حذرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، من أي مغامرات خطيرة في الشرق الأوسط، مؤكدة أن أي صراع بين الولايات المتحدة وإيران ستكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف في المنطقة، فيما أعلنت الكويت عن الشروع في إعداد خطط أمنية لحماية موانئها الرئيسية.
وأضافت موغيريني في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي، محمد الحكيم، أمس السبت، خلال زيارة لبغداد أن الاتحاد يقدر ويدعم سياسة العراق الساعية للحفاظ على علاقات طيبة مع كل جيرانه.
والتقت المسؤولة الأوروبية خلال الزيارة أيضاً برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح.
وأوضحت أن الاتحاد يدعم تماماً جهود العراق لنزع فتيل التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، موضحة أن أي صراع سيكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف.
وقالت "تحدثت أنا والوزير باستفاضة عن التوتر المتزايد حول العراق، والحاجة أولا وقبل أي شيء إلى تجنب التصعيد، وتجنب أي حسابات خاطئة قد تفضي إلى عواقب خطيرة للغاية بالنسبة للعراق أولا وقبل كل شيء، وما وراء ذلك أيضا".
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يؤيد مقترح العراق بعقد مؤتمر إقليمي بين إيران ودول الخليج خاصة السعودية والإمارات.
وقالت "التجربة الأوروبية تقول إنه حتى في أصعب الأوقات من الأفضل دوماً الجلوس والتحدث، بدلا من الدخول في طرق المجهول التي قد تكون خطيرة على الجميع".
وتأتي زيارة موغيريني في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بالضلوع في هجمات على ناقلات نفط بالخليج مؤخرا واقترب البلدان من حافة مواجهة عسكرية مباشرة الشهر الماضي بعدما أسقطت طهران طائرة مسيرة أمريكية وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب برد انتقامي لكنه ألغى ضربة جوية في اللحظة الأخيرة.
وفي العام الماضي، قرر ترمب سحب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015.
وشددت واشنطن العقوبات على إيران وردت الأخيرة برفع تخصيب اليورانيوم فوق المستوى الذي ينص عليه الاتفاق النووي.
ولا تؤيد الدول الأوروبية العقوبات الأميركية بشكل مباشر، لكنها عجزت عن الخروج بوسائل تتيح لإيران تفادي العقوبات.
ووضع التوتر بغداد، التي تعد واشنطن وطهران أكبر حلفائها، في وضع مربك يهدد أمنها بشكل مباشر.
ويعتمد العراق على الولايات المتحدة في المساعدة الأمنية ويستورد الطاقة والسلع الحيوية من إيران.
وساعدت واشنطن وطهران الحكومة العراقية في الانتصار على متشددي تنظيم "داعش"، بعدما سيطروا على ثلث البلاد في فترة من الفترات.
وسينتقل أي صراع عسكري بين واشنطن وطهران بشكل شبه مؤكد إلى العراق، الذي يوجد به قوات أميركية وفصائل مؤثرة متحالفة مع إيران.
المصدر : الوطنية