اختتم، اليوم السبت، في العاصمة الألمانية برلين مؤتمر تحت عنوان "فلسطينيو أوروبا وأونروا.. الماضي.. الحاضر.. والمستقبل"، من تنظيم مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني في لندن وهيئة المؤسسات الفلسطينية والعربية في برلين والتجمع الفلسطيني في ألمانيا.
وشارك في المؤتمر حشد من الفلسطينيين والفلسطينيات المتمتعين بحقوق المواطنة الأوروبية، والذين توافدوا من مختلف بلدان القارة، كما شارك شخصيات عامة وأكاديمية وممثلون عن المؤسسات والنقابات والاتحادات والهيئات والتجمعات التي تتصدر العمل الفلسطيني في أوروبا.
كما شارك حشد من الجاليات العربية والشخصيات الأوروبية المتضامنة. واستضاف المؤتمر شخصيات أكاديمية أوروبية وأخرى عربية وفلسطينية رسمية، وناشطة قدمت من داخل فلسطين وآخرون من بلدان الشتات.
وجاء انعقاد المؤتمر متزامناً مع الذكرى السبعين لإنشاء وكالة الاونروا الذي يوافق الثامن من كانون الاول/ديسمبر 1949 وإبان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتمديد التفويض الممنوح للوكالة لثلاث سنوات اضافية وفي ظل ظروف صعبة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون داخل مخيمات وبلدان شتاتهم.
وبحث المؤتمر في أعماله وندواته وفعالياته المتنوعة واقع الشعب الفلسطيني وقضيته، إضافة لماضي وكالة الاونروا وحاضرها ومستقبلها المأمول ليتناول المواضيع بأبعادها السياسية والقانونية والإنسانية وبأطرها الدولية والعربية والفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
كما ركز المؤتمر على دور فلسطينيي الشتات عموما وفلسطينيي اوروبا على وجه الخصوص في تخفيف المعاناة الفلسطينية وتوسيع الإطار الدافع لعمل الاونروا في شتى المحطات والمجالات.
وخلص المؤتمر في ختام أعماله إلى جملة المواقف والقرارات والمبادرات والتوصيات التالية:
1) نؤكد تمسك شعبنا الفلسطيني في اوروبا وفي شتى أماكن تواجده بحقه في العودة الى ارضه ودياره التي اخرج منها والتعويض ونشدد ان هذا الحق غير قابل للنقص او الاجتزاء او التحوير او الالتفاف او الاستفتاء عليه وانه حق جماعي وفردي لا يسقط بالتقادم ومن حق شعبنا الفلسطيني ان يتابع نضاله المشروع بما تسمح به القوانين والشرائع الدولية حتى احقاق هذا الحق وغيره من الحقوق.
2) نستحضر بألم شديد النكبة الفلسطينية وما شكلته من اساس لواحدة من أكبر الجرائم الجماعية التي تعرض لها شعب من شعوب العالم لتتتابع العقود والسنوات ويستمر تشريد هذا الشعب وتكبر معاناته وتتشكل الهيئات والوكالات لتخفيف هذه المعاناة دونما احقاق للحق وعودة لهذا الشعب الى ارضه ودياره.
3) يتوجه المؤتمر بالتحية إلى أهلنا الصامدين في مخيمات اللجوء، وإلى عموم أبناء شعبنا اللاجئين، ويثمن عاليا صمودهم وتصديهم لكل المشاريع البديلة لحق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها، كما يحذر المؤتمر من خطورة التفكير بتقليص خدمات وكالة الغوث الأونروا وأثرها السلبي على الحياة اليومية لسكان المخيمات وتجمعات اللاجئين في مخيمات الشتات
4) يرى المؤتمر ان تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية الاونروا جاء متزامنا مع الايام الاولى للنكبة الفلسطينية بغية تخفيف معاناة هذا الشعب وهي بذلك شكلت واحدة من شواهد هذه النكبة الممتدة وعليه فإن طي مهمتها او ايقافه ينبغي ان يكون مقرونا بإنهاء كلي لهذه المعاناة عبر اعادة هذا الشعب الى ارضه ودياره التي هجر منها.
5) نؤكد ان الازمة المالية لوكالة الاونروا هي ازمة سياسية مفتعلة ترمي الى انهاء الاونروا وبالتالي انهاء تعريف اللاجئ الفلسطيني وبعثرة وجوده وانهاء كافة شواهد النكبة على طريق شطب حق العودة.
6) نشدد على ان اي محاولة او التفاف يستهدف كليا او جزئيا عمل الاونروا ومنابع تمويلها انما هو مخطط مكشوف يرمي الى ضرب حق عودة الشعب الفلسطيني من جهة وزيادة معاناة هذا الشعب واشغاله عن دوره النضالي من جهة اخرى علاوة على حرف الدعم المقدم لها لصالح مؤامرات وصفقات ترمي الى شطب حق العودة وكل شواهده.
