تواصل السجال الإسرائيلي الداخلي حول مباحثات التهدئة مع "حماس" في القاهرة، وسط تبادل اتهامات متزايدة داخل الحلبة السياسية الحزبية، وتوجيه انتقادات لأداء الحكومة والجيش.
وقالت وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيفي ليفني، إن: "اتفاق التهدئة يعمل على تقوية حماس بدلا من تحشيد العامل الإقليمي ضدها، والرسالة التي يخرج بها اتفاق التهدئة أن إسرائيل تدفع لمن يطلق النار عليها".
وأضافت في مقابلة أجرتها صحيفة معاريف أنه "ليس هناك تحسن في الأوضاع الأمنية للإسرائيليين، وهناك نقص في الثقة تجاه الحكومة أمام حماس، مع أنه لدي حلول أخرى للتعامل مع الحركة، أهمها ألا نعطي لها أي إنجاز، وإنما العمل ضدها، ليس فقط عسكريا، وإنما سياسيا أيضا.
وأوضحت أن "حرب لبنان الثانية 2006 توصف بالفشل، لكننا حققنا بعدها هدوءً طويلا حتى اليوم، لأننا لم نكتف بالعملية العسكرية، إنما استصدرنا قرارا من مجلس الأمن ضد حزب الله، وليس بالاتفاق معه".
واستدركت بالقول إنه "محظور اليوم التفكير بإعادة احتلال غزة، والبقاء فيها، للتحكم بمليوني فلسطيني هناك، مع أن السلطة الفلسطينية تتعاون معنا على المستوى اليومي ضد حماس، وكان يحب بدلا من تقوية الحركة، وتعزيزها، والتوصل معها إلى اتفاقيات، الذهاب لتكثيف التعاون الإقليمي ضدها، يجب العمل على إيجاد حشد دولي لنزع سلاح حماس في غزة، وإيجاد سلطة تعترف بإسرائيل".
وختمت بالقول إن "تحسين ظروف الحياة الإنسانية في غزة يجب ألا يتم عبر حماس، وإنما من خلال مراقبة دولية، يجب تنفيذ مشاريع بإشراف دولي، متزامنا مع تهديد تعلنه مصر ضد حماس، بأنها ستغلق معبر رفح إن خرقت الحركة أي اتفاق، هذا ليس حلما في الهواء، بل هو واقع ممكن".
من جانبه، شن الرئيس السابق للائتلاف الحكومي من حزب الليكود ديفيد بيتان، هجومًا قاسيًا على وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، لأنهم لا يستطيعون اتخاذ موقف واضح ضد رغبة الجيش والمؤسسة الأمنية بالنسبة لمهاجمة حماس.
وقال بيتان إن: الوضع السائد في إسرائيل اليوم أن رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت هو من يدير الكابينت المصغر، وبالتالي فنحن نعيش في مشكلة، لأن الوزراء ينظرون بعيونهم إليه، ويبدو أن الجيش يريد تهدئة طوال الوقت مع غزة، وبالتالي فنحن سنحصل على ذلك".
أما عضو الكنيست بيتسلئيل سموتريتش من حزب البيت اليهودي، خاطب أفيغدور ليبرمان وزير الحرب بالقول إنه "إن لم يكن قادرا على العمل ضد حماس، فليذهب للبيت، بسبب الإدارة الفاشلة التي ينتهجها للصراع الناشب في غزة، لأن حماس هي من تحدد طبيعة المواجهة، وتوقيتها، وحجمها، وبات من الصعوبة أن نتلقى وقفا لإطلاق النار بعد 130 يوما من المواجهات والعنف على حدود غزة".
وأضاف في لقاء نشره موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أن "حماس باتت غير مردوعة، ويجب توجيه ضربة نوعية جوهرية إليها، دون الدخول البري في غزة، لأن الهدوء الذي ستحصل عليه إسرائيل من حماس ثمنه مكلف، وندفعه على المدى البعيد، مع أنه يمكن الحسم أمام حماس، ولا بد من القيام بذلك؛ لأن أمامنا المزيد من الوقت بانتظار المواجهة القادمة".
المصدر : الوطنية