في ذكرى المولد النبوي الشريف، يطلب الكثير من مدرسي اللغة العربية في المراحل التعليمة المختلفة ، من الطلاب احضار موضوع تعبير مكتمل العناصر عن "المولد النبوي" بالمقدمة والخاتمة والمحتوى .
"الوكالة الوطنية للاعلام" تنشر لكم خلال السطور التالية ، موضوع تعبير كامل العناصر عن المولد النبوي الشريف ، الذي يتضمن سرد تفاصيل حياة الرسول وأبرز المحطات الهامة في حياته وسيرته العطرة منذ ولادته وحتى وفاته .
موضوع تعبير عن المولد النبوي كامل :-
ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتيما يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من عام الفيل. يقول صلى الله عليه وسلم: “أنا دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، رأت أمي حين حملت بي كأن نورا خرج منها أضاءت له قصور بصري من أرض الشام” 1.
فهي ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكرى نذكرها ونذكر بها الأمة لأنها من أيام الله العظيمة، وذكرهم بأيام الله، ونذكرها ونذكر بها لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، نذكرها ونذكر بها لأن عهد الأمة برسول الله صلى الله عليه وسلم طويل وبعيد، فهي بحاجة لمن يُذكَرها بسيرته وحياته، بمحبته واتباعه، بأخلاقه وآدابه، بنصرة دينه والجهاد في سبيله.
ولكون رسول الله هو الرحمة المرسل للعالمين، فعلى الأمة أن تفرح به، قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ولكون رسول الله هو النعمة المُسداة، فعلى الأمة أن تُحدَث به ولا تمل ولا تكل، وأما بنعمة ربك فحدث.
ولكون رسول الله هو السراج المنير فعلى الأمة أن تسعد به في حياتها، وتستضيء بنوره في هذه الظلمات الحالكة، إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
مولاي صل وسلم دائما أبــدا
على حبيبك خير الخلق كلهــم
محمد سيد الكونين والثقلــين
والفريقين من عرب ومن عجم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
من كل هول من الأهوال مقتحم
نحتفل بذكرى مولد رسول الله حتى تتجسد فينا تلك الشخصية النبوية النورانية سلوكا إيمانيا، وعملا جهاديا، وحتى نكتشف من خلال دراسة سيرته أسرار المنهاج النبوي في التربية والتعليم، وفي التنظيم والجهاد، ما يرفع العبد إلى مقام الإحسان، والأمة إلى حيث تنال شرف الخلافة في الأرض.
نحاول من خلال هذه السطور أن نسلط الضوء على جانب من جوانب شخصه الكريم رغم عجزنا عن استيفاء حقه، وهو جانب الخيرية من خلال مقطع من غزوة ذات الرقاع، الشاهد فيه قول غورث بن الحارث: جئتكم من عند خير الناس.
عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: “كُنَّا مَعَ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بذاتِ الرِّقَاعِ، فإذا أتينا على شجرةٍ ظَلِيْلَةٍ تركناها للنَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فنزل رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فتفرَّقَ النَّاسُ في العَضَاةِ، يَستظلُّون بالشَّجرِ، ونَزَلَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- تحتَ شجرةٍ، فعلَّق بها سيفَهُ. قال جابرٌ: فنمنا نومةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ المشركينَ: فاخترطَ سيفَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فَقَالَ: أتخافني؟ قال: (لا)، قال: فمن يمنعك مني؟ قال: (الله). قال جابر: فإذا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يدعونا، فجئنا، فإذا عنده أعرابي جالس. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صَلْتًا. فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فها هو ذا جالس)، ثم لم يعاتبه رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-”.
وفي رواية أبي عوانة: “فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال الأعرابي: أعاهدك على ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فجاء إلى قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس”.
وفي روايةِ البُخاريِّ “قال مسدد عن أبي عَوَانةَ عن أبي بشرٍ: اسم الرجل غَوْرَث ابن الحارث”.
