تحتفل أغلب دول العالم فى الـ31 من أكتوبر من كل عام بعيد الهالوين، أو عيد القديسين، كمناسبة سنوية، تنتشر فيها أزياء التنكر الغريبة والمرعبة والأوجه المخيفة.

عيد الهالوين أو «عيد الهلع»، اليوم الأكثر رعبًا في العام، الذي يُحتفل به في البلدان الغربية وحتى العربية بارتداء الأزياء المخيفة وتوزيع الحلوى على الأطفال.

ويتساءل الكثير من المسلمين عن الحكم الشرعي في الاحتفال بعيد الهالوين، وهل يخالف الدين الإسلامي؟ .

"الوطنية" تستعرض لكم خلال التقرير التالية، رأي الدين في الاحتفال بالهالوين وهو كالتالي :-

هل يجوز الاحتفال بالهالوين ؟ :-

أفادت رابطة العلماء السوريين أن الإحتفال بعيد الهالويين لا يجوز شرعاً، وذلك للتالي :-

1. لما له من جذور تاريخية، إما وثنية وإما نصرانية، ومثل هذا لا يجوز الاحتفال به.

2 . لأن فيه تشبه بالغير فيما يخالف ما جاء به الشرع، روى أبو داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ». ولا شك أن التشبه هنا واضح بما هو مخالف للشرع.

3. كونه عيدا لغيرنا يجعل الحرمة مصاحبة له إذ أبدلنا الله من الأعياد ما فيه غنية، وفي الحديث: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ ".

4. اشتماله على مخالفات شرعية، ومنها:

أ‌. اعتقاد عودة الأرواح، وهذا يخالف الشرع، فالأرواح لها عودة سنوية ولا شهرية ولا يومية إلى عالم الأرض.

ب‌. اعتقاد الضرّ من هذه الرواح، واعتقاد دفعه بمثل هذه الأشياء (صور الأشباح- الأطعمة....)، والمؤمن يعتقد أن النفع والضرر بيد الله سبحانه، وهو القائل: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ } [المؤمنون: 88]، والقائل: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 83].

ت‌. تعويد الأولاد على السؤال من خلال الدوران على البيوت، وهذا أمر غير محمود، إذ الأصل أن يعود الطفل العطاء لا الأخذ، والجود لا الطلب، وإن كان من طلب فيكون من أقرب الناس ومن له صلة بهم..

ث‌. بث الرعب من خلال الأزياء أو الأشكال التي تصاحب هذا الاحتفال، وقد نهى الشرع عن ترويع الآخرين وتخويفهم، روى أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ:" مَا يُضْحِكُكُمْ؟ "، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا "، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ لَاعِبًا وَلَا جَادًّا، فَإِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ ».

شبهات وردود حول الهالوين:

يطلق البعض شبهات حول القول بالحرمة، بعضها من الآباء وبعضها من الأبناء، ومن هذه الشبهات:

1. عيد الهالوين لا يعد عيدا دينيا، بل أضحى يوم سرور وفرح:

ويجاب عن ذلك: بأن العبرة بأصل الفعل، حتى وإن اختفى السبب الديني فما زال الاحتفال موجودا، وما زالت جذور هذا العيد ظاهرة في مظاهر الاحتفال.

2. من يقوم بالاحتفال يرى الحرمة ولا يعتقد بما اعتقده أصحاب هذا العيد:

ويجاب عن ذلك: بأن اعتقاد الحرمة مشكور، لكن مع الحرمة ينبغي البعد عنه، إذ المسلم مطالب بالتميز عن غيره في الأمور الدينية.

3. عدم المشاركة في الأعياد والاحتفالات يعد عزلة عن المجتمع الذي نعيش فيه خصوصا في الغرب (أوربا وأمريكا).

ويجاب عن ذلك: بأن اندماج المسلمين في مجتمعاتهم (في الغرب) أمر مطلوب، لكن شريطة ألا يكون الاندماج على حساب الشرع والدين، والاندماج المطلوب هو ما عبر عنه القرضاوي بقوله: محافظة بلا انغلاق واندماج بلا ذوبان

4. ما يكون من حلوى تؤخذ بغير كدّ ولا تعبّ.

ويجاب عن ذلك: بأنه ليس كل ما يتحصل عليه المرء من غير كدّ ولا تعب يعدّ من المباحات، وإلا فاللقطة (ما يلتقطه الإنسان من الأرض) لا يكون فيه تعب، وبعض السرقة لا يكون فيها تعبّ.... فهل انتفاء التعب يبيح الحصول على ذلك الشيء.

5. في هذا اليوم ما فيه من الفرح فلماذا تكبتون فرحة الأولاد وتضيقون واسعا.

ويجاب عن ذلك: بأن الفرح محمود ما كان مشروعا، والله تعالى يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58]، وأما الفرح في بالمعصية فقد جاء النهي عنه، والله تعالى يقول: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } [القصص: 76].

حكم الاحتفال بالهالوين .. الإفتاء المصرية :-

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن عيد الهالوين يسمى بعيد «الرعب» عند الغرب، مؤكدًا أنه من العادات الغربية التي يوجد لها بدائل أفضل منها في الإسلام.

ونبه «عويضة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم عيد الهالوين؟»، على ضرورة الانتباه إلى ما يبث وما ينشر إلينا من عادات غربية، ونتساءَل «هل تتفق مع أصولنا الشرقيّة أم لا؟!»، مشددًا على أن عيد «الهالوين» ليس من التراث الإسلامي، وعندنا في تراثنا كل ما هو خير وأفضل منه.

ونصح الشيخ عويضة، المسلمين بعدم اتباع «الهالوين»، قائلًا: «رجاءً لا نتبع هذه التقاليد، ولا نبتدع في حياتنا أشياءً تولد العنف وتقضي على الرحمة بين الأطفال والكبار». 

 

 

المصدر : وكالات