جدد مجلس الوزراء الفلسطيني الثلاثاء، دعوته لحركة "حماس" للاستجابة لخطة الرئيس محمود عباس لاستعادة الوحدة الوطنية دون شروط، مشددًا على ضرورة وقف جميع أشكال السجال والجدال السياسي.
وخلال جلستها الأسبوعية، طالبت الحكومة حركة "حماس" بتسليم حكومة الوفاق الوطني كافة المهمات والصلاحيات في قطاع غزة، والتوقف عن الممارسات الهادفة إلى تكريس مصالحها الحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.
ورفضت الحكومة استخدام المساعدات الإنسانية والتنموية كأداة للابتزاز والضغط السياسي تجاه القيادة الفلسطينية، لإجبارها على القبول بما يسمى بـ"صفقة القرن"، مشددًا على أنّ الشعب الفلسطيني وقيادته لن يرضخ لأي ابتزاز ولين يقايض الثوابت الوطنية بأي ثمن كان.
وأكد مجلس الوزراء رفضه المطلق لما تضمنته الخطة الأمريكية وتصريحات مستشار الرئيس الأمريكي (ترمب) للأمن القومي جون بولتون، بإسقاط ملف القدس من طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن استبعاد القدس هو عدوان أمريكي سياسي وقانوني، ليس ضد فلسطين فحسب بل ضد المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وجدد المجلس تأكيده على رفض تصريحات بولتون حول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، إذ تدرس الولايات المتحدة الاعتراف بحوالي 10% فقط من عدد اللاجئين المعترف بهم حاليًا، مشيرًا إلى أن صاحب الولاية على وكالة الغوث هي الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يقع ضمن صلاحياتها تحديد مصير وبقاء عمل وكالة الغوث.
وقال المجلس، إن ما يتم تداوله حول قضية اللاجئين مرفوض وغير قانوني ولن يتم التعامل معه او السماح لأحد بالتعامل معه، ولا يمكن أن يؤثر في الوضع الراهن، مشددًا على أن قضية اللاجئين هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وحلها يكمن فقط من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وأن حق العودة حق مكفول بالقانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأدان المجلس عمليات تعميق الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك المصادقة على خطط لإقامة 20 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس، مشيراً إلى أن هذا العدوان الجديد هو خير دليل على أن حكومة نتنياهو ومؤسساتها وأذرعها المختلفة هي حكومة مستوطنين واستيطان بامتياز.
وأوضح أن أركان اليمين الحاكم في "إسرائيل" يفصحون بشكل واضح وعلني وعلى مرأى ومسمع من العالم عن مخططاتهم وسياساتهم الاستعمارية التوسعية دون خجل أو رادع من قانون أو عقوبات، مستظلين بالانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال وسياساته، وبصمتٍ دولي يعبر عن تقاعس المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه الأوضاع في فلسطين المحتلة.
وتقدمت الحكومة بشكرها للحكومة اليابانية لتبرعها بمبلغ 5.4 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مجددًا دعوته للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة وفاء الدول المانحة بسرعة تأمين الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
ورحب المجلس بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووجوب خضوع المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني للمساءلة، مشيرًا إلى ضرورة توفير الحماية الدولية الفورية لأبناء شعبنا في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأوضح المجلس، أنه تم إعادة إعمار 90% من البيوت المدمرة بشكل كلي، ويجري حاليًا تنفيذ برامج إعادة الإعمار وفقًا للخطة التي تم تقديمها لمؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة تشرين الأول 2014، موضحًا أن كمية الاسمنت التي تم صرفها للمستفيدين بلغت 77% من الكمية المخصصة.
أما في ما يخص إصلاح الأضرار الجزئية، فإن إجمالي الوحدات المتضررة جزئيًا بلغ 127000 وحدة، مشيرًا إلى تبقي نحو 2100 وحدة غير منجزة بسبب نقص التمويل اللازم.
و طالب المجلس، وبمناسبة الذكرى الـ 49 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، الأمتين العربية والإسلامية، باتخاذ مواقف حازمة لحماية المسجد الاقصى المبارك، وأشار إلى إنه ورغم مرور نصف قرن على وقوع هذه الجريمة، إلّا أن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس العربية المحتلة ما زالت مستمرة، محذرًا من مخاطر التصعيد الإسرائيلي الجديد في مدينة القدس المحتلة، وبشكل خاص العدوان على المسجد الأقصى المبارك واغلاقه، ومنع المصلين من الوصول إليه، ومحاولات ما يسمى شرعنة صلاة غير المسلمين فيه، وذلك ضمن مخططات الاحتلال الهادفة للمساس بالمسجد الأقصى والاستيلاء الاستيطاني على المدينة العربية المقدسة وتهويدها.
وفي سياقٍ آخر، رفض المجلس قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بإيقاف اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وأعرب عن استهجانه لكيل الاتحاد الدولي لكرة القدم بمكيالين من خلال معاقبة فلسطين، والتغاضي عن كل الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين.
وتوجه المجلس بالتهنئة إلى حجاج فلسطين بمناسبة أدائهم فريضة الحج لهذا العام، وتقدم بالشكر إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وإلى كافة الجهات المختصة لجهودهم في توفير كافة سبل الراحة والأمان، لتمكين الحجاج من أداء مناسك الحج بكل يسر وطمأنينة والسهر على راحتهم، وعودتهم سالمين إلى أرض الوطن.
المصدر : الوطنية