وصف القيادي في حركة "حماس" غازي حمد، خطوة حركة "فتح" نحو تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة محمد اشتية بـ "العملية الانفرادية"، قائلاً إن الأخيرة لم تجد لها أي حليف من فصائل منظمة التحرير للانضمام لهذه الحكومة، بالإضافة رفض حركتي الجهاد الإسلامي وحماس لها.
وفي مقابلة خاصة أجرتها "الوطنية" معه، أضاف حمد:" كان من المفترض أن تكون الحكومة بمحل اجماع وطني، نظرًا لأننا نعيش في حالة استثنائية تحت الاحتلال".
وشدد على تغليب التوافق والاجماع الوطني من أجل وجود سلطة وحكومة ومنظمة قوية، مشيراً إلى أن "حماس" كانت تتوقع قدوم حكومة وحدة وطنية قوية، تكون قادرة على القيام بمهامها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن تكون جزء من مشروع التحرر الوطني، وهذا ما كانت تتمناه حركته من "فتح".
وأعرب حمد عن أسفه، من تشكيل الحكومة بالطريقة التي وصفها بـ "المنفردة"، معتقداً أنه سيضفي عليها كثير من حالات الضعف وعدم القدرة على القيام بمهامها الموكلة إليها.
وشدد على أنه يجب أن تكون المسؤولية الوطنية أكبر من قضية تشكيل حكومة، ويجب أن يكون العنوان الأساسي هو عنوان وطني وبحث كيفية إعادة منظمة التحرير والعلاقات الوطنية الفلسطينية لكي نؤسس مشروعاً وطنياً فلسطينياً".
واعتبر أن "مسألة الحكومة قد تكون سهلة وبسيطة، "لكن يجب أن توضع الأولوية أولاً للمشروع الوطني الفلسطيني"، بحسب حمد.
وحول رغبة "فتح" من تشكيل الحكومة، اعتقد حمد أن تكون لأسباب كثيرة أولها وجود قناعة بأن المصالحة وصلت إلى طريق مسدود.
وأضاف:" للأسف الشديد تغلق الطريق أمام المصالحة بهذا الأسلوب، لقد كان من الممكن أن تستمر حوارات المصالحة ولقاءات الفصائل الفلسطينية من أجل أن نصل إلى صيغة أوسع لأن قضيتنا ليست قضية حكومة".
وتابع حمد حديثه:" هناك قضية تتعرض لمخاطر كبيرة جدًا، وهناك صفقة قرن واستيطان وتطرف إسرائيلي".
ولفت إلى أن فرض الأمور بطريقة أسماها الأحادية على الحالة الفلسطينية، في ظل رفض معظم أو غالبية الفصائل، يضع علامات استفهام كثيرة حول حركة "فتح" وقدرتها على إدارة الشأن الوطني والداخلي.
وتمنى وكيل وزارة الخارجية في غزة، بأن يفتح كل الأبواب لأي حكومة تشكل بالتوافق الوطني، وقال:" للأسف الشديد تقزيم وحصر هذه الحكومة في داخل مربع حزبي واحد، سيضع علامات استفهام كثيرة حول قدرتها على القيام بمهامها الكبيرة سواء القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية".
وسُئل حمد عن دور مصر في مسألة الحكومة الجديدة، ليجيب:" دخلنا مع المصريين في حوارات كثيرة، وقلنا لهم عدة مرات إنه يجب أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية لكي تقوم بإجراء الانتخابات، لكن للأسف هذا الخيار قوبل برفض من فتح، بالإضافة إلى طرحها الآن فقط انتخابات تشريعية دون انتخابات رئيسية ومجلس وطني".
المصدر : خاص_ الوطنية