صدرت أوامر من حكومات عربية وإسلامية بإغلاق المساجد بشكل كامل سواء صلاة جماعة أو جمعة  كإجراء احترازي ضمن الإجراءات التي تتخذها الحكومات للتصدي لفيروس كورونا القاتل أو ما بات يُعرف باسم "كوفيد-19".

فما هو حكم إغلاق المساجد في هذه الحالة ، وما هو رأي الشرع والدين الإسلامي في ذلك ،، وهل يصح إغلاق المساجد منعاً لانتشار فيروس كورونا ؟! .

حكم إغلاق المساجد :-

حاكم المطيري، أستاذ التفسير والحديث بجامعة الكويت، نشر سلسة تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قال فيها: "إغلاق المساجد ومنع المصلين منها في أوقات الصلوات محرم بالنص والإجماع لقوله ﴿ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه﴾  ﴿وأن المساجد لله﴾ فليس للدول عليها ولاية منع وإغلاق بل ولاية رعاية وإدارة وكذا الحج وبه أفتى علماء الأزهر ومفتي مصر ١٣١٦ وإنما يُمنع منها مرضى الوباء!" .

 

وأكد المطيري أنه لا يحق للحكومات منع المصلين الأصحاء من إقامة الصلاة، إذا أخذوا بالعزيمة فسد الذريعة لا يعطل الفريضة وللحكومات حظر التجول".

وجدى غنيم .. هل يجوز اغلاق المساجد خوفا من فيروس كورونا ؟ :-

 

هل يجوز للمسلمين الأصحاء ترك الجمعة والجماعة خوفاً من المرض "كورونا" ؟! :-

أجاب الدكتور يوسف القرضاوي حول سؤال .. هل يجوز للمسلمين الأصحاء ترك الجمعة والجماعة خوفا من المرض (كورونا) ؟! قائلاً  :-
أولا.
في الخوف من العدو المحقق عند القتال في سبيل الله لم تسقط الجماعة فكيف تسقط بسبب الخوف المتوهم من المرض ؟!
《وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك...》الآية.

ثانيا .
هذه الأوبئة والأمراض سببها الحقيقي هو الذنوب والمعاصي، قال تعالى: 《وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم》.
وقال:《ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون》.
ألم يبين الله تعالى أن العلاج إنما هو في الرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار والصلاة والتلاوة والدعاء ... وليس في ترك بعض ما أوجب علينا من جمعة وجماعة ؟!!

ثالثا.
قول الله تعالى: 《ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها》. وقال: 《قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا》.
وقال:《قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذي كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم》.
وقال صلى الله عليه وسلم((واعلم أن الأمة لواجمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح .

فإيماننا بالقضاء والقدر وتوكلنا على الله جل وعلا ألا يمنعنا من ترك ما أوجب علينا من صلاة الجمعة والجماعة خوفا من المرض وغيره ؟!!!

رابعا.
ألم يتحدث صلى الله عليه وسلم عن كيفية التعامل مع الطاعون وأنه لا يجوز دخول الأرض التي فيها الطاعون ولا الخروج من الأرض التي فيها .. فهل ذكر فيه ترك صلاة الجماعة؟!!

خامسا.
وقع الطاعون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتشاور في أمره مع المهاجرين ثم الأنصار ثم مسلمة الفتح .. فهل عطلوا بسببه جمعة أو جماعة ؟ !

سادسا.
يقول الله سبحانه وتعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) فهل الإستعانة هنا بإقامة الصلاة في المسجد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها أم بترك الجمع والجماعات ؟!!

سابعا.
يقول صلى الله عليه وسلم 《من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ..》 ألا يكفينا أننا في ذمة الله ؟! 《أليس الله بكاف عبده》؟!!

ثامنا.
إذا كان صلى الله عليه وسلم لم يأذن للأعمى في التخلف عن الجماعة مع قوله بأنه لا قائد له وأن المدينة كثيرة الهوام والسباع ... كيف يؤذن للصحيح في التخلف عنها لمجرد خوف المرض ؟!

تاسعا.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة .. فهل إذا حزبنا فيروس الكورونا نترك صلاة الجمعة والجماعة ؟!!

عاشرا.
لقد كان في كل مدينة إسلامية جامع واحد يصلي فيه الجميع .. وقد كان يصيب المسلمين الوباء والطاعون من حين لآخر .. فهل أفتى أحد من علماء المسلمين عبر التاريخ بغلق المساجد بسبب وباء أو طاعون ؟!!

المصدر : وكالات