قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، اليوم الأحد، إن مسلحا ثالثا شارك في الهجوم الدامي على متحف باردو الأربعاء الماضي الذي راح ضحيته 23 شخصا بينهم المهاجمان، وذلك عقب تصريحات له أقر فيها بوجود خلل أمني. وأكد السبسي ما جاء في تقارير عن مشاركة مسلح ثالث مع المهاجميْن اللذين قتلتهما قوات الأمن، قائلا "كان هناك ثلاثة (منفذين).. لقد تم التعرف عليهم بكاميرات المراقبة (..) قُتل اثنان، لكن، هناك شخص لا يزال طليقا حتى الآن". وردا على سؤال بشأن هذا الرجل: هل لا يزال فارا؟ أضاف "بمطلق الأحوال لن يذهب إلى مكان بعيد جدا". وجاءت تصريحات السبسي في مقابلة تلفزيونية مع راديو "أوروبا 1" وصحيفة “لوموند" وتلفزيون "إي تيلي".

بلاغ تفتيش

وقد تحدثت السلطات عن مسلحين اثنين هما جابر الخشناوي وياسين العبيدي، اللذين قتلا بأيدي قوات الأمن. وأعلنت الداخلية السبت أنه يجري التفتيش عن ماهر قايدي، ودعت المواطنين للمساعدة بالعثور عليه، مشيرة إلى أنه "عنصر إرهابي خطر (..) يجري البحث عنه في إطار العملية الإرهابية بمتحف باردو" لكن لم يعرف على الفور هل هو ذاته الشخص الذي أشار إليه الرئيس.

وجود خلل

وكان السبسي قد أقر في تصريحات سابقة بوجود "خلل" في الأجهزة الأمنية أدى إلى سهولة القيام بالهجوم على متحف باردو، وذلك في مقابلة نشرها أمس السبت الموقع الإلكتروني لمجلة "باري ماتش" الفرنسية. وبيّن أن "الشرطة والمخابرات لم ينسقا تماما من أجل فرض الأمن في متحف باردو" مشيرا مع ذلك إلى أن الأجهزة الأمنية "تحركت بطريقة فعالة جدا من أجل إنهاء الاعتداء على متحف باردو بسرعة، وتحاشوا بالتأكيد سقوط عشرات القتلى الإضافيين لو تمكن الإرهابيون من تفجير أحزمتهم الناسفة".

حصيلة الهجوم

يُذكر أن الهجوم أوقع 23 قتيلا، موزعين بين عشرين سائحا أجنبيا وعنصر من وحدات مكافحة "الإرهاب" التونسية إضافة إلى المسلحين الخشناوي والعبيدي، مما دفع السلطات لاتخاذ حزمة من الإجراءات الأمنية تشمل إشراك الجيش بحماية المدن الكبرى. وتبنى الهجوم تنظيم الدولة الإسلامية، في تسجيل صوتي نشر بمواقع الإنترنت، وشككت واشنطن في هذا الإعلان. بدورها نشرت ما تسمى "كتيبة عقبة بن نافع" التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تفاصيل عن العملية، دون أن تتبناها بصورة صريحة. ووفق تقارير إعلاميين، فإن بعض من اعتقلوا في الحملة الأمنية التي تلت الهجوم أشخاص من العائدين من سوريا حيث كانوا على الأرجح يقاتلون في صفوف بعض الفصائل المعارضة.

المصدر :