بحسب مركز الفلك الدولي فإن العالم والوطن العربي، على موعد مع ظاهرة فلكية كونية غداً الأحد تتمثل في الكسوف الحلقي للشمس، في اليوم الأول من أيام الصيف.

وأكدت مراكز الفلك أن الكسوف الجزئي للشمس يشاهد من جميع الدول العربية ما عدا معظم المملكة المغربية ومعظم موريتانيا ويشاهد ككسوف حلقي في أجزاء من السودان واليمن والسعودية وسلطنة عمان.

ويُمكن رؤية الكسوف الحلقي للشمس ككسوف جزئي في (جنوب شرق أوربا – قارة أسيا ماعدا شمال وشرق روسيا – شمال أستراليا – قارة أفريقيا ماعدا الجزء الجنوبي والغربي منها – إندونيسيا– ميكرونيزيا– المحيط الباسفيكي – المحيط الهندي)، ويُرى حلقياً في مناطق مختلفة في كلٍ من (الكونغو– جمهورية أفريقيا الوسطى – إثيوبيا – باكستان– الهند – الصين – جنوب السودان – أريتريا – اليمن – عُمان)، وعند ذروة الكسوف الحلقي يغطي قرص القمر حوالي 99 % من كامل قرص الشمس، وهذا وسوف يستغرق الكسوف منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها خمس ساعات وثمان وأربعين دقيقة تقريباً. 

ويبدأ مراحل الكسوف الجزئي في السعودية وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان في تمام الساعة 7:25 صباحا وتكون ذروته في 8:20 ونهايتة في 9:20 صباحا تقريبا،  علما بأن الأيام الاولي لمولد القمر تُعتبر أفضل الاوقات في الشهر لمراقبة ورصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية لغياب القمر ليلا.

ويبدأ مراحل الكسوف الجزئي في والسودان وليبيا القاهرة في تمام 6:25 صباحا وتكون ذروته في 7:20 ونهايتة في 8:20 صباحا تقريبا.

وبحسب وسائل إعلام ، فإن الكسوف الحلقي للشمس يحدث عندما يقع القمر بين الأرض والشمس ويكون قطره الظاهري أصغر من قطر الشمس الظاهري بقليل فيحجب الشمس ويبقى منها قطعة محيطة بالقمر على شكل حلقة مضيئة ولذلك يسمي بالكسوف الحلقي.

ويكون القمر في أقصى مرحلة من مداره حول الأرض، والذي يعرف فلكيا بـ"أوج القمر"، مما يعني أنه لن يستطيع حجب الشمس كليا في بعض المناطق.

وسيبدو القمر في أوجه أصغر قليلا في السماء مما يعني أنه لن يكون قادرا على حجب الشمس تماما، وبالتالي ستتشكل ظاهرة فلكية يطلق عليها علماء الفلك اسم "حلقة النار".

ففي أقصى نقطة لحدوث الكسوف الكلي للشمس، سيحجب القمر ما يقرب من 99.4 في المئة من الشمس، على الرغم من أن هذا لن يدوم إلا لجزء من الثانية.

فبالنسبة للدول العربية فإن المناطق التي ستشاهد الكسوف الحلقي تقع داخل شريط ضيق يبدأ من جنوب السودان ويكون عرضه هناك 65 كيلومترا ويتجه شرقا ويستمر بالتناقص ليمر فوق اليمن ثم السعودية ثم سلطنة عمان ويصبح عرضه في شرق السلطنة 33 كيلومترا فقط وفي حين أن أجزاء من هذه الدول ستشهد الحدث ككسوف حلقي فإن باقي أجزائها وباقي الدول العربية ستشهده ككسوف جزئي.

وتشهد سماء السعودية، كسوفاً حلقياً للشمس، والذي سيشاهد في محافظة شرورة بنسبة 96:16 في المئة، ويستمر نحو ساعتين و42 دقيقة.

