يتساءل الكثير من المسلمين عند موت شخصيات فنية أو رياضية مشهورة ذات الديانة المسيحية ، عن الحكم الشرعي في الترحم عليه، وهل يجوز شرعاً الترحم على المسيحي، وماهو موقف الدين الاسلامي في ذلك .
الشيخ أحمد شريف النعسان أوضح الحكم الشرعي في الترحم على النصراني "المسيحي" بعد موته، وهو كالتالي :-
طلب الرحمة والرضا للعبد النصراني جائز إذا كان موته قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومات على النصرانية الحقة.
أما إذا كان موته بعد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على النصرانية المحرَّفة أو التي كانت قبل التحريف فإنه لا يجوز الترحُّم ولا الترضِّي عنه، لأن الله عز وجل عرَّفنا في كتابه العظيم على من تنالهم رحمة الله عز وجل، فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }. فكيف يترحَّم المسلم على من مات على النصرانية بعد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دون الإيمان به والاتباع له صلى الله عليه وسلم؟
بل كيف يترحم ويترضى عمن مات على النصرانية المحرفة الباطلة والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم * أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}؟
هذا النصراني إذا مات على النصرانية المحرَّفة الباطلة كيف تُطلب له الرحمة والرضا والله حرم عليه الجنة ومأواه النار بسبب عناده وإصراره على قوله: المسيح ابن الله، وكفره بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
حتى لو مات النصراني على النصرانية الحقة التي جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام بعد بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يُترضَّى ويُترحَّم عليه بعد موته والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة}؟ لأنه في الحقيقة لو كان على النصرانية الحقَّة لاتَّبع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، لأن الله عز وجل يقول حكاية عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}، فطالما أنه لم يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشَّر به سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، فهو كافر بالنصرانية.
كيف يترحَّم عليه والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين}، وهو قد كفر بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
وبناء على ذلك:
فلا يجوز الترحُّم ولا الترضِّي على الرجل النصراني إذا مات على النصرانية بعد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان المسلم حريصاً على صديقه النصراني أن يكون من المرحومين عند الله عز وجل لدعاه إلى الإسلام وحاوره حتى يدخل في دين الله عز وجل، والمسلم ما ينبغي أن يكون عاطفياً في هذه المواقف، لأن حسنات العبد الكافر إن وجدت منه فهي هباء منثور، وذلك لقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا}. هذا، والله تعالى أعلم.
المصدر : وكالات