قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، مساء أمس الأربعاء، في ذكرى عدوان 2014، إن الاحتلال أراد تحييد الحركة من مشهد الصراع والمقاومة، إلا أنها ثبتت مكانتها في الصراع وفي الإقليم.
وأكد أبو مرزوق، خلال لقاءه على قناة "الميادين"، أن إبداعات المقاومة كانت بقدر حجم الظروف الصعبة من حولها، حيث كانت خطوط الإمداد مقطوعة، وكانت الأمور صعبة على الحركة بكل المقاييس، وبدأت المعركة بهذا الظرف الصعب.
وشدد على أن الحركة مع المقاومة الشاملة ولكنها ستتعاون مع حركة "فتح" في المقاومة الشعبية، مشيدًا بالمؤتمر المشترك بين حركته و"فتح"، ومعتبراً أنه إعلان عن حراك شعبي وفصائلي لمواجهة خطة الضم.
المصالحة
وبين أن حركته منفتحة على المصالحة ومستعدة لدفع ثمنها بكل ما تحملها الكلمة من معنى.
وقال إننا نسعى منذ 2005 إلى الدخول في منظمة التحرير، لكن لابد من أن يطبق القائمون عليها ما تم التوافق عليه في أكثر من وثيقة ومؤتمر ولقاء.
وأوضح أن المؤتمر الصحفي بين نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، هو إعلان عن حراك شعبي لمواجهة خطة الضم، وهذا الحراك بلا حدود زمنية ولا تحديد للفعاليات المتعلقة به.
الوفد المفاوض
ولفت إلى أن الحركة رفضت الموافقة على وقف إطلاق النار قبل الشروع في المفاوضات غير المباشرة لأنها تظهر العدو منتصرا، مؤكداً أن الحركة كانت مصرة على تحقيق شروطها، وأهداف شعبنا في كسر الحصار عن غزة.
وأشار إلى أن الحركة وافقت على طلب الرئيس محمود عباسأن يكون عزام الأحمد رئيسًا للوفد وافق، لأنها تغلب العام على الخاص، وأنها لا تسعى للمنازعة على الكراسي، وتريد فعلًا تحقيق مصلحة شعبنا وأهدافه في الحرية والعودة والتحرير.
ونوه إلى أن مسار التفاوض كان بشكل غير مباشر بوساطة مصرية بين وفد المنظمة وحماس والجهاد وبين الاحتلال، مضيفاً أنه كان هناك مسار دبلوماسي في الدوحة قام به الأخ خالد مشعل مع الأوروبيين ووزراء خارجية قطر وتركيا ودبلوماسيين آخرين.
وتعليقاً على اغتيال الاحتلال لقادة القسام أبو شمالة والعطار وبرهوم في العدوان الإسرائيلي عام 2014، ومحاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، قال أبو مرزوق إن قادة القسام مستهدفون في كل لحظة وليس فقط في الحرب.
وأشار إلى أن الظروف في 2014 كانت تؤشر إلى عدوان على غزة، والاحتلال كان يحضر لشن عدوان على غزة بعد اختطاف الجنود الثلاثة في أعقاب عملية حرق الطفل أبو خضير.
رسالة نتنياهو
وأكد أن الاحتلال بدأ العدوان باستهدافه المدنيين لأنه لم يكن يعرف شيئا عن المواقع العسكرية، مبيناً أن بعض الدول العربية حمّلت حركة حماس مسؤولية العدوان واتهمتها بذلك وهذا غير صحيح.
وأوضح أنه قبيل الاجتياح البري، أرسل نتنياهو السفير النرويجي ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية النرويجية يوهانس باور إلى بيته في القاهرة، وقال باختصار إما وقف إطلاق النار أو البدء بمعركة برية.
وبيّن أن رد حماس على السفير النرويجي كان أننا لا نستطيع مواجهة الاحتلال في الجو، ولكن لدينا جنود ورجال ينتظرونه في البر، وسيدفع الاحتلال ثمناً باهظا للمعركة البرية.
سياسات الدول
وأكد أن أسباب عداء بعض الدول العربية لحركة حماس متعددة وكلها ضغوطات خارجية، لكنها قطعا ليست نابعة من الحركة، منوها بأن الحركة تحاول أن تعالج أي مشكلة مع أي دولة عربية بطرق مختلفة دون التوجه إلى وسائل الإعلام.
وأوضح أن بعض الدول ترضخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، فيتعاملون مع الحركة بهذه السلبية، وذلك خدمة لمصالح إسرائيل، وليس لأي مصلحة وطنية.
وبيّن أن رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية للحوثي، تأتي في إطار التواصل مع جميع القوى المحيطة في المنطقة، ومن باب مبادلة التعامل الإيجابي بعد مبادرته للإفراج عن معتقلي الحركة في السعودية.
حملات تشويه
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أن ما يروجه الاحتلال عن اعتقال عملاء له كانوا قيادات في حماس والقسام ما هي إلا أخبار كاذبة، وللأسف بعض القنوات الإعلامية ارتضت أن تكون بوقاً للاحتلال.
ودعا بعض وسائل الإعلام العربية ألا تتحول إلى وسائل إعلام عبرية، وأن تحافظ على ما تبقى لها من مصداقية في الشارع العربي.
وأضاف أن العملاء المقبوض عليهم في غزة لا توجد روابط بينهم، وليسوا قيادات لا في حماس ولا في القسام.
المصدر : الوطنية