لكن الكسوف لن يكون مرئياً للناس في نصف الكرة الجنوبي، ولا في الدول التي تقع في أقصى خطوط العرض الشمالية مثل بريطانيا والدول الاسكندنافية، كما سيكون من المستحيل مشاهدة تلك الظاهرة من أميركا الشمالية.

ويُمكن تقسيم كسوف الشمس إلى أربع أنواع:

 

كسوف الشمس الجزئي

يحدث كسوف الشمس الجزئي عندما تصطف الأرض والقمر والشمس على خط مُستقيم، ويبدأ القمر بالمرور من أمام الشمس حاجباً أشعتها عن الأرض، لكن ظلَّ القمر أصغرُ بكثير من أن يُغطّي الأرض كُلّها، ولذلك ما يحدثُ بالنّسبة لمُعظم الناس على الأرض أنَّهم يقعُون في ظلّ القمر الجُزئي، حيث لا يستطيع القمر أن يحجبَ سوى جُزء صغير من أشعّة الشمس عنهم، وهذا يُسمّى بالكسوف الجزئي، وقد يحجبُ الكسوف الجزئي ربع قُرص الشمس، أو نصفه، أو أيّ جُزء منه أقلّ من الكامل، وقد يستمرُّ لعدة ساعات.

 

كسوف الشمس الكلي 

في البُقعة الصغيرة من سطح الأرض التي تقعُ بظلّ القمر الكامل يحدث كسوف الشمس الكلي. خلال هذا الكسوف يمرُّ قرص القمر تماماً أمام قُرص الشمس، وعندها ستُظلم السماء كُلّها كما لو كان الوقتُ ليلاً، وستظهرُ للعيان الهالة الشمسية، وهي الغلاف الجويّ الخارجي للشمس. يدومُ هذا الكسوف لأقلّ من خمس دقائق، وبعدها يعودُ كسوفاً جزئياً مُتناقصاً حتى يُكمل القمر عبوره من امام الشمس 

 

الكسوف الشمس الحلقي

كسوف الشمس الحلقي هو ظاهرةٌ مُماثلة فلكياً للكسوف الكليّ، لكن مع فارقٍ صغير، فعندما يقعُ الكسوف الحلقي يكونُ القمر أبعد عن الأرض من العادة، أو تكون الأرض أقربَ للشمس من العادة، أو الاثنان معاً، وبالتالي تبدو الشمسُ أكبر من حجمها المُعتاد بمقدارٍ بسيط، بينما يبدو القمر أصغر قليلاً. وبالتالي عندما يعبرُ قُرص القمر أمام الشمس لا يستطيعُ حجبها بالكامل، رُغم أنَّه يقعُ أمامها بالضَّبط، بل تبقى حلقةٌ من أشعّتها حوله، ومن هُنا أتى اسم الكسوف الحلقي، ويدومُ مُدّة الكسوف الكلي تقريباً.

 

كسوف الشمس الهجين

كسوف الشمس الهجين يُطلق على كسوف الشمس الهجين بالكسوف الحلقي الكلي، والذي يحدث عندما يكون القمر ضمن مساحة قريبة بما فيه الكفاية ليصل ظله إلى الأرض، وعادةً ما يبدأ الكسوف الهجين ككسوف حلقي، ثم يكتمل ليصبح كلياً.

وبسبب القيود المفروضة على السفر بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، فلن يتمكن عشاق الفلك من السفر جوا إلى الأماكن التي ستحدث فيها ظاهرة الكسوف سواء جزئيا أو كليا، لكن يمكن متابعتها عبر المواقع الفلكية على الإنترنت.

وفي حال عدم توفر أية وسيلة بصرية، ما عليك إلا أن تثقب ورقة ثقبا صغيرا وتعرّضها لأشعة الشمس لتنظر كيف تسقط صورتها مكسوفة على الأرض أو على الحائط بنفس شكلها في السماء، مع فارق أنها ستكون مقلوبة جانبيا حفاظا على مبدأ سير الأشعة بخطوط مستقيمة الذي وضعه عالم البصريات المسلم الحسن بن الهيثم.

المصدر : وكالات