قال الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب، إن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية يزيد من فرص تصدر المنتج الفلسطيني في الأسواق الداخلية، لكن لها "انعكاسات خطيرة" يمكن أن تلجأ إليها "إسرائيل" كالدفع بخطوات مقابلة، كما أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي "نفتالي بينت" عن منع دخول المنتجات الزراعية الفلسطينية إلى داخل الأسواق الفلسطينية.

وأوضح أبو جياب، في حديث له عبر الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم الخميس، أن منع ما يتجاوز الـ 40 % من الصادرات الفلسطينية إلى الداخل المحتل، يصيب المزارع الفلسطيني في مقتل، مضيفاً "هذا يحتاج إلى خطط بديلة من قبل السلطة في حال مضت دولة الاحتلال منع استيراد المزيد من المنتجات الفلسطينية".

وتابع "مسألة القرارات الفلسطينية التي تمنع استيراد بعض المنتجات الإسرائيلية تعتبر جزء من محاولات السلطة لإظهار القوة أمام "صفقة ترمب"، وكذلك مواجهة التعنت الاسرائيلي بما يتعلق في التعدي على الحقوق الفلسطينية.

يشار إلى أن وزارة الاقتصاد الوطني، اليوم، أعلنت عن بدء سريان قرار الحكومة بمنع إدخال الخضار والفواكه والعصائر والمياه المعدنية والغازية الإسرائيلية إلى الأسواق الفلسطينية، موضحةً أن غرفة العمليات من الجهات الحكومية ذات الصلة والأجهزة الأمنية (الاقتصاد الوطني، الزراعة، الضابطة الجمركية، المخابرات العامة، الأمن الوقائي) ستعمل على مدار الساعة لتطبيق القرار وفق الإجراءات الفنية والقانونية المتبعة.

كما أن الحكومة قررت في جلستها يوم الاثنين الماضي، وقف إدخال الخضار والفواكه والعصائر والمياه المعدنية والغازية الإسرائيلية إلى الأسواق الفلسطينية، رداً على قرار وزير جيش الاحتلال "نفتالي بينت" بمنع إدخال المنتجات الزراعية الفلسطينية إلى الأسواق الإسرائيلية.

وأكد أبو جياب، أن هذه السياسات المتبعة من قبل الطرفان سيكون له أثر واضح على حالة السوقين داخلياً إلا أن هذه الأطروحات الفلسطينية تلقى تأييداً شعبياً كبيراً وواسعاً خصوصاً من قبل نشطاء المقاطعة، متابعاً "هذا الأثر اتضح من خلال رفض استيراد العجول من الجانب الإسرائيلي في مقابل استيرادها من الدول الخارجية".

وأردف: من الواضح أن هذه الخطوة لم تأتي بجديد في اتجاه مواجهة "صفقة القرن" ولكن تأتي في سياقات ما أعلن عنه رئيس الوزراء محمد اشتية في سياسة الانفكاك عن الاحتلال ومحاولة تقوية الاقتصاد الوطني المحلي على صعيد إعادة التوازن للميزان التجاري الفلسطيني والاعتماد على الذات بما يؤهل الشعب الفلسطيني مرحلياً على تخطي الابتزاز الإسرائيلي.

وأشار إلى أن ذلك يحتاج إلى جهد كبير وسياسات كبيرة لاسيما مع وجود عدد من الاتفاقيات التي تقيد السلطة على المستوى الاقتصادي والأمني والسياسي وغيرها، مؤكداً على وجود فرصة حقيقية لمناهضة "إسرائيل" اقتصادياً ومحاولة الاستقلال عنه.

يذكر أن كافة المنتجات تتباين حسب ميزان الطلب والعرض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، حيث يصدر المزارعين إلى الأسواق الاسرائيلي من 280 لـ 300 طناً من المنتجات زراعية بما يعادل مليون شيقل يومياً.

المصدر : خاص - الوطنية