قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة في مصر، حكم تاريخي لأول مرة بالفصل لفنان مصري بتهمة الإساء للديانتين الإسلامية والمسيحية.
وبدأت الوقائع، حسبما أفاد موقع "بوابة الاهرام" الإلكتروني، في عام 2017، بقيام الفنان السابق بنشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي مسرحية من تأليفه تحت اسم "ألم المعلم يعلم" تضمنت ألفاظا وعبارات تنطوي على ازدراء الدين الإسلامي والدين المسيحي على السواء، والإساءة إلى رسول الإنسانية (محمد صلى الله عليه وسلم) بازدراء زوجتين من زوجاته أمهات المؤمنين زينب وعائشة، كما أساء إلى الرسول عيسى (عليه السلام)، والسيدة مريم البتول.
وكشفت المحكمة أن الثابت بالأوراق أن الفنان أحمد ماهر والفنان أحمد الكحلاوي أبطال العرض المسرحي "البيت الكبير" تقدما بشكواهما إلى رئيس الإدارة المركزية للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ضد الطاعن عضو الفرقة الغنائية، الذي يعمل ممثلا فى العرض المسرحي "البيت الكبير" بسبب التجاوزات المسيئة الصادرة منه، التي وصلت إلى ازدراء الأديان والهجوم على شخص النبي محمد، طالبين استبعاده من المشاركة في العمل المسرحي المذكور.
وتقدم 26 فنانا من أعضاء نقابة المهن التمثيلية بعد ذلك بشكوى مماثلة عن ذات الموضوع إلى نقيب المهن التمثيلية ضد الطاعن باعتباره عضوا بالنقابة لما ارتكبه من ازدراء الأديان.
وقالت المحكمة إن الدستور كفل للمواطنين حرية إبداء الرأي والفكر سواء كان ذلك بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غيرها من وسائل التعبير والنشر مثل التمثيل والموسيقى والرسم والنحت وغيرها من ضروب الإبداع الإنساني الذي كفله الدستور أيضاً سواء كان فنياً أو أدبياً على أن يكون ذلك في إطار ما ينظمه القانون وتجيزه الأخلاق ويسمح به العرف السائد في البلاد.
وأشارت المحكمة إلى أن المشرع أضفى حماية واجبة للأديان السماوية فجعل ازدراء الأديان جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات، لافتة إلى أن تقرير الفحص العلمي المعد من مجمع البحوث الإسلامية الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة التابعة للأزهر الشريف أكد بأن المسرحية تشتمل على مخالفات شرعية وتحث على الفتنة الطائفية وتتضمن ازدراء للإسلام مما يتعين بتره من وظيفته بالفصل من الخدمة خاصة وأنه سبق توقيع الجزاء عليه بخصم 15 يوما من راتبه لخروجه عن النص والتلفظ بألفاظ خادشة للحياء.
المصدر : البيان