انتهت مؤخرًا قصة حب، استمرت لسنوات وكانت محل إعجاب الطلبة والعاملين بإحدى جامعات مصر، بنهاية مأساوية وجريمة هزّت مصر، وشهدت تفاصيل دامية ومخيفة.

فقبل سنوات، وقع الشاب بسام أسامة (23 عامًا)، في حب فتاة تقيم بذات الحي الذي يقيم فيه، وتوّجا قصة حبهما بالخطوبة، تمهيدًا للزفاف عقب انتهاء دراستهما الجامعية.

ويوم وقفة عيد الأضحى، أخبر بسّام شقيقه بأنه سيذهب لمنزل خطيبته، وهناك حدثت الجريمة الشنيعة، إذ اختفى الشاب منذ ذلك الحين وانقطعت أخباره، وتوقف عن الرد على هاتفه حتى أغلق تمامًا، وبسؤال خطيبته أنكرت ذهابه إليها، كما أنكر والدها ووالدتها زيارة خطيب ابنتهما لهم في المنزل.

وفي التفاصيل التي خرجت للعلن مؤخرًا، فإنه خلال سنوات الخطوبة فوجئ الشاب الذي ينتمي لأسرة ثرية، أن والد خطيبته سيء السمعة، ومدان بعدة قضايا نصب واحتيال، وصدرت بحقه أحكان قضائية، وفوجئ الشاب بأن "حماه" يتنكر بأسماء مزورة هربًام ن الملاحقات الأمنية والقضائية، لذا فاستجمع شجاعته وقال لوالد خطيبته:" لازم تتوب وتنتهي من كل هذه الأعمال لأنني أريد أن أرتبط بأسرة أفخر بها".

ويبدو أن هذه الكلمات كانت فتيل الانفجار، فوالد خطيبته قرر حينها أنه سيتخلص منه للأبد خوفًا من افتضاح أمره، وطلب من ابنته استدراجه للبيت حتى يقتله، وعثرت أسرة المغدور على جثته مدفونة تحت الأرض في مطبخ شقة استأجرها والد الفتاة في منطقة الرحاب.

تفاصيل ما جرى منذ خروج الشاب من منزله لمقابلة خطيبته وحتى العثور على جثته، كشفتها وزارة الداخلية المصرية، حيث قالت في بيان رسمي إنه عقب ما تبلغ به لقسم شرطة الشروق بغياب الشاب، عقب خروجه من مسكنه متوجهاً لزيارة خطيبته المدعوة حبيبة، فقد قامت الأجهزة الأمنية بتشكيل فريق بحث ووضع خطة لكشف الملابسات.

وكشفت الداخلية المصرية تفاصيل تنفيذ المتهمين للجريمة، وقالت إن خطيبة الشاب قامت بإيعاز من والدها باستدراج المجني عليه بدعوى التنزه بمدينة الرحاب، وعقب ذلك اصطحبته للشقة وفور وصوله، قام والدها مع متهمين آخرين استعان بهم بشل حركته، وتكبيل يديه وقدميه، ثم قام والدها بخنقه حتى فارق الحياة، وبعدها تخلص من الجثة ومتعلقات المجني عليه داخل حفرة بمطبخ الشقة.

وأضافت الداخلية المصرية أنه تبين أن وراء غياب الشاب كلاً من أشرف 52 عاماً وهو كيميائي سابق، مطلوب التنفيذ عليه في قضيتي مخدرات محكوم عليه فيها بالسجن المؤبد، وقضية تزوير، ومحكوم عليه فيها بالسجن 15 سنة، ومحبوس احتياطياً على ذمة قضية تزوير أخرى، وابنته حبيبة 20 عاماً، طالبة ومقيمة بذات العنوان.

وذكرت الوزارة أنه عقب مواجهة المتهم الأول بما جاء بالتحريات أيدها، وأقر بأنه نظراً لعلم خطيب ابنته بقيامه بانتحال أسماء مختلفة للتهرب من ملاحقته أمنياً للتنفيذ عليه في الأحكام الصادرة ضده، وبسبب ما قال إنه "اعتداء الشاب القتيل على نجلته المتهمة الثانية بالضرب وتهديدها بالإبلاغ عن والدها، فقد خطط للتخلص منه حيث قام باستئجار شقه بأحد العقارات بمدينة الرحاب وأعد حفرة عميقة بالمطبخ، واستعان بابنته وآخرين لتنفيذ جريمته.

وقال والد الفتاة إن شركاءه في الجريمة أحدهم مطلوب التنفيذ عليه في أحكام قضائية بالحبس، والآخر صاحب شركة مقاولات، مطلوب التنفيذ عليه في 10 أحكام حبس وآخرون لهم سوابق بقضايا مخدرات، واغتصاب.

وقالت الوزارة إن والد الفتاة وعقب انتهاء جريمته أهال الرمال على الجثة واستعان بعمال لتركيب سيراميك بمكان المقبرة، ثم تخلص من هاتف المجني عليه بإلقائه بالطريق العام.

في غضون ذلك قررت نيابة القاهرة الجديدة دفن جثة الطالب بسام أسامة، وحبس المتهمين على ذمة التحقيقات تمهيداً لإحالتهم لمحاكمة عاجلة.

 

المصدر : الوطنية