يتسائل عدد كبير من المسلمين عن امكانية صلاة الكسوف أو الخسوف منفرداً في البيت ، خصوصاً بعد إعلان هيئة الفلك عن تعرض بعض الدول الخليجية لكسوف حلقي للشمس غدا الخميس .

صلاة الخسوف والكسوف هي نوع من أنواع صلاة النفل المؤقت وذلك بسبب كسوف الشمس أو خسوف القمر، حيث تسمى بصلاة الكسوف وخسوف القمر، كما تسمى أيضاً بصلاة الكسوفين وهما سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة.

وقد اتفق علماء الفقه والدين، على أن صلاة خسوف القمر تسن جماعة في بيوت الله، كما ينادي لها “الصلاة جامعة”، وكما جاء في الصحيحين ما يؤكد ذلك، حيث قالت عائشة: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام وكبر، وصف الناس وراءه” متفق عليه.

كم عدد ركعات صلاة الخسوف
يصل عدد ركعات صلاة الخسوف ركعتين فقط لا غير، حيث تبدأ بالنية ثم تليها بعد ذلك تكبيرة الإحرام، وذلك مع البدء بقراءة فاتحة الكتاب، ويستحب الإطالة في القراءة، ثم الركوع مع الإطالة به فالقيام منه، ثم إعادة قراءة فاتحة القرآن مع الإطالة بها لكن بقدر أقصر من المرة الأولى، ويليها الركوع مع الإطالة بقدر أقل من الركوع الأول، ثم يسجد السجدة الأولى ويطيل فيها.

أما في السجدة الثانية فتكون أقصر من السجدة الأولى، ويلى ذلك القيام للركعة الثانية وتصلى كما صليت في الركعة الأولى تماماً، حيث تختتم بالتشهد والتسليم كما في الصلاة العادية، ويفضل الإكثار من الاستغفار والأذكار بعد الانتهاء من صلاة الخسوف مع رفع اليدين خلال الدعاء.

كيفية صلاة الخسوف
أعلن المذهب الحنفي على أن صلاة الكسوف والخسوف، هي ركعتان فقط مثلها مثل باقي الصلوات النفل، كصلاة العيد وصلاة الجمعة وصلاة النافلة، وتؤدي بدون خطبة أو آذان أو إقامة، أو تكرار ركوع في كل ركعة، حيث فيها ركوع واحد فقط وسجدتان اثنتان.

أما المذاهب المالكية والشافية والحنابلة، أشاروا أن عدد ركعات صلاة الكسوف والخسوف ركعتان، وفي كل ركعة ركوعان وقيامان وقراءتان وسجودان، حيث من السنة أن يقرأ المصلي في القيام الأول من الصلاة فاتحة الكتاب وسورة البقرة، وما يماثلها في الطول، أما في القيام الثاني يقرأ المصلي الفاتحة وأي من السور التي تقارب آياتها مائتي آية مثل سورة آل عمران، وفي القيام الثالث من الصلاة يقرأ سورة الفاتحة وأي من السور التي تقارب مائة وخمسين آية، وفي القيام الرابع عقب سورة الفاتحة يقرأ سورة بقدر مائة تقريباً.

الحكمة من الكسوف والخسوف :-


أنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عبادة حتى يرجعوا إليه، قَالَ : «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ جل وعلا يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا كُسِفَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ» (رواه أبو داود).

حكم صلاة الكسوف والخسوف :-


سنة مؤكدة؛ لقوله : «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا» (متفق عليه).

وقت صلاة الكسوف والخسوف :-


- وقت الصلاة من ابتداء الكسوف أو الخسوف إِلى نهايته.

- ويتم المصلي صلاته حتى لو ذهب الخسوف أو الكسوف، ولا تعاد الصلاة لو انتهى منها ولم يذهب الخسوف أو الكسوف بل يستمر المسلمون في الدعاء والاستغفار.

صفة صلاة الكسوف والخسوف :-


عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا الله وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا» (رواه البخاري).

وعلى ذلك إِذا حصل كسوف أو خسوف: ينادى للصلاة بقول: «الصلاة جامعة».

فإِذا اجتمع الناس صلى بهم الإِمام ركعتين طويلتين، يجهر فيهما بالقراءة، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة ثم سورة طويلة، ثم يركع ويطيل الركوع، ثم يرفع قائلاً: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد» ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من الأولى، ثم يركع ويطيل الركوع أقصر من الأول، ثم يرفع قائلاً: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد»... إِلخ، ثم يسجد سجدتين طويلتين، يجلس بينهما ولا يطيل الجلوس، ثم يرفع من السجدة الثانية مكبرًا، ويصلي الركعة الثانية كالركعة الأولى بقيامها وركوعها وسجودها، ولكنها دُوْنَها في المقدار، ثم يجلس ويتشهد ويسلم.

سنن صلاة الكسوف والخسوف :-


1- أن تصلى في جماعة، وإِن صُليت فرادى فلا بأس.

2- أن تكون في المسجد، ولا مانع من خروج النساء لها.

3- التطويل في الصلاة، بقيامها وركوعها وسجودها، إِلا إِذا انجلى الكسوف أو الخسوف فيتمها خفيفة.

4- أن الركعة الثانية أقصر من الأولى بقيامها وركوعها وسجودها.

5- الموعظة بعدها، وتذكير الناس بقدرة الله، وبيان حكمة الكسوف، والحث على فعل الطاعات وترك المنكرات.

6- كثرة الدعاء والتضرع والاستغفار والصدقة وغير ذلك من الأعمال الصالحة؛ حتى يكشف الله ما بالناس.

7- يجوز رفع اليدين في الدعاء في الكسوف؛ لحديث عبد الرحمن بن سمرة رضى الله عنه قال: «فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه» (رواه مسلم).

نصائح هامة :-
1-لا تُقضى الصلاة إذا لم يُعلم بالخسوف أو الكسوف إِلا بعد ذهابهما.
2-معرفة العلم الحديث لسبب الخسوف والكسوف لا يلغي أنهما آيتان من آيات الله ليخوف الله بهما عباده، فينبغي على المسلم أن يشتغل بالعبادة والتضرع إلى الله، لا أن ينشغل بالنظر والرصد للخسوف والكسوف، فعن أبي بكرة رضى الله عنه قال: «خسفت الشمس على عهد رسول الله فخرج يجر رداءه...» دلالة على شدة خوفه .

3-إِدراك الركعة في صلاة الكسوف يكون بإِدراك الركوع الأول، فمن فاته الركوع الأول وأدرك الثاني فقد فاتته الركعة، وعليه أن يقضيها بعد سلام الإِمام على صفتها.

4-تصلى صلاة الكسوف حتى في أوقات النهي.

5-لا تشرع صلاة الكسوف أو الخسوف بمجرد الخبر، بل حتى يُرى ذلك عيانًا.

المصدر : وطنية