7) نثمن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة القاضي بتمديد التفويض الممنوح لوكالة الاونروا لثلاث سنوات اضافية ونؤكد ان نتائج هذا التصويت الذي حاز على تأييد 170 دولة ومعارضة الولايات المتحدة واسرائيل فقط وامتناع 7 دول عن التصويت انما يؤكد اجماعا واعترافا دوليا صريحا بأهمية الدور الحيوي الذي تقوم به الاونروا كما يثبت العزلة الامريكية والاسرائيلية في مشاريعهما الاحادية لتصفية الحق الفلسطيني واستنزاف ثوابته.
8) يحيي المؤتمر كافة الدول التي صوت لصالح قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة المذكور ويدعوها الى الثبات على موقفها العادل تجاه هذه القضية وغيرها من قضايا الشعب الفلسطيني بما يضمن التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه اللاجئين حتى ايجاد حل نهائي لقضيتهم وفق القرارات الصادرة عن الامم المتحدة، كما يثمن المؤتمر الدور الهام الذي تلعبه الجمهورية الالمانية في اسناد الاونروا باعتبارها الداعم الاكبر لها
9) يوصي المؤتمر بتكثيف التواصل مع السياسيين والبرلمانيين وصناع القرار الاوروبي للحول دون ايقاف او تقليص المساعدات للأونروا والحث على زيادة دعمها خاصة في ظل وجود بيئة سياسية داعمة لذلك.
10) يطالب المؤتمر بالحفاظ على الاونروا كرمز للحقوق السياسية القانونية للاجئ الفلسطيني وداعم انساني له في اماكن متعددة كما يدعو الى تطوير عملها ليشمل تقديم الحماية القانونية والجسدية.
11) نطالب الاونروا بإطلاق نداء طوارئ عاجل للدول المانحة لتامين اغاثة سريعة للاجئين الفلسطينيين في لبنان نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا هناك.
12) يدعو المؤتمر وكالة الاونروا الى تحرك سريع لتوسيع إطار عملها بما يشمل اغاثة الفلسطينيين المهجرين خارج المخيمات المنكوبة نتيجة اوضاعهم الصعبة جدا.
13) يشدد المؤتمر على الحفاظ على صفة اللاجئ واعتماد تعريف الاونروا بتوريث صفة اللاجئ للأبناء والاحفاد، وان هذه الصفة لا تنتفي بتحصيل تبعية أخرى مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على هوية الأونروا.
14) يوصي المؤتمر بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على مبدأ الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ولضمان ذلك لا بد من الذهاب لانتخابات شاملة في الداخل والخارج لتفضي لمجلس وطني فلسطيني ينتخب مجلس مركزي ولجنة تنفيذية ورئيس وإجراء انتخابات حيث أمكن وهذا من شأنه ان يجعل الشعب يسير ككتلة واحدة في دفاعه عن الاونروا نحو استعادة حقوقه وعلى رأسها حق عودته لدياره ومدنه الذي هجر منها عام 1948.
15) يؤكد المؤتمر على الأهمية الاستراتيجية لفلسطينيي أوروبا وأهمية ان يطلعوا بدور طليعي في المشروع الوطني الفلسطيني والذود عن حقوقنا وعلى رأسها حق العودة.
هذا ويؤكد المؤتمر على سهولة إمكانية إقامة انتخابات للفلسطينيين في أوروبا وفرز ممثلين لهم ليقوموا بالتعبير عن الإرادة الجَمعيّة لهم ضمن الشعب الفلسطيني الواحد.
16) يستنكر المؤتمر الهجمة التي تعرض لها من قبل جهات مؤيدة لإسرائيل، ويؤكد على رفضه كل الاتهامات التي كالتها بعض وسائل الإعلام المنحازة للاحتلال. كما يؤكد أن مثل هذه الهجمات غير المبررة من شأنها المساس بوحدة النسيج المجتمعي المتنوع في برلين، وتضع الجالية الفلسطينية أمام مخاطر محتملة بسبب حملات التحريض ضد نشاطهم في التعبير عن رأيهم، ويؤكد المؤتمر على حقه الكامل باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق الجهات التي تقف خلف حملات التحريض ضد مؤسسات الفلسطينيين في أوروبا.
17) يدعم المؤتمر مبادرة تجمع مؤسسات المجتمع المدني العاملة لفلسطين في القارة الاوروبية بحيث تتكامل الجهود بما يحقق دعم قضايا فلسطين المختلفة ومنها موضوع وكالة الاونروا.
18) يباشر المؤتمر بالعمل على تدشين لجنة قانونية وحقوقية للدفاع عن حق العودة، تأخذ على عاتقها المبادرة بالقيام بمختلف الفعاليات والأنشطة القانونية والحقوقية الخاصة باللاجئين، وما يستتبعه معها دعم وإسناد الأونروا كمؤسسة دولية تمثل شاهداً سياسياً وتاريخياً وقانونياً على حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومأساتهم.
المصدر : الوطنية