كشف ملياردير إسرائيلي، اليوم الأحد، تفاصيل وجبة عشاء "غريبة" جمعته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحديثه مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد حول تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قبل الأمر بفترة، وتفاصيل موقف عابر جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال رجل الأعمال الإسرائيلي المقيم في الولايات المتحدة "حاييم سبان"، خلال حوار مطول مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية: "قبل سنوات هاتفني شخص يعمل في العلاقات العامة وأبلغني أن السفير السابق للسعودية في واشنطن خالد بن سلمان ينوي زيارة لوس أنجلوس مكان إقامتي في أمريكا كي يلتقي عددا من اليهود".
وأضاف: "طالبا أن أنضم له في اللقاء، وطلب خالد بن سلمان أن تبقى مشاركته طي الكتمان وفعلا لم يتم تسريبها"، متابعًا: "بعد فترة دعاني للمشاركة بعيد ميلاده في واشنطن.. ترددت في البداية، لكنني سافرت.. خاصة وأنني خشيت أن يشعر بالإهانة بحال لم أشارك لا سيما أن أمورا سياسية بدأت تنضج".
مقعد بجوار محمد بن سلمان
وبين أنه عندما وصل إلى واشنطن، فوجئ بأن المضيف قد أعد له مقعدا بجانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وزوجته، وأدركت أن هذه كانت رسالة سياسية.
وأكمل: “وجدت هناك رئيس المخابرات الأمريكية وغيره من الشخصيات الأمريكية، كل واشنطن حضرت تلك الاحتفالية، بعد قليل همس بن سلمان في أذني، قائلا: هل تعلم أن مصر تعطي لإسرائيل حرية الحركة والنشاط في سيناء؟.. مجددا مع لساني الطويل أجبت: نعم ولكن هذا يساعد مصر لا إسرائيل فحسب.. والمصريون لا يصنعون لنا جميلا”.
وأوضح أنه في مرحلة معينة انتقل مع صديق رافقه إلى غرفة جانبية مظلمة مع محمد بن سلمان وشقيقه خالد.
واستطرد: "عندها سألت: هنا نستطيع تناول وجبة رومانسية؟ أنا رجل متزوج.. فهل أشعلتم المصابيح؟.. من جهتم بدأوا يحضرون كل ما لذ وطاب للغرفة، ومن صنع طباخ الأمير الخاص".
بعد اغتيال خاشقجي
وقال إنه شعر وكأنه في حلم أثناء ذلك اللقاء مع بن سلمان، متسائلا في سره: "لماذا يولون له هذا الاهتمام والاحترام الكبير؟"، منوها أنه ليس من المفهوم ضمنا أن يجالسه بن سلمان أربع ساعات على دفعتين.
وأردف: "في النهاية وصلنا لحظة الحقيقة وفهمت الثمن: لقد أرادوا مني مساعدتهم في ترتيب لقاء مع أحد قادة الحزب الديمقراطي ممن رفض التحدث معهم بعد فضيحة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.. طلبوا مني مساعدة بأن نقيم صلحة".
وأشار إلى أنه “قلت لهم الآن أساعدكم وفي المستقبل أستغل الموضوع لخدمة إسرائيل.. وقلت له: السعودية دولة نفطية كبرى لكنك تريد تحويلها لدولة تكنولوجيا، وإسرائيل كدولة مجاورة يمكنها أن تكون حليفة وشريكة في ذلك، فهل هناك سبب ألا تتعاونا؟ فالدولتان ستحققان منافع جمة من هذا التعاون.. وعندها أجاب محمد بن سلمان: الإيرانيون والقطريون وكل سكان الحي سيقتلونني".
وأفصح الملياردير الإسرائيلي عن أن "كوشنر" هاتفه قبل عامين وأبلغه أن "محمد بن سلمان" موجود في لوس أنجلوس، ودعاه لوجبة عشاء معه، منوها إلى أن "بن سلمان" استأجر قصرا له في لوس أنجليس.
وقال إن بن زايد وبن سلمان، "توأمان متشابهان في معظم الأشياء، وتجمعهما كراهية إيران والإخوان المسلمين وحماس وحزب الله".
وعبر عن اعتقاده بأن اتفاق التطبيع مع السعودية بات قريبا وعلى الطريق.
"مهندس الاتفاق"
وحول اتفاق التطبيع مع الإمارات، يشير رجل الأعمال الإسرائيلي إلى أن مشاركته في حفل توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات جاءت بدعوة من سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة ومن جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
في ذات الصدد، تقول "يديعوت" إنه لولا سبان لما خرج هذا الاتفاق إلى حيز التنفيذ.
وكشف سبان خلال الحوار أنه على صداقة متينة وقوية مع يوسف العتيبة وزوجتيهما أيضا، ويكشف أن العتيبة قد أبلغه أن هناك علاقات متينة بين إسرائيل والإمارات منذ سنوات طويلة.
كما كشف سبان أنه من اقترح على يوسف العتيبة لينشر مقالا عن السلام في صحيفة “يديعوت أحرونوت” قبل نحو شهرين، وإنه ومستشاره الشخصي توليا ترجمته إلى اللغة العبرية.
ويقول إن الفضل بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل يعود للعتيبة ولكوشنر ولمحمد بن زايد ورئيس الموساد يوسي كوهين. ويكشف رجل الأعمال الإسرائيلي- الأمريكي سبان أنه التقى بن زايد قبل نحو عام ونصف في دبي بعد دعوته للمشاركة في مسابقة دولية.
وتابع: “وقتها توافقنا أنا ومحمد بن زايد أنه مع الوقت سنقوم علانية بالأشياء الكثيرة التي نفعلها حتى الآن خلسة”، مؤكدًا أن ما فعله العتيبة كان بموافقة محمد بن زايد.
شمته للسيسي
وعن مصر، قال الملياردير الإسرائيلي إنه عاد إليها في عهد السيسي بعد أن غادرها وهو في الثانية عشرة من عمره، وهذه المرة وصل القاهرة في طائرته الخاصة وحل ضيفا على رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي، الذي دعاه لزيارة مصر، ورتّب له لقاء مع السيسي.
وأضاف: "خلال اللقاء أشرت بإصبعي نحو رئيس المخابرات المصرية وقلت للسيسي: كلانا من الاسكندرية أما أنتم جميعا فلاحون.. عندي لسان طويل وأحيانا الله يستر منه.
وتابع: "بعدما قلت ذلك ساد هدوء وفي خلدي قلت: لن أخرج من هذا القصر سالما.. وعندها انفجر السيسي بالضحك وقال: والله أنت لست أمريكيا أنت مصري، فأجبته بسرعة: عرّفني كما تشاء.
المصدر : الوطنية