كشف عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية، عن موافقة المسؤولين المصريين باستلام الأجهزة الأمنية في غزة معبر رفح البري، عشية قرار السلطة الفلسطينية بسحب موظفيها منه يوم الأحد الماضي.

وقال الحية في حديث خاص "للوطنية" اليوم الأربعاء:" عندما علمنا بانسحاب السلطة من معبر رفح، أبلغنا الأخوة المصريين الذين تفاجئوا بالأمر، واستشرناهم وسألناهم ماذا نفعل؟، وقالوا لنا لا بد من سد هذا الفراغ".

وأوضح أن هناك توافق بين "حماس" والمسؤولين المصريين حول عودة الطاقم الأول الذي كان يشرف على معبر رفح بكل كفاءة ومهنية طيلة السنوات الماضية، وملئ الشاغر الذي خلفه موظفي السلطة، مؤكدًا أن حركته لم تطلب بخروج الموظفين من المعبر.

وحول وجود هيئة فصائلية للإشراف على معبر رفح لضمان استمرارية عمله كما كان في السابق، قال الحية إن حركته مستعدة للتعاطي مع هذا الأمر بكل رحب، مطالبًا الفصائل والقوى الوطنية والشخصيات المستقلة والجهات المختصة بالإشراف والمتابعة على كل شيء في غزة وليس على معبر رفح فقط، مخاطبًا إياهم:" تعالوا وأشرفوا على كل شيء حتى تكونوا شُهاد".

ولفت إلى أن كل الأجهزة الأمنية العاملة في غزة ستكون رهن إشارة الكل الوطني، مناشدًا في ذات الوقت المسؤولين المصريين بفتح معبر رفح بشكل دائم والالتزام بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بدوره أمر وطلب منذ مايو _أيار من العام الماضي بفتح المعبر، بالإضافة إلى وجود قرار سابق من رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل بالاستمرار في فتح المعبر.

عباس يسعى لتمرير "صفقة القرن"

وأجاب نائب رئيس حركة "حماس" في غزة على سؤال "الوطنية": ما الوراء من خطوة السلطة بالانسحاب من معبر رفح؟، قائلاً:" خطوة انسحاب سلطة رام الله من المعبر، انقلاب على الحالة الوطنية المتوافق عليها، وهدفها المزيد من حصار غزة".

وأكمل إجابته:" وتأتي في سياق سلوك محمود عباس وفريقه للضغط على أبناء غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وكذلك تمهيد واضح لصفقة القرن المتمثلة بعزل تام وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن وجود السلطة في المعبر كان بتوافق وطني وبرعاية مصرية.

واعتبر الحية أن الرئيس محمود عباس مغتصب للسلطة ومنتهي الولاية وأنه دمر كل شيء، متهمًا إياه بأن يمهد المسرح أمام "صفقة القرن"، لإقامة ما يسمى "كيان غزة"، "وهذا ما يسعى إليه وهو فريقه"، على حد تعبيره.

وسُئل عن اتهام "فتح" لـ "حماس" بممارسة إجراءات قمعية ضد أبنائها وكوادرها في غزة، وهذا من ضمن الأسباب التي سارعت لاتخاذ قرار الانسحاب من معبر رفح، أجاب الحية: لا يوجد ممارسات، وهذه محاكاة كاذبة، كما هي مسألة اتهامنا بالاعتداء على مقر تلفزيون فلسطين".

وتابع:" الكل شاهد على المقابلة الذي أجراها صحفي مع عزام الأحمد، حين أيقظه من نومه وسأله عن حادث الاعتداء على تلفزيون فلسطين، فالأخير بدأ يلقي اللوم والتهم ويحمل حماس المسؤولية بالرغم أنه لا يعلم ماذا حدث؟".

كما أشار إلى وجود منظومة وخطة متكاملة اليوم من قبل الرئيس وأخرين أسماهم فريقه، لزيادة حصار غزة وفصلها عن الضفة الغربية، والذهاب بها لتمهيد الطريق أمام "صفقة القرن"، بحسب الحية.

وأضاف:" هذا ما يسعون إليه ولا يخفى على أحد: خطوة المعبر وجلوس الموظفين وفصلهم وقطع رواتب أسر الشهداء والجرحى"، معتبرًا أن هذا التصرف يصب الزيت على النار.

وأشار عضو المكتب السياسي لحماس إلى محاولات لخلق بلبلة وإراقة دماء في غزة،  والدفع بأبناء فتح لمواجهة الأجهزة الأمنية، "هو يريد لغزة أن تموت وأن تغرق في دمائها ومشاكلها، ومحاولة واضحة لإبعادها عن الكل الوطني حتى يمهد لصفقة القرن"، والمستهدف من حديثه، الرئيس محمود عباس.

 

المصدر : خاص_ الوطنية