أكد ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان "يوني بن مناحيم"، أن حركة "حماس" تواصل تحديها للمخابرات الإسرائيلية؛ من خلال خوضها حرباً نفسية سيكولوجية ضد "إسرائيل"، من خلال إظهار حالة الفوضى التي تعيشها عقب الفشل الأمني الذي وقعت فيه القوة الإسرائيلية الخاصة في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، قبل عام.

وأفاد الضابط في مقال له على موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة، أن الجهاز العسكري لـ"حماس" أقام منظومة دعائية آمنة لإدارة رسائله الإعلامية، التي باتت تشكل تحدياً جدياً أمام المؤسسة الأمنية الإسرائيلية؛ لأنه بعد مرور أكثر من عام على فشل تلك القوة الخاصة ما زالت "حماس" ترى فيه إنجازاً أمنياً لها، وتواصل عصر حبة الليمون حتى الرمق الأخير ضمن حربها النفسية الموجهة ضد إسرائيل".

وأكد أن "حماس" تسعى لإظهار التخبط الذي تعيشه وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، إلى الدرجة التي دفعت الحركة لإحياء ذكرى انطلاقتها الـ32 على وقع هذا الإنجاز الأمني، لذلك فقد دأب الجناح العسكري لها على الكشف بين حين وآخر عن معلومات أمنية جديدة.

وأشار إلى أن سعي الحركة بغزة من كشفها المستمر بين حين وآخر عن حلقات الفشل الأمني في خانيونس، يهدف إلى إثارة المزيد من العاصفة داخل "إسرائيل"، ومحاولة الاستفادة من ردود الفعل الإسرائيلية، لعلها تحصل على مزيد من المعلومات الأمنية، رغم الحظر الكامل الذي تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية على كل نشر في هذا الموضوع.

وأوضح أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية ما زالت حتى اليوم ترفض نشر صور الجنود المشاركين في تلك العملية، رغم ما قامت به "حماس" من نشر صورهم عبر الإنترنت، وهي تتابع عن كثب شبكات التواصل الإسرائيلية والحسابات الشخصية للحصول على كل معلومة، مهما كانت صغيرة، رغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تلتزم بتعليمات الرقابة العسكرية، ما قد يصعب المهمة على "حماس".

وأضاف "الكشف عن القوة الخاصة الإسرائيلية في خانيونس شكل نقطة تحول استراتيجية في عمل الجهاز العسكري لحماس، خاصة لدى منظومة الاتصالات، وهي الأكثر سرية في الحركة، وقد بنت لنفسها منظومة دفاعية أوتوماتيكية، ما يجعلها عرضة للاستهداف الإسرائيلي بين حين وآخر، لكنها فشلت في جميع محاولاتها هذه".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي استخلص الدروس من فشل عملية خانيونس، ويعمل على تقليص الأضرار الناجمة عنها، وما زالت القوات الخاصة تعمل خلف خطوط العدو، رغم الهزة الأرضية التي تعرضت لها، لكن يجب عدم الاستهتار بالقدرات الاستخبارية لحماس، خاصة منظومة الاتصالات التي تسعى جاهدة للابتعاد عن الرادار الإسرائيلي الهادف للتنصت عليها، ما يعني أننا أمام حرب عقول استخبارية وتكنولوجية، حسب قوله.

المصدر : الوطنية