رغم أن المناظرة الأولى بينهما اتسمت بالفوضى وتخللها صراخ، تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنافسة الديموقراطي جو بايدن، مساء أمس الثلاثاء، خلال 90 دقيقة من تناول عدد من القضايا المهمة التي تواجه الناخب الأميركي في نوفمبر.
فيما يلي بعض النقاط التي طبعت المناظرة، من المسائل الجوهرية إلى التصريحات الصادمة والإهانات.
توقع المراقبون السياسيون أن يكون الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته المبادر إلى شن الهجوم، لكن نائب الرئيس السابق البالغ 77 عاما كان الطرف الذي وجه بعضا من أشد الإهانات خلال المناظرة ناعتا ترمب بـ"المهرج" والكاذب".
وقال بايدن "كلّ ما يقوله حتى الآن كذب.. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه".
وفي محطة أخرى من المناظرة ووسط مقاطعات مستمرة من الرئيس، وهو ما دفع بالصحافي كريس والاس الذي كان يدير المناظرة للتدخل، قال بايدن "من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص".
وأضافك "هلا تخرس يا رجل" وهي العبارة التي عمدت حملة بايدن إلى تسويقها على الفور على قمصان تي-شيرت. ووصف ترمب بـ "أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا".
لكن قطب العقارات السابق البالغ 74 عاما لم يوفر تصريحاته الصادمة موبخا بايدن لانتقاده استجابة إدارة الرئيس لأزمة فيروس كورونا المستجد وقوله إن ترمب بحاجة لأن يكون "أكثر ذكاء" لتجنب المزيد من الوفيات.
ورد ترمب "كنت آخر التلاميذ في صفك أو آخرهم تقريبا.. لا تستخدم كلمة ذكاء معي. لا تستخدمها أبدا. أنت لا تمت إلى الذكاء بصلة".
عقب تقرير مدوٍ في صحيفة نيويورك تايمز يشير إلى أن ترمب لم يدفع أي ضريبة دخل فدرالية تقريبا في 2016 و2017، كان من المحتم أن تتطرق المناظرة إلى المسألة.
وعندما طلب والاس من ترمب أن يقول صراحة ما إذا دفع أكثر من 750 دولارا ضريبة دخل في هاتين السنتين، وليس بشكل ضرائب أخرى، تجنب الرد في البدء لكن بعد إلحاح قال إنه دفع "ملايين الدولارات".
وأجاب "ستتمكنون من الاطلاع عليها" دون أن يقول متى.
قيل وكتب الكثير عن الأنشطة التجارية لهانتر، نجل بايدن، في أوكرانيا والصين. وحاول ترمب مرارا تصوير المسألة على أنها تظهر مخالفات من جانب نائب الرئيس السابق.
وقال ترمب "الصين أخذت حصتك يا جو. ولا عجب أن يذهب ابنك ويأخذ مليارات الدولارات".
وقلب بايدن الأدوار قائلا إن بإمكانه "أن يتحدث طوال الليل" عن عائلة ترمب "والأخلاق". فإيفانكا ابنة ترمب تعمل مستشارة بارزة لوالدها، وزوجها جاريد كوشنر مساعد كبير في البيت الأبيض.
وقال ترمب "أسرتي خسرت ثروة في المجيء لتقديم المساعدة للحكومة".
وفي وقت لاحق خلال المناظرة، تحدث ترمب مجددا عن هانتر بايدن قائلا بأنه "تم تسريحه بشكل مخزٍ" من الجيش لتعاطيه المخدرات.
ورد بايدن بغضب قائلا "ابني مثل العديد من الناس الذين تعرفونهم، عانى من مشكلة مخدرات. لقد تغلب عليها، أصلح المشكلة".
كما أتى على ذكر ابنه بو الذي توفي بسرطان في الدماغ في 2015، كسبيل للهجوم على ترمب الذي نقلت تقارير عنه قوله إنه وصف جنودا أميركيين بـ"الفاشلين" و"الحمقى". وقال بايدن "لم يكن فاشلا، كان محبا لوطنه".
طلب والاس من المرشحين الإثنين التعليق على التوترات العرقية التي اجتاحت الولايات المتحدة في الأشهر الماضية، بعد وفاة عدد من الأميركيين من أصل إفريقي على أيدي الشرطة.
وعندما سأل مدير المناظرة ترمب ما إذا يدين "الذين يؤمنون بتفوق البيض" ويطلب منهم التراجع، قال ترمب إنه "مستعد للقيام بذلك".
لكنه أضاف "براود بويز" (مجموعة يمينية متطرفة)، تراجعوا وكونوا على استعداد. لكني أقول لكم شيئا وهو أنه يجب القيام بشيء حيال أنتيفا"، وهي حركة يسارية متطرفة.
وتبنت مجموعة "براود بويز" العبارة على ما يبدو، ونشر حساب معروف على منصات التواصل الاجتماعي شعارا يقول "تراجعوا وكونوا على استعداد".
وفيما شارفت المناظرة الصاخبة على الانتهاء سأل والاس الرجلين ما إذا يتعهدان القبول بنتيجة الانتخابات.
وقد امتنع ترمب مؤخرا عن تأكيد قبوله بانتقال سلمي للسلطة في حال خسارته انتخابات الثالث من نوفمبر.
وقال "قد لا نعرف (نتيجة الانتخابات) قبل أشهر" مضيفا في وقت لاحق "لن تكون النهاية جيدة". وأكد "أحض أنصاري على التوجه إلى مراكز الاقتراع والتنبه جيدا".
من جهته، تعهد بايدن احترام النتائج "بعد فرز جميع الصناديق". وقال "سأقبل" نتيجة الانتخابات، مضيفاً "إذا لم يكن (الفائز) أنا، سأعترف بالنتيجة"، واعداً في الوقت نفسه بأنه إذا ما فاز بالانتخابات فسيكون "رئيساً للديموقراطيين وللجمهوريين" على حدّ سواء.
المصدر : وكالات