حذر جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، الحكومة الإسرائيلية من احتمال حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية، بسبب القرارات التي تتخذها الحكومة على خلفية انتخابات "الكنيست"، إضافة إلى الوضع الاقتصادي السيء في الداخل المحتل.

وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن من بين القرارات التي اتخذتها الحكومة والتي من شأنها أن تقود إلى تصعيد، قرار خصم نصف مليار شيكل من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية بزعم دفعها للأسرى وأسر الشهداء.

ونوهت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن السلطة الفلسطينية لن تتوقف عن دفع رواتب الأسرى، وأن إيقاف هذه الرواتب من شأنه أن يثير نقمة بين الأسرى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في أجهزة الأمن قولها، إن هناك أسباب أخرى قد تقود إلى تصعيد في الضفة، بينها تغيير القيادة الفلسطينية.

وقال أحد هذه المصادر إن "القيادة الحالية ضعيفة وتمتنع عن القيام بخطوات ملموسة ضد إسرائيل، وهذا الأمر أدى إلى أزمة ثقة مع سكان الضفة"، وفق ما ذكره موقع "عرب 48".

وأكدت الصحيفة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية استعرضت، مؤخرا، أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) تقارير حول سيناريوهات يمكن أن تقود إلى اشتعال الوضع في الضفة.

وأوضحت هذه التقارير، أن الوضع قد ينفجر على خلفية قومية، ويتحول إلى مواجهة على خلفية دينية، كإعادة نصب بوابات إلكترونية لاكتشاف المعادن عند مداخل المسجد الأقصى، أو حدوث استياء كبير بين الفلسطينيين إثر طرح الإدارة الأميركية لخطة "صفقة القرن"، وفق الصحيفة.

واعتبرت أن اندلاع مواجهات في الضفة من شأنها أن تعزز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وشددت الصحيفة على أن شعور الفلسطينيين، منذ إقامة جدار الفصل العنصري هو فقدان للأمل، بسبب عدم وجود أفق سياسي بالإمكان التمسك به، مشيرة أن الجمهور الفلسطيني ينظر إلى "صفقة القرن" على أنها مؤامرة إسرائيلية أميركية.

وإزاء الوضع الاقتصادي الصعب في الضفة، قالت الصحيفة إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والجيش الإسرائيلي يطلبان تخفيف شروط دخول نحو 100 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل "الخط الأخضر" وفي المستوطنات.

وفي سياق آخر، فإن الوضع في قطاع غزة قابل للاشتعال بشكل كبير، حيث تشير التقديرات لوجود احتمال كبير بتصعيد بين حركة "حماس" و"إسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى أقوال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بأنه ينبغي الاستعداد في الجبهة مع غزة في الأمد القريب، وأنه صادق على خطط عسكرية لشن عدوان على غزة.

وترى دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن "حماس" تسعى إلى تصعيد من أجل طرح قضية الوضع الإنساني المتردي في القطاع على الأجندة الدولية، بعد أن وصلت المحادثات بهذا الخصوص إلى طريق مسدود، بحسب الصحيفة.

 

المصدر : الوطنية