"متوقفيش وكملي شغل دايماً، إنتي عندك موهبة لازم تحافظي عليها" بهذه الكلمات التي ينصحها بها أفراد عائلتها بشكل دائم ومنذ نعومة أظفارها، انطلقت الفنانة التشكيلية الشابة غدير أبو روك من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة للتعبير عن ذاتها وعن حاضر مدينتها وأشكال الحياة المتنوعة فيها.

استطاعت أبو روك تحويل ذكرياتها وأحلامها وأعوام من التجربة الشخصية وما تبقى من طموحها، إلى لوحات ورقية وغيرها من القطع الفنية التي تحفز الناظر وتعطيه تواصلاً وشعوراً كاملاً وكامناً بإيجابية التجربة أو حتى سلبيتها.

الإتقان في مزج الألوان لإنجاز لوحة فنية تضج بالحياة باستخدام عدة مواد متواضعة، لا ينفي جانب المأساة والمعاناة التي عاشها ويعيشها عموم فناني القطاع، كون غالبية الأعمال الفنية مستوحاة من تلك الجوانب التي عاشها وما زال يعيشها أبناء الشعب كافة، خصوصاً في هذه المرحلة غير الطبيعية في تاريخه وعلى كافة الأصعدة.

تحدثت "الوطنية" مع الفنانة التشكيلية بحثاً عن عدة إجابات حول بدايتها وتجربتها الفنية وطموحها وبعض الصعوبات التي واجهتها وتواجهها لتقول: بدأت القصة خلال حياتي كطفلة في المدرسة تحب حصة الرسم وتنتظرها بشغف للرسم على دفتر الفنون الجميلة الخاص باستخدام بعض الألوان الخشبية التقليدية، وصولاً إلى مرحلة الجامعية لتتخصص في دراسة الفنون الجميلة.

وتروي أبو روك أن تلك المراحل "الابتدائية والاعدادية" ساهمت في تطورها بشكل متوازن، رغماً عن اقتصارها على بعض الخربشات وتلوين الزخارف المطبوعة وغيرها من أشكال الفن البدائية التي مكنتها من التعرف الكبير على الألوان والتفريق بين أنواعها واستخداماتها للتمكن خلال دراستها الجامعية من البحث أشكال فنية جديدة أو البحث عن شكلها الخاص في مجال دراستها.

وتضيف " الصعوبات تكمن في مدى التمكن من ممارسة أكتر من أسلوب مع قلة الأدوات المتوفرة، لكنني دائماً ما أحفز نفسي وأقول ما فيه شيء ممكن اتصعب منه، وبعد ذلك أصبحت عائلتي تحب رؤية أعمالي النهائية وتستمر في تحفيزي بقوة دائماً"

الأن تستطيع الفنانة غدير التعامل بسهولة في كافة الأوساط الخارجية، وفتح آفاق العمل الذاتي خدمةً لمشروعها ولنفسها، من خلال عقد عدة ورشات عمل والمشاركة في عددٍ من المعارض المحلية والدولية، وكذلك التعاقد مع شركات المفروشات والديكور لتصميم بعض الأفكار الجمالية.

 

 

المصدر : الوطنية - فادي باورد