أعلنت وسائل إعلام لبنانية، وفاة الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني ، ظهر اليوم الإثنين، عن عمر يناهز الـ 83 عاماً، بعد تدهور وضعه الصحي .

ونعى الاعلامي جمال فياض عبر تويتر المؤلف الموسيقي الياس الرحباني. وكتب في تغريدة: "رحل الياس الرحباني ... رحلت الضحكة العبقرية والموسيقى الخالدة على مرّ الزمن... رحل الصديق الحبيب الذي ما تنفّس إلا حبّاً وجمالاً وطيبة وأنغام... رحل جزء جميل من مجد لبنان!".

ولد إلياس الرحبان يفي منطقة إنطلياس الواقعة في شمال بيروت، في 23 حزيران/يونيو عام 1938، في عائلة فنية، فهو شقيق ​عاصي ومنصور الرحباني​ وشقيقاته سلوى ونادية وإلهام، وإبن حنا الياس الرحباني، وسعدى صعب. أحب الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور، اللذين يكبرانه في السن وإعتبرهما أبوين له، وفي الثامنة عشرة من عمره حين كان قد قرر أن يستمر في طريق العزف على البيانو، أصابه حادث في إصبعه أجبره على التوقف عن العزف لفترة، وبعد رحلة يأس إتجه بالصدفة إلى التأليف الموسيقي والتلحين.


تلقى علومه الموسيقية في البيانو والهارموني والتأليف الموسيقي في الأكاديمية اللبنانية (عامي 1945 - 1958)، وفي المعهد الوطني للموسيقى (عامي 1955 - 1956)، إضافة إلى تلقيه دروس خاصة لمدة عشر سنوات، تحت إشراف أستاذين فرنسيين في الموسيقى هما ميشال بورجو (للبيانو) وبرتران روبيار (للهارموني والتأليف)، أراد دراسة المحاسبة فإلتحق بمعهد "المتني" لمسك الدفاتر، وأخذ اول درس، ولكنه خرج ولم يعد.


أسس إلياس الرحبانيالموجة العالمية للموسيقى والأغاني الفرنسية والإنجليزية بأصوات فنانين لبنانيين، بعد إنتاجه لعدد من الحلقات في إذاعة BBC القسم العربي، فقدم برنامجاً من 13 حلقة بعنوان "صياد الحلوين"، وإنتقل إلى إذاعة لبنان في بداية إنطلاقتها، عمل مخرجاً ومستشاراً موسيقياً طوال عشر سنوات، بين عامي 1962 و1972، وأيضا كمنتج موسيقي لدى شركات منتجة للأسطوانات، ثم غادر لبنان عام 1976 بسبب الحرب، لكنه عاد وإستقر في لبنان وإفتتح استوديو خاصاً به في منطقة النقاش في المتن الشمالي عام 1990 بتقنيات عالية، ويتم فيه تسجيل جميع الألحان والأغاني لجميع الفنانين.


شارك إلياس الرحبانيفي مهرجان اليونان الدولي للأغنية في بداياته، وفي مهرجان روستوك العالمي للأغنية في ألمانيا الشرقية عام 1979، وحاز الجائزة الأولى عن أغنية Mory Mory، للفنان سامي كلارك.

ألف مقطوعات وموسيقى تصويرية لـ25 فيلماً سينمائياً، وأيضا لمسلسلات، ومقطوعات كلاسيكية للبيانو، وهو من أطلق الأغنية الدعائية التي تتصف بالإيقاع الراقص، فقدم أكثر من ثلاثة آلاف إعلان غنائي، وعشرات الـJingles الغنائية الخاصة بالإذاعات.


يمتاز بلحنه الموسيقي التصويري الرومانسي الذي اشتهر به في الأفلام المصرية، ومنها "حبيبتي" مع ​فاتن حمامة​ و"دمي ودموعي وإبتسامتي" و"أجمل أيام حياتي" مع ​نجلاء فتحي​. والمسلسلات اللبنانية "لا تقولي وداعاً" و"عازف الليل" وألو حياتي" مع ​هند أبي اللمع​ و​عبد المجيد مجذوب​، وغيرها من المسلسلات. كما ألّف أيضاً أغاني باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ومنه أغنية once again و"هالي دبكة يابا أوف" لصباح، وتعاونت معه جوليا بألبوم كامل باللغة الفرنسية، ولحن وكتب بالفرنسية أغنيات للفنانين مانويل، ليلى بعلبكي، طوني فاليير وكارل إس، وألبوم أوبرالي لإيريني شماس، وتعاون مع ​باسكال صقر​ لمدة طويلة، وقدّم معها أجمل الأغاني منها "يا سارق مكاتيبي"، "اشتقنالك يا بيروت"، قصيدة يا حبيبي، ومع الأمير الصغير بألبوم كامل تضمن أغنية "كذابة"، كما أحيا العديد من الحفلات والرسيتالات في كازينو لبنان، وأهم المسارح العالمية مع باسكال صقر والمغني الأوبرالي إدي عون، وأعطى أغاني فرانكو - عربي ل​فريال كريم​ ومنها أغنية "مطار أورلي" التي شارك فيها معها.


ولم يقتصر الأمر على المقطوعات والموسيقى التصويرية والإعلانات، بل ألّف إلياس الرحباني مسرحيات ميّزته وجعلته فناناً شاملاً، فإذا به عام 1972 منتجاً وكاتباً لسيناريو أوبريت "أيام الصيف" في مهرجانات بيت الدين، "وادي شمسين" مع صباح عام 1983، ومن ثم تعاون مع باسكال صقر في المسرحية نفسها عام 1984، وألّف "سفرة الأحلام" من بطولة مادونا عام 1994، مسرحية "جوهرة الأندلس" التي عرضت في قطر عام 2007 من بطولة ​عبير نعمة​ و​نقولا دانيال​ وألين لحود وجهاد الأندري، ومسرحية "إيلا" عام 2009، من بطولة عبير نعمة وجيلبير جلخ.
وله 3 مؤلفات هي "نافذة القمر" التي ترجمت الى الفرنسية، و"الذئاب تصلي"، وهي مجموعة منوعة من خيال وفكر إلياس الرحباني، ويلفت فيها بنظرة فلسفية إلى أنه عندما تصلي الذئاب يكون "الإيمان" في خطر، والحق في طريق الانحسار.
ويشير إلى أن الذئب الذي إلتهم "ليلى" في الحكاية، قد أعلن إنتصار "الخديعة" وهزيمة "السذاجة"، ومع ذلك فإننا ما زلنا إلى اليوم ننجب "ليلى" نفسها من دون تطور معرفي وفهم أعمق للعصر والمعاصرة. وما زالت بالمقابل تتوالد بكثرة وكثافة كل أنواع الذئاب.
كما كتب العديد من الرسائل المؤثرة، وخصوصاً لشقيقه عاصي بعد وفاته.


 

المصدر : الوطنية