يظهر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، باستمرار في برامج قناة "الجزيرة"، لكن مشاركته ليلة أمس في برنامج فيصل القاسم "الاتجاه المعاكس" مع ضيف إسرائيلي، أثارت غضب حركة فتح والمؤيدين لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاء هذا الغضب العارم ضد الأقطش، ليس لأنه قبل أن يشارك في البرنامج وأحد ضيوفه الكاتب الإسرائيلي "ايدي كوهين"، بل لأنه شن هجومًا حادًا على منظمة التحرير الفلسطينية، واصفاً إياها بـ الماسونية.

وتهجم الأقطش في حلقة البرنامج التي حملت عنوان "تاريخ وواقع التطبيع العربي مع إسرائيل"، قائلاً إن الأنظمة العربية بما فيها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، صنعتموها في الماسونية العالمية ( للكاتب الإسرائيلي)، لتكون سنداً لكم ولكي تحمي هذه الدولة، في إشارة إلى إسرائيل.

وأكمل حديثه عن المنظمة:" أنا أعلم وهو يعلم أن هذه الأنظمة بما فيها منظمة التحرير التي قال عنها عزام الأحمد هي قدسنا، لقد أنشئت وهي تقوم بعملية تمثيل على مدار التاريخ، وهي العداء في الظاهر، والحقيقية كانت تقوم على تثبيت الكيان،، المنظمة والسلطة حصلتا في الانتخابات الأخيرة عام 2006 على أقل من 20% في التمثيل النسبي، هذا يعني أن الشعب لا يرى فيها أنها ممثلة له، في المقابل فازت حماس منفردة بـ 60%، دون الجهاد الإسلامي والدعوة وحزب التحرير وعشرات الأحزاب السياسية الأخرى".

وما تفوه به الأقطش، أجبر مدير المكتب الإعلامي_ بمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، منير الجاغوب يوم أمس، على وصف ما حدث على برنامج "الاتجاه المعاكس" بـ المعيب والمؤسف، حيث طالب الأقطش بالاعتذار للشعب الفلسطيني عما بدر منه من إساءات للقضية والشعب والقيادة، على حد قوله.

وفي الصباح، نشر الجاغوب مقطعاً مصوراً على موقعه عبر فيسبوك، وكتب عليه: طلاب جامعة بيرزيت ينظمون وقفة احتجاجية ضد أستاذ العلوم السياسية نشأن الأقطش لمشاركته في برنامج الاتجاه المعاكس مع الصهيوني ايلي كوهين.

وظهراً، أصدرت حركة فتح بيانًا شديد اللهجة على ما حدث في برنامج القاسم، ردت فيه الأقطش دون ذكر اسمه، قائلةً على لسان المتحدث الرسمي باسمها وعضو المجلس الثوري فيها أسامة القواسمي، إن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من القول إن منظمة التحرير الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني.

وأيضاً قالت الحركة، إن العملاء والخونة وأصحاب الأجندات الخاصة، الذين يشترون ويباعون بالمال، هم من تتقاطع مصالحهم الدنيئة مع مصلحة الاحتلال، معتبرةً أن خروج فلسطيني على الإعلام مع صهيوني متطرف، وهما متفقان على أن "منظمة التحرير لا تمثل الفلسطينيين"، انحدار أخلاقي ووطني وديني.

فيما أكدت أن الخلاف الداخلي يجب ألا يكون سيفا مسلطا على رقبة الشعب الفلسطيني، وأن مشاركة الاحتلال في محاربة الهوية الوطنية الفلسطينية، وخيانة دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لكي يكون لفلسطين عنوان وهوية، وأن التعاطي مع رواية الاحتلال الإسرائيلي في ضرب وحدانية التمثيل، هو ضرب من ضروب الخيانة للوطن، هذا ما عبرت عن "فتح" في بيانها.

أما الأقطش على صفحته الشخصية عبر فيسبوك، أكد رفضه التطبيع مع الاحتلال، مع عدم اعترافه بالاحتلال على أي شبر من فلسطين، مشدداً على أنه لن يقبل، ألا بأن يكون مع قرار جامعة الشهداء، ولا يبرر ما حصل.

وهذا ما كتبه حرفياً: إذا كان هذا اللقاء هو شكل من أشكال التطبيع فهو مرفوض، وأنا أقبل ما يترتب عليه من تبعات ولكن أود توضيح الآتي:

أولا: التطبيع يتم بالغرف المغلقة وفي لقاءات تفاهم، وليس على الفضائيات وأمام العالم كله، هذا فهمي. غضب البعض من منطلقات وطنية، ولهم الشكر والتقدير.

حسب معايير لجنة المقاطعة الاكاديمية والثقافية لإسرائيل ومقاومة التطبيع في جامعة بيرزيت: التطبيع يعني المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محلي أو دولي مصمم خصيصاً للجمع بين فلسطينيين أو عرب وبين اسرائيليين ولا يهدف صراحة لمقاومة أو فضح الاحتلال.

ثانياً: ما أغضب البعض هو موقفي من منظمة التحرير، وهو موقف بحاجة لتوضيح، نتمنى أن تكون المنظمة جامعة تضم الكل الفلسطيني، لكنها اليوم ليست كذلك، إصلاح المنظمة مطلب شعبي. ولكن الحقيقة أنها اليوم تمثل فصيلا واحدا، الأمر الذي لا يريد البعض أن يسمعه.

ثالثا: عندما قلت هي لا تمثل الشعب الفلسطيني، أعني أن جزءا من الشعب ممثلا فيها فقط (20-30% بناءً على مؤشر انتخابات عام 2006)، هذه حقيقة مؤلمة لا يريد البعض سماعها، ولكن الحقائق المؤلمة يجب أن تقال كي نصل لوضع أفضل. هذا لا ينفي كونها (منظمة التحرير) ممثل للشعب، ولكن هذا الممثل الشرعي بحاجة أن يحافظ على شرعيته بضم كل أطياف الشعب. لأن ما جرى في روسيا خلال مؤتمر المصالحة الذي فشل في إصدار بيان ختامي. وكان السبب حسب كلام عزام الأحمد: "الخلاف على مكان الدولة، وعلى التمثيل"، ما يعني وجود مشكلة بحاجة لحوار وطني.

 

المصدر : خاص_ الوطنية