خير الناس كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهد بذلك الأعداء مثل الغوث بن الحارث، وإلا فالله تعالى شهد له قبل ذلك بأنه خير خلق الله وأكرمهم عنده. عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: “هبط جبريل عليه السلام فقال: إن ربك يقول: إن كنت قد اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا” 2.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “جلس أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون، قال بعضهم: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر: موسى كلمه الله تكليما، وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر: آدم اصطفاه الله، فخرج عليهم رسول الله وقال: “قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك، وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روح الله وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر”” 3. جئتكم من عند خير الناس شهادة نطق بها العدو لما رأى من اجتماع كل أوصاف الخير في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو خير الناس اسما ونسبا وخلقا وخُلقا وذكرا وفي كل شيء.
مقدمة عن المولد النبوي الشريف قصيرة :-
ذلكم رسول الله؛ صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل، خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبابه، وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدل القضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده؛ اختصه الله بكل خلق نبيل؛ وطهره من كل دنس وحفظه من كل زلل، وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته.
اعترف كل من عرفه حق المعرفة بعلو نفسه وصفاء طبعه وطهارة قلبه ونبل خلقه ورجاحة عقله وتفوق ذكائه وحضور بديهته وثبات عزيمته ولين جانبه.
حبيبي يا رسول الله إنْ كان هُناك من قائد فأنت القائد يا رسول الله محمد “صلّ الله عليه وسلم”، وإن كان هناك من يستحق الثّقة والجمال فأنتَ الأيقونة لذلك، لمَوتك رهَبة وهَيبة، وفي حياتك العبرة، ويوم القيامة من يديك الشريفتين نسأل الله أن يرزقنا رشفة ماء لا نَظمأ بعدها أبداََ، أنت الخلاص من الظلم، وأنت من أخرجتنا من ظُلم عبادة الأصنام والأوثان إلى عبارد رب العباد، فالله “عز وجل” هُو أحق من يستحقّ الشكر والثّناء والحب لما يعطينا من عطاء، ولما يرزقنا من ماء وشراب بلا حول منا ولا قُوة؛ لنكون في ذلك عالمين بقدر جمال هذا النبي الذي أرسله الله “عز وجل” والذي يقع على عاتقنا أن نحتفل بمولده وهو المولد النبوي الشريف الذي نقف له بيدِِ حانية وبِعَينِِ دامعة شوقاََ إلى ذاك النبي الأمّي الأطهر محمد بن عبدالله “عليه أشرف الصلاة وأتم التسليم.
وفاة النبي الشريف صلى الله عليه وسلم :-
لقد تزوج نبينا السيدة “خديجة بنت خويلد” وكان قد بلغ الخامسة والعشرون من عمره، وذلك قبل أن يبعث فأنجبت له “القاسم، ورقيه، وزينب، وأم كلثوم” هؤلاء أنجبتهم قبل البعثة، أما بعد البعثة فقد أنجبت “عبد الله”. وقد كانت بعثة النبي الشريف صلى الله عليه وسلم عندما بلغ من العمر أربعين سنة، وقد كانت السيدة خديجة هي أول من آمن به من السيدات، أما أول من آمن به من الرجال فكان “أبو بكر الصديق”، أما أول من آمن به من الصبيان فكان “عليَّ بن أبي طالب”، وبقي النبي الشريف صلوات الله وسلامه عليه ثلاث سنوات في مكة وهو يكتم أمره ويدعو الناس في السر إلى الإسلام. وفي هذه الفترة أمن به عدد قليل من الناس، فلما أمر بإبلاغ الدعوة جهرًا فقامت قريش بإزائه هو وأصحابه، وظل يعانون من ألوان العذاب التي ذاقوها إلى أن هاجروا من مكة إلى المدينة، ومرت العام ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحًا في العام العاشر من الهجرة وقد نصرهم الله بعد أن خرجوا مضطهدين وأظهر الله دينه وأعوز نبيه.
وفي العام الذي يليه توفي النبي الشريف صلى الله عليه وسلم وكان ذلك موافق 12 من ربيع الأول 11 هجريًا، وكان قد بلغ من العمر 63 عامًا.
المصدر : وطنية