أعلن قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر، انطلاق ما سماه بـ "تحرير طرابلس" وتقدم قواته صوب العاصمة، بالتزامن مع إعلان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، النفير العام لمواجهة التصعيد العسكري لقوات حفتر، وإغلاق كل الطرق والمداخل المؤدية إلى طرابلس.
وقال حفتر، عبر موقع "فيسبوك" إن قواته ستتقدم وستدخل بكل ثقة وسلام مرافق العاصمة طرابلس، مضيفاً أن "طرابلس أمانة في أعانقكم".
وطالب في تسجيل صوتي له، سكان طرابلس إلقاء السلاح ورفع الراية البيضان لضمان سلامتهم وأمنهم، في الوقت ذاته طالب مقاتليه بالحافظ على السكان والمرافق العامة والضيوف الأجانب.
ولفت إلى أن هذه العملية التي أطلق عليها "تحرير طرابلس" تأتي استجابة لنداءات أهالي طرابلس الصابرين، حسب وصفه.
من جانبه، أمر رئيس حكومة الوفاق الوطني السراج، القوات الجوية ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان والحرس الرئاسي ومناطق عسكرية أخرى لرفع درجة الاستعداد القصوى، والتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين من الجماعات التي وصفها بـ "الإرهابية الإجرامية".
ومن الجهة الأخرى، أعلنت كتيبة مدينة مصراته ذات القوة الضاربة في غرب البلاد أن كل المكونات العسكرية والثورية والمدينة فيها مستعدة للدفاع عن الوطن، حسب تعبيرها.
وأوضحت الكتيبة، في بيان لها، أن ما وصفته بـ "التمرد المستبد" من قوات حفتر وأعوانه ومحاولة التمدد في المناطق الغربية، يهدف لتنصيب حفتر حاكماً على ليبيا.
ووفقاً لقناة "الجزيرة" فإن قوات مدينة مصراته تتمركز في منطقة تاجوراء بالعاصمة طرابلس، مضيفةً نقلاً عن مصادر عسكرية قولها "إن قوات المدينة ستتوجه لمنطقة وادي الربيع، وبلدية قصر بن غشير جنوب العاصمة".
يذكر أن هذه التطورات جاءت بعد سيطرة قوات موالية لحفتر على مدينة غريان التي تبعد ما يقارب 100 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس، والتي لها دور كبير وحيوي في حماية وتأمين العاصمة من الناحية الجنوبية.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أطراف النزاع إلى وقف التصعيد، مؤكداً أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وليس هناك حل بديل عن الحوار السياسي.
وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي عقد في قلب العاصمة الليبية طرابلس بمجمع الأمم المتحدة فيها "إنني أوجه نداءً قوياً ومباشراً لجميع الأطراف إلى ضرورة التصعيد".
إلى ذلك، قال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بقلق عميق إزاء الحشود العسكرية في ليبيا والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها.
وحث الاتحاد جميع الأطراف على التهدئة فوراً ووقف جميع الأعمال الاستفزازية، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية.
وكما حث الجميع إلى انتهاز فرصة زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، والانخراط بروح توافقية من أجل تجنب المزيد من سفك الدماء.
المصدر : الوطنية