بعد الخلاف على وثيقة الرئيس محمود عباس التي أوصلها له رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء اليوم الأحد، عن موافقته عليها والتي تنص على إصدار المرسوم الرئاسي لتحديد موعد الانتخابات ثم عقد اجتماع وطني على المستوى الفصائلي.

وقال هنية عقب اجتماع قيادة حركته مع الفصائل في غزة، إن إصدار المرسوم الرئاسي قبل اللقاء الوطني لن يكون عقبة، أو شرط التمثيل النسبي للانتخابات وعقد لقاء وطني بعد المرسوم لن يكون عقبة كرمال وطننا قبلنا وتنازلنا لإجراء الانتخابات التشريعية وبعدها بفترة زمنية محددة الرئاسية، ونحن اليوم نقدم المرونة من أجل شعبنا وقدسنا وأسرانا ووحدتنا وأجيالنا التي تتطلع إلى إنهاء الانقسام".

آفاق ومتطلبات

وشدد على عدم التنازل عن القدس ولا تراجع عن إجراء الانتخابات، مؤكدًا أي انتخابات حتى تنجح لا بد أن تكون لها آفاق ومتطلبات، مطالبًا في ذات الوقت بضرورة احترام نتائجها، مشيرًا إلى صعوبة إبقاء المحكمة الدستورية الحالية سيفًا مشرعاً أمام الانتخابات القادمة والناخب، مؤكدًا ضرورة معالجة قضية المجلس التشريعي الحالي على أساس القانون، بحيث " ألا يحرم النواب من حقوقهم الدستورية والمعنوية والاعتبارية، ولا يعقل أن يكون النائب في نهاية الشهر بلا راتب".

وأشار هنية إلى أهمية عقد الإطار القيادي المؤقت للفصائل، وأن يكون هناك اجتماعا قياديا مُقررا في بحث الضمانات والأسس لإنجاح العملية الانتخابات، معلنًا موافقة حركته على شرط الرئيس حول الانتخابات الذي يتمثل في إصدار مرسوم رئاسي ثم عقد لقاء وطني، قائلاً:" إصدار المرسوم أولاً لن يكون عقبة وسبب من أسباب تعطيل الانتخابات".

وأردف هنية قائلاً:" لا بد أن يكون هناك آفاق ومتطلبات لإجراء الانتخابات في الضفة وغزة والقدس، فيما يتعلق بالقدس لا يمكن القبول بالتهويل والمناورة في هذا الموضوع، وإذا منع الاحتلال ذلك، يجب أن نجعل القدس محطة اشتباك سياسي مع العدو ويجب أن نفضحه أمام العالم، والأمر الأخر هو توفير الحريات اللازمة وضرورة احترام نتائج الانتخابات"، مذكرًا بالأحداث التي جرت في عامي 2006 و2007.

ورقة من المبادرة الوطنية

ولفت إلى وجود توافق وطني لإجراء الانتخابات، علمًا أنه حماس تلقت ورقة من حركة المبادرة الوطنية التي يرأسها مصطفى البرغوثي، حيث يرى أنها يمكن أن تمثل أساس يُبنى عليه وتشكل مدخل جيد لتوافق وطني فلسطيني من أجل توفير الضمانات اللازمة لإنجاح العملية الانتخابية.

وأكد هنية سعي حركته إلى تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة، وبناء نظام سياسي فلسطيني قائم على مبدأ الشراكة على كل المستويات والتوافق على برنامج وطني واستراتيجية وطنية.

وتابع بالقول:" كان من المفترض أن تجرى الانتخابات في ظل مصالحة حقيقة وحكومة وحدة، لكننا نراها اليوم بأنها رافعة للمشروع الوطني ومخرجا من المأزق الداخلي، ومدخلا لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة وصولاً إلى توفير كافة عناصر القوة والصمود لمواجهة كل الأخطار التي تحدق بالقضية الفلسطينية".

التسلسل من التنازلات

ووصف هنية ما قدمته وستقدمه حركته بشأن الانتخابات والقانون الانتخابي وطبيعة الاجتماع القادم، بـ تسلسل من التنازلات، وقال: كل هذا الأمر كرمال الوطن"، معربًا من أعماق قلبه بالوصول إلى المحطة النهائية من الانتخابات، وحتى "يتفرغ الجميع إلى بناء نظام سياسي قوي والبحث في الحوار الوطني من أجل إعادة بناء منظمة التحرير والمجلس الوطني والذي يمثل كل شعبنا في الوطن والشتات".

 

المصدر : الوطنية