاقات أوسلو".

وكان البرغوثي متزوجا من الكاتبة والناقدة المصرية رضوى عاشور، وابنهما هو الشاعر تميم البرغوثي.

مريد البرغوثي هو زوج الروائية والأديبة المصرية الراحلة رضوى عاشور، ووالد الشاعر تميم البرغوثي، ومؤلف الرواية الشهيرة "رأيت رام الله".

وقد نعى نجله الشاعر تميم البرغوثي مساء الأحد على صفحته الرسمية في فيسبوك والده مريد من خلال نشره صورة سوداء مع كتابة اسمه حدادا على وفاته.

وللشاعر والأديب البرغوثي 12 ديوانا ونصّان نثريّان، أبرزهما رواية "رأيت رام الله"، والبرغوثي من مواليد دير غسّانة غرب رام الله في العام 1944.

تلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، وسافر إلى مصر عام 1963 حيث التحق بجامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967، ولم يتمكن من العودة إلى مدينته رام الله إلا بعد ذلك بثلاثين عاما من التنقل بين المنافي العربية والأوروبية.

وأوّل دواوينه كان "الطوفان وإعادة التكوين" (1972) وآخرها "استيقِظ كي ترى الحلم" (2018)، وبينهما عشرة دواوين، منها "فلسطيني في الشمس" (1974) و"طال الشتات" (1987)، و"زهر الرمان" (2000).

وحصل مريد البرغوثي على جائزة فلسطين في الشعر العام 2000، وترجمت أشعاره إلى عدة لغات وحاز كتابه النثري "رأيت رام الله" على جائزة نجيب محفوظ للآداب فور ظهوره وصدر حتى الآن في 6 طبعات عربية، وصدر باللغة الإنجليزية بترجمة لأهداف سويف، ومقدمة لإدوارد سعيد في ثلاث طبعات عن دار النشر بالجامعة الأميركية في القاهرة، ثم عن دار راندوم هاوس في نيويورك، ثم عن دار بلومزبري في لندن. ثم ترجم إلى لغات عديدة.

وشارك في عدد كبير من اللقاءات الشعرية ومعارض الكتاب الكبرى في العالم، وقدم محاضرات عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات القاهرة، وفاس وأكسفورد، ومانشستر، وأوسلو، ومدريد وغيرها. وتم اختياره رئيسا للجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية لعام 2015.

المصدر : الوطنية