أعلنت شركة غوغل الأسبوع الماضي عن تعديل خاصية "الحذف التلقائي" بحيث تصبح هي "الإعداد الافتراضي" لحساب المستخدم، وبهذا سيقوم نظام التشغيل بشكل تلقائي بمحو البيانات عن نشاط المستخدم بعد مدة معينة.
وستطبق ميزة الحذف التلقائي على الحسابات الجديدة فقط، أو الحسابات الحالية التي تقوم بتشغيل ميزة الاحتفاظ بالبيانات.
وسيمنح الحذف التلقائي الجديد غوغل إمكانية الاحتفاظ ببياناتك حتى 3 سنوات، على عكس إعدادات الحذف التلقائي المفعلة يدويا والتي يمكن ضبطها إلى 3 أشهر.
وأعلنت غوغل أيضا أن المستخدم سيتمكن من الوصول إلى إعدادات الخصوصية والأمان من خلال صفحة البحث الخاصة بها قريبا، وسيتمكن أيضا من التبديل إلى وضع التصفح المتخفي في متصفح كروم بسهولة أكبر، وذلك بالضغط أسفل على صورة الملف الشخصي لمدة ثانية أو اثنتين.
يتيح وضع التصفح المتخفي تصفح الإنترنت "بشكل خاص"، مما يعني أن غوغل كروم لن يحفظ سجلك أو ملفات تعريف الارتباط على جهاز الحاسوب الخاص بك، ولكن هذا لا يعني أن مواقع الويب التي تزورها أو الخادم الذي تستخدمه لا يمكنه رؤية ما تفعله.
وتأتي خطوة غوغل بعد يومين فقط من إعلان شركة آبل المنافسة عن بعض ميزات الخصوصية الجديدة لبرامجها.
وإذا كان لديك حساب غوغل وتستخدم منتجاتها، مثل جيميل أو يوتيوب أو كروم، فمن المحتمل أن تسجل الدخول طوال الوقت. في هذه الحالة، يمكن تتبع نشاطك أثناء استخدام هذه التطبيقات والخدمات بواسطة غوغل التي ستستخدم بعد ذلك هذه البيانات لتوجيه الإعلانات إليك، فضلا عن أمور أخرى.
وأدخلت غوغل على مرّ السنين ضوابط لخصوصية بيانات المستخدمين، وبذلت جهودا لجعل هذه الميزات أكثر وضوحا لهم.
ويمكنك العثور على معظم عناصر التحكم بالخصوصية هذه في إعدادات حسابك، وذلك بالنقر على "إدارة بياناتك والتخصيص"، ثم "إدارة عناصر التحكم في نشاطك"، وهو القسم الذي يمكنك فيه حفظ نشاط الويب والتطبيق وسجل الموقع وسجل يوتيوب، إذا كنت تريد أن تستخدم غوغل هذه البيانات لتمنحك ما تسميه "تجربة أكثر تخصيصا" لك، أو يمكنك فقط مطالبة غوغل بعدم حفظ أي شيء والحصول على تجربة غير شخصية، ولكنها ستكون أكثر حفاظا على بياناتك وأكثر خصوصية.
وإذا قررت أنك تريد تجربة مخصصة لك حتى لو احتفظت غوغل ببعض بياناتك، فلا يزال بإمكانك حذف تلك البيانات يدويا وقتما تشاء، أو ضبطها لتحذف تلقائيا بعد فترة زمنية معينة.
ومن خلال التغييرات التي أعلنت عنها مؤخرا، تحاول غوغل تسهيل استمتاع المستخدم بأفضل ما في الميزتين: تجربة المستخدم الخاصة به، واحترام خصوصية بياناته، وذلك عن طريق الحذف التلقائي لأنشطة الويب والتطبيقات وسجل المواقع وسجل يوتيوب.
ويبدو أن غوغل تبذل أيضا المزيد من الجهد لإعلام المستخدمين الحاليين بأن لديهم خيار تشغيل الحذف التلقائي. فعلى سبيل المثال، تحتوي صفحة بحث غوغل الآن على إشعار بسيط ورابط إلى الإعداد أسفل حقل البحث الرئيسي.
كما أن الوقت الافتراضي للحذف التلقائي سيكون بعد 18 شهرا لنشاط الويب والتطبيق وسجل المواقع، و36 شهرا -3 سنوات- لنشاطات المستخدم على يوتيوب.
وتعد البيانات التي تجمعها غوغل عن مستخدميها جزءا كبيرا من نموذج أعمالها، إذ تحصل غوغل والشركة الأم "ألفابت" على مليارات الدولارات من عائدات الإعلانات، والتي تستحق أكثر عندما تستهدف الأشخاص الأكثر اهتماما بها.
لذلك، ومع أن غوغل أجرت بعض التحسينات في خصوصية المستخدم وأدوات التحكم، فإنها واجهت صعوبة في إقناع عامة الجمهور بأنها تهتم حقا بالحفاظ على خصوصية بياناتهم. وفي هذا الصدد، تخلفت غوغل عن بعض نظيراتها، مثل آبل التي يعتمد نموذج أعمالها على السلع والخدمات أكثر بكثير من البيانات والإعلانات.
وبالنظر إلى عدد قليل نسبيا من الحسابات التي ستحتوي على ميزة الحذف التلقائي هذه، والكمية الكبيرة من البيانات التي يتم الاحتفاظ بها، فمن الصعب تحديد مقدار الفرق الذي ستحدثه تحديثات غوغل حقا في خصوصية المستخدم، لكنها تظهر أن الشركة تحاول تحسينها أو على الأقل تجعلنا نعتقد أنها أحسن.
المصدر : وكالات