شارك العشرات في مسيرة نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الاثنين، صوب مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، رفضاً لـ"صفقة القرن" ولقوانين الضم الإسرائيلية، بمشاركة صف قيادي واسع من الجبهة الديمقراطية والقوى والفصائل الفلسطينية، وفعاليات شعبية ونقابية وشبابية ونسائية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة طلال أبو ظريفة، إن الاعلان عن "صفقة القرن" سيحمل في طياته الضوء الاخضر لدولة الاحتلال للمضي في اجراءاتها الاستعمارية الاستيطانية لضم غور الأردن وشمال البحر الميت، والاعلان عن ضم كافة المستوطنات في انحاء الضفة الفلسطينية، والذهاب ابعد فأبعد في تهويد القدس وطمس معالمها الوطنية، وتوسيع دائرة الاستيطان في احيائها القديمة، ورفع وتيرة طرد السكان المقدسيين من منازلهم وتهجيرهم خارجها لتغليب الزيادة والكثافة السكانية الاستيطانية في المدينة.
وشدد أبو ظريفة على أن الاعلان عن الشق السياسي لـلصفقة تحول خطير من شأنه أن ينقل عموم القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية وكذلك عموم المنطقة الى مرحلة جديدة شديدة الخطورة والتعقيد وبأفق ملبد بالغيوم والعواصف السياسية والتطورات العنيفة.
ونوه إلى أن ما يتم الكشف عنه من بنود رئيسية للصفقة يؤكد ان الإدارة الاميركية ستعمل على فرض حل تقدم فيه لدولة الاحتلال كل ما كانت تحلم أن يحققه لها مشروعها الصهيوني الاستعماري العنصري والقائم على التطهير العرقي.
وأكد أبو ظريفة أن تجاهل خطر الصفقة او استنكارها او ادانتها او الاستخفاف بها لا يشكل رداً يرتقي الى مستوى الحدث الكبير، بل يشكل في حد ذاته تهرباً من واجبات البحث في أسس وآليات وأدوات المجابهة الضرورية لإفشال الصفقة ومشروع اسرائيل الكبرى، وصون الشروط اللازمة لضمان نجاح المشروع الوطني والفوز بالحقوق الوطنية في العودة وتقرير المصير والاستقلال.
وقال إن تفاصيل "صفقة القرن" بخطورتها، تؤكد أن الرهان على حل سلمي تفاوضي في ظل الموازين الحالية وتحت الهيمنة الأميركية، وتشتت الحالة العربية، هو رهان فاشل، وأن الرهان على وساطات دولية كالاتحاد الأوروبي، هو أيضاً رهان فاشل، وأن السياسة الانتظارية، والمراوحة في المكان، هي سياسة مدمرة ولا تعود على المشروع الوطني إلا بالكوارث.
وبين أن المشروع الوحيد المطروح في ساحة الحل للتفاوض هو مشروع صفقة القرن التي لم تعد عناصرها تنتمي إلى عالم الأسرار، بل باتت مكشوفة، في خطها العام، وإن تباينت في بعض التفاصيل.
ودعا السلطة والقيادة وعموم الحالة الوطنية الفلسطينية إلى التعامل مع المستجدات المتسارعة، بأسلوب جديد يتجاوز حدود الرفض اللفظي للصفقة، ويتجاوز حدود الرهان على المفاوضات حلاً وخياراً وحيداً، لصالح استراتيجية جديدة وبديلة، تستعيد عناصر القوة في الحالة الوطنية الفلسطينية، وتوفر كل عناصر المجابهة والصمود أولاً، وقبل كل شيء، في مسرح المعركة أي في الضفة الفلسطينية (وفي القلب منها القدس) وقطاع غزة، والشتات والمهاجر.
ودعا كافة القوى من سلطة فلسطينية وفصائل ومكونات اهلية وشعبية لحسم الموقف بمواجهة كل التحديات وتحمل مسؤولياتها التاريخية الملقاة على عاتقها وإحداث النقلة المطلوبة في رسم الإستراتيجية السياسية البديلة، وطي صفحة أوسلو والتزاماته، لصالح تطبيق قرارات المجلسين المركزي في دورتيه (27 و28) والوطني في دورته (23)، بما ذلك إعادة تحديد العلاقة مع دولة الإحتلال، وقرارات الإجماع القيادي الفلسطيني في 25/7/2019، بوقف العمل بالاتفاقيات، واستنهاض المقاومة الشعبية على طريق التحول إلى الانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني لخوض حرب الاستقلال والتحرر من الاحتلال، وتوسيع دائرة الاشتباك في الميدان وفي المحافل الدولية، وتكليف الأجهزة الأمنية للسلطة بتوفير الحماية الأمنية للانتفاضة.
وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة، الدول العربية والصديقة بتحمل مسؤولياتها نحو الحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين بوقف كل اشكال التطبيع والتلويح بالاستعداد بتطبيع العلاقة مع دولة الاحتلال او استقبال الاسرائيليين تحت ذرائع مختلفة والتي تشكل غطاء على سياسة الاحتلال وتلحق الضرر بالمصالح الوطنية القومية العليا لشعبنا وباقي الشعوب العربية، وتتساوق مع صفقة القرن. داعياً الاحزاب العربية وباقي مكونات الحالة السياسية والجماهيرية في الدول العربية لتحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية نحو قضايا شعبنا، ومقاومة المشروع "الصهيوأميركي".
ودعا إلى التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد الإدارة الأميركية، باعتبار مشروعها للحل يشكل إعلان حرب على شعبنا وقضيته وحقوقه الوطنية. داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بفرض العزلة الدولية ونزع الشرعية عن دولة الاحتلال التي تنتهك بأعمالها اليومية قرارات وقوانين الشرعية الدولية.
وختم أبو ظريفة كلمته بضرورة إنهاء الخلافات وإعادة تنظيم الصفوف، داخل م.ت.ف، وفي عموم الحركة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسامات عبر الحوار الوطني الشامل، انطلاقاً من الحوار الفوري بين فصائل م.ت.ف.
المصدر : الوطنية