تتحرك عدة الأطراف الدولية لدفع عجلة الحوار الأفغاني المتعثرة بسبب إشكالات متعلقة بتنفيذ بنود اتفاق الدوحة الموقع، ومن ضمنها الإفراج عن كامل المعتقلين، وهو المطلب الرئيسي الذي تؤكد عليه حركة طالبان.

وكشفت مصادر في الدوحة، أن الجهود تبذل من قبل الأطراف الأمريكية والقطرية، لتقريب وجهات نظر الحركة والحكومة الأفغانية، وفق "القدس العربي".

وتأتي هذه التحركات متزامنة مع وصول كل من زلماي خليل زاد المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، وفريق فني حكومي أفغاني، إلى قطر، للتحضير لمفاوضات السلام المرتقبة التي تم تأجيلها مراراً مع حركة طالبان.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن مبعوث واشنطن الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، توجه إلى قطر للدفع بجهود إطلاق المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن خليل زاد ذهب إلى الدوحة في زيارة تهدف للدفع بجهود إطلاق المفاوضات بأفغانستان في أقرب وقت.

وأشارت إلى أن الشعب الأفغاني مستعد لتطبيق حل سياسي يحد من الاشتباكات بشكل دائم، وينهي الحرب.

وتابعت الخارجية: “يجب ألا تفوت القادة الأفغان هذه الفرصة التاريخية للسلام”.

وأكدت أنه ينبغي لجميع الأطراف اتخاذ خطوات مهمة لإزالة العقبات التي تحول دون بدء المفاوضات، وأن “الوقت حان لبدء العمل”.

وفي 27 أغسطس/ آب الماضي، أعلن رئيس “المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية” عبد الله عبد الله، بداية المحادثات المباشرة مع “طالبان” في غضون أيام.

جاء ذلك بعد يوم من مكالمة هاتفية أجراها عبد الله، مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.

وبشكل منفصل، أعلن كبير مفاوضي “طالبان” شير محمد عباس ستانيكزاي، أن الحركة أنهت تشكيل فريق مكون من 21 عضواً للمحادثات المقترحة في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال متحدث “طالبان” ذبيح الله مجاهد، إن المحادثات في إسلام أباد كانت تتعلق بالسلام والأمن في أفغانستان والمنطقة، إضافة إلى المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.

من جانبها أعلنت الحكومة الأفغانية، أن حركة طالبان أطلقت معتقلين من القوات الخاصة الأفغانية كانوا محتجزين كرهائن، بعدما أفرجت الحكومة عن معتقلي طالبان لديها باستثناء القلة، قبيل انطلاق محادثات سلام بين الطرفين في الدوحة.

وقال مجلس الأمن القومي الأفغاني على حسابه في تويتر، إن الحكومة الأفغانية أفرجت عن 400 معتقل من طالبان، واستثنت القلة التي كان لشركائها تحفظات عليهم، وفق تعبيره.

وأضاف أن الجهود الدبلوماسية مستمرة في هذا الصدد وأنه يتوقع أن تبدأ المحادثات المباشرة على الفور.

وصرح مصدر بمجلس السلم الذي عيّنته الحكومة ومصدر دبلوماسي في كابول بأنه تم الإفراج عن 5 آلاف سجين الذين أرادت حركة طالبان إطلاق سراحهم عدا سبعة سجناء.

ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، قولهم إن أفغانستان ستنقل إلى قطر سبعة سجناء تطالب الحركة بالإفراج عنهم قبل محادثات السلام المنتظر أن تبدأ قريباً.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أفغاني أنه سيتم إطلاق سراح المحتجزين قريباً، رغم أن الحكومة لم تكن ترغب في الإفراج عنهم لأنهم مدانون بقتل جنود أجانب.

وكانت الحكومة مترددة في إطلاق آخر 400 سجين من طالبان، حيث وصفهم الرئيس أشرف غني بأنهم “يشكلون خطراً على العالم”، كما عارضت فرنسا وأستراليا إطلاقهم، لأن من بينهم مسلحين مرتبطين بقتل مدنيين وفرنسيين وأستراليين في أفغانستان، لكن طالبان تمسكت بشرط إطلاق سراحهم قبل بدء مفاوضات السلام.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، رتبت باكستان محادثات مباشرة نادرة بين واشنطن و”طالبان”، أدت إلى اتفاق الدوحة للسلام في فبراير/ شباط الماضي.

المصدر : وكالات