كشف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود الزهار، عن وجود مخطط عربي بمشاركة الرئيس محمود عباس لدفع "إسرائيل" إلى شن حرب على قطاع غزة، وإمكانية تسليم الحركة لأسرى إسرائيليين لديها مقابل الإفراج عن أسراها المعتقلين بعد صفقة شاليط.
وقال الزهار إن: الرئيس يريد من "إسرائيل" تصعيد الأوضاع وشن حرب على غزة، وذلك بإيعاز منه ومن بعض الدول العربية"، وفق قوله.
ورفض الزهار الحديث عن تفاصيل هذا المخطط، لكنه أكد أن الرئيس مقدم على خطوات جديدة ضد غزة، وسيكون على رأسها سحب الأموال من المصارف، وقطع رواتب أعضاء حركة "فتح" وموظفي السلطة في قطاع غزة.
وأوضح أن "هذا المخطط يسعى له الرئيس لإخراج سكان غزة في مواجهة حركة "حماس"، وفي حال لم يخرجوا سيكون هناك ضغط من قبله وبعض الدول العربية لدفع "إسرائيل" إلى شن عدوان على غزة"، لافتاً إلى أن المعطل الأساسي لرفع الحصار عن القطاع والتخفيف عن سكانه هو الرئيس بجانب "إسرائيل".
ويفرض الرئيس إجراءات عقابية إضافية على خلفية التفجير الذي استهدف موكب رئيس حكومته بغزة، والذي نفت "حماس" ضلوعها فيه، وشملت العقوبات خصماً يتراوح بين 40% و50% من رواتب موظفي السلطة، وتقليص كمية الكهرباء، والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد المبكر الإجباري، وتأخيراً متعمَّداً في صرف رواتب الموظفين، ما ضاعف الأزمة والمعاناة في غزة.
ماذا يفعل وفد حماس في مصر؟
وكشف القيادي الزهار أن زيارة وفد حركته للقاهرة السبت، جاءت لمناقشة ملف واحد وهو المصالحة الداخلية مع حركة "فتح"، وليس للحديث أو حتى فتح أي مجال لعرض اتفاقيات جديدة للمصالحة.
وأوضح أن حركته ستُركز فقط على تنفيذ الاتفاقات السابقة، وعلى رأسها اتفاقا 2011، 2017، ولا أكثر من ذلك، مشيراً إلى أن الأجواء التي وفرها الرئيس محمود عباس للمصالحة، خاصة بعد خطابه في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، "سلبية ولا تشجع على إنجاز أي ملف فيها".
ولفت القيادي في حركة "حماس" إلى أن الرئيس عباس "لا يريد تنفيذ اتفاق 2011، ويسعى للتهرب من هذا الاتفاق لكونه ينص على بند إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية"، متهماً الرئيس "أبو مازن" بالتهرب من الانتخابات "خوفاً من أن يسقطه الشعب".
وفي خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك الخميس الماضي، توعّد الرئيس عباس قطاع غزة المحاصر منذ 2006، وقال: "إنه خلال الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات المصالحة"، و"بعد ذلك سيكون لنا شأن آخر. ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة مليشيات".
مصالحة لن تتحقق
وقال الزهار: "عباس أراد من خلال منبر الأمم المتحدة والاتهامات التي وجهها لحماس، أن يكسب الشرعيات فقط أمام العالم، وسعى لأن يُحمل الحركة كل المسؤولية، واليوم حماس توجهت للقاهرة، لوضع كل الإجابات التي يريدها عباس بعد أن يطرح للوسيط المصري ما عنده وما يريده".
وزاد في حديثه لصحيفة "الخليج أون لاين" القطرية، رغم أن البيئة العربية من حولنا ليست صحية، فإن حركة حماس تسعى بكل جهد لتحقيق المصالحة الداخلية، لكن يبدو أن أبو مازن لا يسعى لذلك أبداً".
