أكد السفير الإسرائيليّ السابِق في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة مايكل أورن، أنّ السيناريو الذي ناقشه المجلس الوزاريّ الإسرائيلي المُصغَّر للشؤون الأمنيّة والسياسية "الكابينيت" خلال الأسبوع الماضي يتعلّق بالحرب القادِمة والوشيكة جدًا بين الاحتلال من ناحية وإيران، وسوريا، وحزب الله وحماس من الجهة الأخرى.

وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن أحد القادة من المُستوى السياسيّ والأمنيّ قام بتسريب هذه "المعلومات الخطيرة" للسفير.

ولفت الدبلوماسي الإسرائيلي السابق في مقالة بمجلّة (أتلانتيك) الأمريكيّة إلى أن جيش الاحتلال يقوم بالاستعداد للسيناريو التالي وهو توجه دولة الاحتلال بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لموقعٍ إيرانيٍّ حسّاسٍ للغاية، وبعد ذلك يقوم أحد الوزراء الإسرائيليين بالتصريح عن الهجوم وازدراء إيران وإهانتها عندها تقوم طهران بتوجيه الصواريخ الباليستيّة المُجنحّة إلى العمق الإسرائيلي، والتي تتمكّن من اختراق منظومات الدفاع الإسرائيليّة، ونتيجةً لذلك فإنّ هذه الصواريخ تُصيب بدقّةٍ.

وأضاف "تقوم إسرائيل بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ مُؤلمةٍ ومُوجعةٍ للمقّر الرئيسيّ لحزب الله اللبنانيّ في الضاحية الجنوبيّة من العاصمة بيروت".

وتابع السفير أورن على أنّه بعد القصف الإسرائيليّ لمقّر حزب الله بالضاحية الجنوبيّة تبدأ ما أسماه بالحرب الحقيقيّة "الأعداء، وبشكلٍ خاصٍّ إيران وحزب الله يُباشِرون بإمطار الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة بالصواريخ ذات المدّيات المُختلِفة بحيث يصل عدد الصواريخ التي تُطلَق يوميًا باتجاه العمق الإسرائيليّ إلى أربعة آلاف صاروخ".

ونبه إلى أن هذه الصواريخ ستؤدي إلى انهيار منظومة الدفاع "القبّة الحديديّة" بسبب الضغط وعدم قدرتها على تحمّل هذا الكم من الصواريخ، على حدّ تعبيره.

وأكّد أورن في مقاله، الذي تناولته أيضًا اليوم صحيفة "هآرتس" على أنّ الصواريخ الإيرانيّة الدقيقة جدًا، والتي ستسقط في عمق الاحتلال ستتسبب بأضرارٍ هائلةٍ وستزرع الدمار الشامِل في "إسرائيل" لأنها قادرةٌ على التغلّب على منظومة الدفاع المُسّماة إسرائيليًا (كيلاع دافيد)، والتي يبلغ سعر الصاروخ الاعتراضيّ الواحِد نحو مليون دولارٍ.

ولفت إلى أن الهجوم الصاروخيّ الإيرانيّ والذي سيتلّقى المُساعدة من حزب الله اللبنانيّ سيؤدّي إلى إصابة مطار (بن غوريون) الدوليّ وإخراجه عن العمل، الأمر الذي سيدفع لإغلاقه فورًا، كما أنّ الصواريخ الدقيقة ستُصيب المرافئ الإسرائيليّة وتؤدّي إلى إغلاقها.

وتابع "ستتحوّل إسرائيل إلى دولةٍ مشلولةٍ، ومعزولة عن العالم، فالأمر لن يتوقّف عند هذا الحدّ، بل ستتعرّض لهجومٍ سيبرانيٍّ واسعٍ الأمر الذي سيؤدّي لتعطيل كُلّيّ لشبكة الكهرباء وبنيتها التحتيّة".

والأسبوع الماضي عقد (الكابينيت) الإسرائيلي جلستان على مدار يومين استمرتا أكثر من 5 ساعات باليوم ناقش، دون الكشف عن تفاصيل ما جرى بها.

اقتحام لفلسطين من لبنان وغزة

وذكر السفير الإسرائيلي أنه حسب السيناريو فإن مسلحي حزب الله وحركة حماس سيهاجمون المستوطنات الإسرائيلية في شمال وجنوب فلسطين المحتلة عام 1948، فيما سيتوقّف الاقتصاد الإسرائيليّ عن العمل بشكلٍ كاملٍ.

ووفقًا لمقال السفير الإسرائيليّ السابِق في واشنطن، فإنّ المُستشفيات الإسرائيلية ستضطر على وقع الهجوم الصاروخيّ المُكثّف إلى العمل تحت الأرض، فيما ستتلبّد السماء جرّاء انتشار الموّاد الكيميائيّة السامّة.

وأوضح أنه بحسب السيناريو فإن "ملايين الإسرائيليين سيضطرون إلى النزول والاختباء في الملاجئ، فيما سيتم إخلاء مئات الآلاف في الشمال والجنوب إلى مناطق آمنةٍ خشية أنْ يتعرّضوا لهجومٍ المسلحين".

وذكر السفير أورن أنه بالإضافة إلى ذلك فإنّ جميع الشركات الإسرائيليّة، وتحديدًا التكنولوجيّة، ستتوقّف عن العمل كُليًّا.

وقال إنّ حربًا ستندِلع على الأرض على الحدود مع لبنان وقطاع غزّة، فيما ستُطلَق الصواريخ طويلة المدى على إسرائيل من سوريا، العراق، اليمن وإيران، وهي مناطق تقع خارج "حدود" تغطية سلاح الجوّ الإسرائيليّ، الذي سيضطر إلى التعامل مع منظومات الدفاع الجويّة أيْ صواريخ أرض-جو روسية منصوبة في سوريا.

وفي تعقيبه على ما ورد في مقال السفير أورن، قال المُحلّل في صحيفة (هآرتس) روغل ألفير مُوجِهًا كلامه إلى الإسرائيليين: خفتم؟ أنتم على حقٍّ، إذا فكّرتم أنّ حرب أكتوبر 1973 كان هناك خطرًا بأنْ تُشطَب "إسرائيل" عن الخريطة.

ونبه إلى أن السيناريو الذي تمّت مُناقشته في المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر الأسبوع الماضي يجعل من حرب 73 لعبة أطفالٍ مُقارنةً بما سيحصل للدولة العبريّة.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أنّ "إسرائيل تُهدِّد بإعادة لبنان إلى العصور الحجريّة، لكن بعد الاطلاع على السيناريو، فإنّ الحديث يدور عن انتحارٍ جماعيٍّ بدول الشرق الأوسط".

واختتم بالتساؤل: مَنْ هو المسؤول الذي قام بتسريب ما أسماه بسيناريو الرعب إلى السفير أورن: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمْ القائِد العّام لجيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي؟.

المصدر : الوطنية