جرى مساء اليوم الأحد في العاصمة المصرية القاهرة، توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والهيئة الوطنية للإعلام والتلفزيون المصري، لتطوير وتعزيز التعاون المشترك في مجال الخدمات الإعلامية بين فلسطين ومصر ، بحضور المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام المصري الوزير حسين زين.
وتهدف الاتفاقية، التي تم توقيعها في مقر الإذاعة والتلفزيون المصري، إلى تعزيز العمل في مجال الخدمات الإعلامية بين فلسطين ومصر، وفتح آفاق تعاون كثيرة بمختلف المجالات، وتبادل الخدمات الإعلامية وتنميتها في جميع المجالات الثقافية والفنية المختلفة.
ووقع الاتفاقية عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المستشار القانوني للهيئة لؤي علاوي، وعن الجانب المصري مسؤول القطاع الاقتصادي بالهيئة الوطنية للإعلام أمل الجندي، بحضور مدير عام الشؤون المالية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون محمود عمرو، والمستشار ناجي الناجي من سفارة دولة فلسطين.
وقدم الوزير عساف، في مستهل اللقاء، شرحا مفصلا حول الأوضاع الراهنة والمصاعب التي تواجه القضية الفلسطينية، التي تعيق العمل الإعلامي وآخرها القرار الإسرائيلي بحظر ومنع أنشطة طاقم تلفزيون فلسطين في القدس واستدعاء العاملين فيه، في خطوة خطيرة تهدف إلى حجب الحقيقة عن ممارسات الاحتلال ضد مكونات المدينة المقدسة وشعبنا الفلسطيني.
واعتبر عساف أن هذا الحظر من الاحتلال لحرية العمل الصحفي لتلفزيون فلسطين هو انتهاك لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والاعلان العالمي لحقوق الإنسان أيضا، مؤكدا أن إسرائيل لا تريد حل الدولتين فهي تدمر بشكل ممنهج إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية من خلال ضم القدس والأغوار ومنطقة "ج" وحصار غزة، بل تريد للأمر الواقع أن يستمر.
وطالب كافة الجهات العربية والدولية بالنظر بتمعن في هذه الإجراءات، والعمل على إنصاف شعبنا الأعزل الذي تنتهك حقوقه بشكل يومي من قطعان المستوطنين وجيشهم المدجج بالسلاح، مؤكدا أنه لا يحق للاحتلال منع تلفزيون فلسطين من العمل في القدس وأراضي الـ48، حيث أن تلفزيون فلسطين هو التلفزيون الرسمي للدولة الفلسطينية، وهو العين اليقظة لنقل حقيقة الانتهاكات التي تمارس من قبل الاحتلال داخل هذة المدينة المقدسة.
وثمن عساف مواقف كافة الدول التي رفضت التصريحات الأميركية حول شرعنة الاستيطان في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن القضية بالنسبة لنا ليست فقط في الاستيطان الذي هو أحد أعراض الاحتلال، بل العنوان الرئيسي لنا جميعا يجب أن يكون إنهاء الاحتلال.
من جانبه، أدان الوزير زين حظر سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمل هيئة الإذاعة والتلفزيون في مدينة القدس المحتلة، وإغلاق مكتبها، مؤكدا أن إصرار الشعب الفلسطيني أصحاب الحق أقوى بكثير من إغلاق أي منشأة إعلامية. وقال إن التلفزيون الفلسطيني مستمر وسيستمر في عمله وجميعنا نتلقى المعلومة منه.
وأضاف أن التعاون بين التلفزيون المصري والفلسطيني مستمر ولن ينقطع، وأكد دعم الإعلام المصري للتلفزيون والإعلام الفلسطيني بكافة أشكاله على الساحة، وسيتم توفير ما يحتاجه الإعلام الفلسطيني من برامج تلفزيونية وإذاعية فورا، مشددا على دعمه المطلق لأي قرار وتوجه داعم لثوابت القضية الفلسطينية.
من ناحيته، أوضح علاوي أن مذكرة التفاهم التي وقعت اليوم مع الهيئة الوطنية للإعلام والتلفزيون المصري والهيئات الاعلامية المتخصصة هي إنجاز عظيم، من خلال المهنية المتخصصة التي شكلتها الشقيقة مصر كأم للدول العربية فيما يتعلق بالمجال الإعلامي، وتعزيز لعلاقاتنا الأخوية مع الأشقاء بمصر، وهي ركيزة قوة لعلاقات وثيقة ومستمرة.
وأضاف: بناء على تعليمات الوزير عساف نعمل لأخذ فلسطين إلى العالم وجلب العالم إلى فلسطين، لدعم قضيتنا.
كما أطلع الوزير عساف، مدير عام المركز الصحفي محمد إمام، على آخر التطورات فيما يتعلق بالإعلام والانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال، وآخرها حظر عمل تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، الذي يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق القدس، وهو جزء من استهداف الإعلام الفلسطيني بشكل عام والإعلام الرسمي بشكل خاص، مثمنا وقوف المركز ودوره الكبير في دعم القضية الفلسطينية، وأن مكتب تلفزيون فلسطين بالقاهرة هو مساند للإعلام المصري.
من ناحيته، أكد إمام أن المركز الصحفي على استعداد تام لدعم أي توجه إعلامي لفلسطين، و"أن القضية الفلسطينية هي من ضمن أوليات عملنا بالإعلام الرسمي المصري، ونحن على استعداد تام لتوصيل أي رسالة إعلامية فلسطينية للمراسلين الأجانب المعتمدين بالمركز البالغ عددهم 1300 مراسل صحفي من جميع أنحاء العالم".
وقدم الوزير عساف درع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للوزير زين، كما قدم الوزير المصري للوزير عساف درع الهيئة الوطنية للإعلام المصري.
المصدر : وفا الرسمية