وذكر القيادي في حركة "حماس" أن أكثر العقبات التي كان يضعها عباس لإفشال المصالحة الداخلية، هو سعيه للسيطرة على قطاع غزة، دون أن يقوم بدور أمني في القطاع"، مضيفاً: "عباس يريد استلام كل شي بغزة، المعابر الحدودية، وكذلك استلام الجباية، لكن دون أن يقوم بأي دور أمني في غزة".
وتابع: "لذلك هو اخترع قصة محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله في قطاع غزة، ولكن الأمر أنفضح وكشفت تفاصيل هذه العملية المدبرة وبالأسماء، وهم الآن يتعرضون للمحاكم القضائية".
وبسؤاله عن إمكانية تحقيق مصالحة في ظل وجود الرئيس عباس وتهديده الدائم بفرض عقوبات جديدة على قطاع غزة، أجاب الزهار: "عباس يلعب ألاعيب غير نظيفة، لا تليق بمقامه، ولا يوجد أي أمل بتحقيق مصالحة في ظل وجوده، ولا يوجد اتفاق بين حماس وفتح على البرامج".
وزاد في إجابته: "هناك اتفاق سابق جرى في القاهرة وهو 2011، ونحن نريد التطبيق ونرضى بالنتائج، والقرار سيكون للشعب ولا نريد أكثر من ذلك".
واستجابة لدعوة مصرية عاجلة غادر، أمس السبت، وفد من حركة "حماس" في غزة، للعاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملف المصالحة، ويضم "سامي أبو زهري وروحي مشتهى وطاهر النونو وصلاح البردويل ونزار عوض الله"، في حين سيلحق اليوم (الأحد) وفد من قيادة الحركة بالخارج بوفد غزة بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، لإجراء مباحثات مع المخابرات المصرية.
الجدير ذكره أن القاهرة فشلت في إحراز أي تقدم بملف المصالحة الذي ترعاه منذ سنوات طويلة، ويبدو أن تحركها الأخير ودعوتها للفصائل لزيارة القاهرة، لن تحقق اختراقة في ظل التباعد الحاصل بين حركتي "فتح" و"حماس"، وتهديدات الرئيس عباس المتكررة بفرض عقوبات جديدة على غزة.
المسيرات لن تتوقف
وعن مسيرات العودة الكبرى، التي بدأت تحقق زخماً شعبياً كبيراً الأسبوعين الماضيين، وموعد توقفها، قال القيادي في حركة "حماس": "مسيرات العودة لن تتوقف مهما كانت الضغوط والتحديات، وستبقى مستمرة حتى تحقيق أهدافها".
وتابع حديثه: "مهما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعملاء المنطقة من الضغط على حق العودة، فالمسيرة ستستمر حتى تحقيق مطالبها بالتمسك بحق العودة وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة بالكامل"، مضيفاً: "المرحلة القريبة هي رفع الحصار عن قطاع غزة، والبعيدة ستكون المقاومة لتحرير فلسطين".
وبسؤال حول تطورات الحاصلة حول صفقة تبادل الأسرى، ومتى يمكن لـ"إسرائيل" أن ترى جنودها المأسورين لدى المقاومة الفلسطينية، أكد الزهار أن ""إسرائيل" يجب أن تدفع الثمن أولاً قبل أن ترى جنودها".
وأضاف: "يجب على "إسرائيل" أن تُفرج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة شاليط، وبعد ذلك يمكن أن نجلس كالصفقة السابقة، ونضع شروطنا على نار هادئة حتى نصل لاتفاق، يتم بموجبه أن نطلق سراح الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وما عندنا يُسلم للاحتلال".
وتأسر "حماس"، منذ عام 2014، أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان، لم يُعرف حتى الآن مصيرهما، حيث ترفض الحركة تقديم معلومات عمَّا إذا كانا على قيد الحياة قبل إطلاق الحكومة الإسرائيلية سراح معتقلي "صفقة شاليط" بالضفة.
وأعاد الاحتلال اعتقال العشرات من محرَّري صفقة "الوفاء للأحرار" التي تمت عام 2011، وأُفرج بموجبها عن ألف أسير من ذوي الأحكام العالية وقدامى الأسرى مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط، الذي أُسِر من على حدود قطاع غزة صيف 2006.
المصدر : الوطنية