في أول خروج إعلامي له بعد قرار إلغاء مهرجان الذكرى الـ54 لحركة فتح، وصف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أحمد حلس، الذين سمحت لهم حركة "حماس" بإيقاد شعلة الانطلاقة في ساحة الجندي وسط مدينة غزة، بـ "المرتزقة"، في إشارة إلى التيار الإصلاحي للحركة الذي يقوده محمد دحلان.
وقال حلس إن" خروج الآلاف من جماهير الحركة بالرغم من التحديات والمخاطر، كان يمثل اختبار أول، ويعبر عن درجة الالتزام الفتحاوي والجماهيري بحركتهم"، لافتًا إلى أن ذلك اليوم الذي منعت فيه "فتح" من إقامة مهرجانها الشهر الماضي بغزة، لم يكن سهلاً.
وأضاف خلال لقاء متلفز على قناة "عودة" بث مساء اليوم الأحد:" تلك الجماهير أرادت أن تقول كلمتها لكل المراهنين إن مصادرة هوية الحركة ونسبها لمجموعة من المرتزقة والمطرودين الذين نبذتهم فتح، أن الرسالة وصلت، وأنه لا يمكن مصادرة هوية وقرار فتح الذي لا يمكن أن تنتسب إلا لأبنائها الحقيقيين"، على حد تعبيره.
وأوضح أن الذين خرجوا، في إشارة لتيار "دحلان"، كانوا يعيشوا في حفلة محمية من خصوم "فتح" ومن خصومهم أيضاً، من أجل كسر هذه الحركة التي كان قرارها أنها لن تنكسر، بحسب حلس.
وأكد أن لا أحد استطاع أن يمنع الناس بالرغم من الضرب والقمع والمنع والتفتيش على كل الطرقات والتجمعات، إذ أكد على قيام مؤسسات حقوق الإنسان من رصد كافة الانتهاكات التي تعرض لها أبناء الحركة في غزة، لافتًا إلى أنهم وثقوا كل المخالفات وما صفها الجرائم، آملاً أن تضع هذه التجاوزات في إطار حجم خطورتها.
وحول قرار إلغاء المهرجان والخلاف الذي نشب داخل الحركة بعد ذلك، قال حلس:" اتخذنا القرار الصعب والمفاجئ لشعبنا بكل فئاته وأطيافه، وهناك قيادة في قطاع غزة لم تهرب يومًا من مسؤولياتها واتخذت القرار في التوقيت الصحيح"، معبرًا عن فخره بهذا القرار ونتائجه.
ومضى بالقول:" الذي يتذمر منه، لا يعرف تفاصيل ما يدور على الأرض، ونحن مثلهم كنا نتأمل أن تزال كافة العراقيل التي وقفت أمام انجاز ذلك اليوم، كما نحن مكلفون بقيادة العمل التنظيمي في قطاع غزة سواء كان قرارنا إيجابي أو حتى سلبي".
وأشار حلس إلى كل الجهود التي بذلتها كل الفصائل والقوى والسياسية وبعض الأطراف الإقليمية والدولية، لأجل إزالة كل الأسباب التي تمنع إقامة المهرجان، لكن" كل هذه المحاولات اصطدمت دائما بموقف حركة حماس الرافض، والذي كان يبحث عن ذرائع وتبريرات لم تقعنا ولم تقنع كافة الأطراف".
وأضاف عضو اللجنة المركزية لفتح قائلاً:" بصراحة لم نكن نعول كثيراً على قدرة هذه الجهود لأجل اقناع حماس، حيث كنا نريد يبقى جمهورنا في حالة استعداد وجاهزية للحظة الأخيرة، وكذلك كنا نريد أن نختبر بذلك اليوم قدرة "فتح" ومدى التصاقها بجماهيرها".
ولفت إلى أن الفصائل حاولت أن تطرح صيغة "المنع أو التأجيل"، مضيفًا:" صارت القضية الأهم التي سنساهم بها هي وقف الاعتقالات والاستدعاءات، لكني أبلغتهم بشكل واضح أننا لا نريد أن نتحدث عن المعتقلين وانما نريد الحديث عن المهرجان".
وأكد أن قرار إلغاء المهرجان، اتخذ ليس في إطار المساومة أو الصفقة، وانما في إطار قاعدة الحرص وصون الدماء الفلسطينية، بعد شعور الناس بدرجة المخاطر والمخاوف.
تفاصيل لقائه بالوفد الأمني المصري
وذكر حلس أنه وضع الوفد الأمني المصري الذي زاره قبل أيام في منزله بغزة، في صورة تفاصيل التفاصيل كالإجراءات التي وصفها بالإجرامية التي مارستها "حماس" ضد أبناء في فتح، بالإضافة ملاحقتها للمواد الإعلامية والمطابع والورش الإعلامية"، حيث أكد للوفد رفضه لكل هذه الممارسات، وفق تعبيره
وكذلك وضع الوفد المصري في صورة الوضع في معبر رفح البري، والعراقيل التي كانت بداخله، وحادث الاعتداء على تلفزيون فلسطين، والحديث عن الجهود التي تبذلها "فتح" من أجل إنهاء الانقسام.
واعتبر حلس أن قرار "حماس" بخصوص المصالحة والشراكة غير جاد، داعيًا إلى الانخراط المباشر في جهد صادق من أجل الخروج من حالة الانقسام.
وشدد على أن المصالحة ستبقى الخيار الأوحد للشعب الفلسطيني وقواه السياسية، رافضًا كل محاولات البحث عن بدائل أخرى غيرها.
فيما أكد أن "فتح" ستبقى أمام الدم الفلسطيني ضعيفة وستبقى تنحاز لمصالح شعبها، ولا يمكن لها أن تستقوي على شعبها.
المصدر : الوطنية